هل تشعُرين بضيقِ الوقت والتَّوتُّر وتُداهمك أعمالُك المنزليَّةُ والتزاماتُك تجاهَ زوجِك وأولادِك؟
هل ذهنُك دائمًا مشغولٌ وتشعُرين أنَّك غيرُ قادرةٍ على الاستمتاعِ بحياتك كأمٍّ وزوجةٍ؟ هل تُريدين أن تكوني أفضلَ، ولكنَّ التَّوتُّرَ والعصبيَّةَ يتغلَّبان عليكِ بسببِ كثرةِ التزاماتك؟..
إليكِ القاعدةَ السِّحريَّةَ لمعالجةِ كلِّ هذه الاضطراباتِ.. خصِّصي وقتًا لنفسك.….
تقول "ع . ع" . ربة منزل:" لديَّ أربعةُ أولادٍ، أحبُّهم جدًّا وأُفني نفسي في خدمتهم ورعايتهم ، ولكنِّي كنتُ أشعر دائمًا بالتَّوتُّر وأنِّي غيرُ قادرةٍ على الاستمتاع بحياتي ، وتغلبني كثيرًا العصبيَّةُ وتجعلني غيرَ قادرةٍ على معالجةِ الأمور بشكلٍ جيدٍ، حتى دعتني إحدى الأخوات لحضور دروس القرآن بمسجد قريب مني ، ورغم انشغالي الشديد ببيتي وأولادي إلا استقطعت وقتا اذهب فيه لدروس المسجد ، وبعدها تغيرت حياتي كلها فشعرت بهدوء نفسي شديد وملأتني سكينة القرآن وسعدت بصحبة صالحة في المسجد وأصبحت أعود لبيتي وأولادي وأنا أكثر نشاطا وتفاؤلا وقلت نوبات غضبي وعصبيتي".
أما "س. س" ربة منزل فتقول : " اتفقت مع زوجي على أن أتفرغ لبيتي وأولادي ولا أنزل للعمل رغم إتقاني للغات والترجمة ، ولكن مكوثي المتواصل بالبيت كان يصيبني بنوع من الاكتئاب ، وانشغالي بأولادي ودراستهم كان يجعلني أقلل في زياراتي لأهلي ، وانقطعت تقريبا عن التواصل مع صديقاتي ، فغالبني شعور كبير بالإحباط والملل ، حتى زاد وزني ونصحتني طبيبتي بالذهاب لصالة تدريبات رياضية نسائية "جيم" ، فوجدت نفسي مضطرة للذهاب إليها حتى لا يزيد وزني ، ولكني فوجئت بحالة من تفريغ المشاعر السلبية كلما ذهبت للتدريبات ، وبدأت مشاعر الإحباط تقل تدريجيا حين وجدت لنفسي وقتا خاصًا بي ".
دللي نفسك…..
تقول الاستشارية النفسية فاطمة الغرياني إن كثير من السيدات يعانين بعد الزواج والإنجاب من التوتر بسبب كثرة الالتزامات المطلوبة منهن وقد يعانين من النسيان الدائم وقلة النوم رغم وجود العمل وعدم وجود وقت فراغ.
وتنصح الخبيرة كل زوجة بأن تنظم وقتها وتقوم بعمل جدول ليومياتها تخصص فيه وقتا لـ"تدليل نفسها" بممارسة الرياضة أو القراءة والتأمل أو الاجتماع بصديقاتها، وأن تنفصل لفترة ولو صغيرة عن الضغوط وتجلس بمفردها .
فوائد ….
ربما تغفل كثير من السيدات عن فوائد هذا الوقت المستقطع ومنها :
(١) منع التوتر و الطاقة السلبية من الوصول لعائلتك
(٢) الهدوء ؛ فحين تشعرين أن أذنيك و دماغك قد امتلئوا و يحتاجون منك أن التوقف قليلا ، سيضيف إليك الوقت المخصص لنفسك الهدوء الذي سيجعلك أقل توترا وأكثر قدرة على مواصلة تحديات يومك.
(٣) التنظيم والوضوح ؛ فهذا الوقت القليل المستقطع الذي تمنحيه لنفسك سيساعدك على تنظيم أفكارك التي قد تكون تكتلت داخل دماغك. سيمنحك الوضوح المطلوب لإيجاد حلول للمشاكل اليومية التي كنت تظنين أنها مستحيلة.
(٤) تجديد النية : سيتيح لكي الوقت المستقطع فرصة لتجديد نيتك لتحسين يومك وتطوير حياتك وحياة أولادك ابتغاء الأجر والثواب من رب العالمين.
(٥) الإحساس بنعم الله : فعندما تكونين مشغولة قد لا تستطيعين الإحساس بالنعم المختلفة التي منحت لك، وحين تستقطعين وقتا لنفسك عدي نعم الله عليك حتى تستطيعين أن تقي نفسك من حالة الشعور بالغضب عندما يصل التوتر لمنتهاه.
(٦) السكينة : كل الأعباء التي أنت مسئولة عنها قد تتسبب في توليد غضب دفين و مشاعر سلبية، وبمجرد استقطاع قليل من الوقت لنفسك سيسهل عليك إيجاد السكينة والهدوء الداخلي الذي سيساعدك على الاستمرار في الأعباء اليومية.
(٧) التخطيط : تلك الدقائق التي تستقطعينها لنفسك يوميا ستساعدك على التخطيط لباقي اليوم.
(٨) التركيز : بعدما تأخذين دقائق قليلة لنفسك يمكنك تنفيذ الأعمال بكفاءة وتركيز أعلى.
حسناء اللحر شكر الله لك المرور العطر