مجرد غمسة فى النار أنسته كل نعيم كان فى الدنيا وأكثر أهل الأرض شقاءًا، الذي عاش العذاب والضنك والتعب في الدنيا .. إذا غمس غمسة واحدة في الجنة، نسى تمامًا كل الشقاء الذي كان يعيشه في الدنيا.
النبى صلى الله عليه وسلم يخبرنا عن رب العزة جل وعلا "أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" [متفق عليه]
كل ما تتمناه في الدنيا .. ما في الجنة أعظم منه بمراحل، هذا عينك لم تراه .. وأذنك لم تسمعه.. ولم يخطر على بالك أبدًا كل هذا النعيم،
ويقول ابن القيم عن الجنة "غرسها الرحمن بيده وجعلها جزاءًا لأحبابه وملأها برضوانه ورحمته وزينها وأتقنها بعظيم قدرته ووصف نعيمها بالفوز العظيم ووصف ملكها بالملك الكبير"
فما هي صفــات من أنعم الله عليهم بدخول الجنة؟
وصف لنا النبي صلى الله عليه وسلم أهل الجنة، فقال " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن، يسبحون الله بكرة وعشيا لا يسقمون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يتمخطون آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب ووقود مجامرهم الألوة ورشحهم المسك على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعًا في السماء"[رواه مسلم]
النظــر إلى وجــه الله الكـريــم ..
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رؤيتهم لوجه الله الكريم فقال"إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" [متفق عليه]
أبشر يا من تحافظ على صلاة الفجر والعصر في جماعة .. فإن هذا من أسباب رؤيتك لوجه الله الكريم يوم القيامة مع أهل الجنة إن شاء الله تعالى،،
قال تعالى {وَاللّه يَدعو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مّستَقِيمٍ، لِّلَّذِينَ أَحسَنوا الحسنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس: 25,26] .. والحسنى هي الجنة، أما الزيادة فالمراد بها النظر الى وجة الله الكريم .. ولا يوجد نعيم يعلو هذا النعيم،،
كما أبلغ جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لقاء الله تبارك وتعالى بأهل الجنة يوم الجمعة، قال "فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظروا إلى وجهه، وهو يقول: أنا الذي
صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي هذا محل كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا، فيقول الله عز وجل رضائي أحلكم داري وأنالكم كرامتي فسلوني، فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إلى مقدار منصرف الناس يوم الجمعة" [رواه البزار وحسنه الألباني]
فكذلك من كان يبكر إلى صلاة الجمعة سيكون في الصفوف الأولى لرؤية وجه الله عز وجل، فيوم الجمعة هو يوم المزيد في الجنة .. وأهل الجنة مع كل النعيم الذي سيكونون فيه، سيشتاقون دائمًا ليوم المزيد .. "فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا فيه كرامة وليزدادوا فيه نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ولذلك دعي يوم المزيد"[رواه البزار وحسنه الألباني]
والنبى صلى الله عليه وسلم قد أوصانا عند دعاءنا أن لا نسأل الله سبحانه وتعالى الجنة فقط، ولكن نسأله الفردوس الأعلى منها كما قال صلى الله عليه وسلم " فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة" [رواه البخاري]
ونحن لن نتنازل عن رفقة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ففي كل سجدة وفي كل مرة ترفع يديك ..
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﺃﻥ ﻳﺮﺯﻗﻨﺎ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﺍﻷﻋﻠﻰ أجمعين.
شكرا على الرد الجميل
نسال الله عز وجل ان يجعلنا من اهل الجنة ويرزقنا النظر الى وجهه الكريم امين يا رب.
جزاك الله خيرا