فهذه كلمات تتعلق بموضوع الدين الإسلامي , وأنه يهدي للتي هي أقوم وأصلح , ويرشد العباد في عقائده وأخلاقه ومعاملاته وتوجيهاته وتأسيساته إلى ما ينفعهم في معاشهم ومعادهم . وبيان أنه لا سبيل إلى إصلاح شيء من أمور الخلق الإصلاح التام إلا به . وبيان أن جميع النظم المخالفة لدين الإسلام لا يستقيم بها دين ولا دنيا إلا إذا استمدت من تعاليم الدين . وهذا الذي قلناه قد برهنت المحسوسات والتجارب على صدقه وصحته كما دلت الشرائع والفطر والعقول السليمة على حقيقته . فإن الدين كله صلاح وإصلاح , وكله دفع للشرور والأضرار , وكله يدعو إلى الخير والهدى , ويحذر من الشر وأنواع الردى . وعند عرض بعض النماذج من تعليماته وتوجيهاته يظهر لكل عاقل منصف صحة هذا , وأن الخلق كلهم مضطرون إليه . وأنهم لا يستغنون عنه في حالة من أحوالهم . ذلك بأن الدنيا كلها قد جاشت بمشكلات الحياة , والبشر كلهم يتخبطون في دياجير الظلمات : فيهتدون من وجه واحد ويضلون من وجوه أخرى . وقد يستقيم لهم أمر من بعض وجوهه ويقع الانحراف في بقية أنحائه . وهذا ناتج من أحد أمرين : إما جهل بما دل عليه الدين وما أرشد إليه . وإما مكابرة وغي , ومقاصد سيئة وأغراض فاسدة , حالت بينهم وبين الصلاح الذي يعرفونه , كما هو الواقع كثيرا.
هذا قوانين الجديدة
لاحرمنا هذا العبور العطر