|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||
{ 5 } صِلَـةُ الأرحَـام ~
~
الرَّحِمُ : هم أقاربُ الإنسان ؛ كالعَمِّ والعَمَّةِ والخالِ والخالةِ وأبنائِهم .
وقد أمرنا اللهُ تعالى بصِلتِهم في أكثر مِن آيةٍ في كتابه الكريم ؛ فقال سُبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ﴾ الرعد/21 ، وجعل على ذلك الثوابَ العظيم والأجرَ الكبير ، فقال سُبحانه : ﴿ … أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ الرعد/22-24 .
ومَن وصلَ رَحِمَه وَصَلَه الله ، ومَن قطعها قطعه الله ، كما أخبر بذلك نبيُّنا – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – في الحديث المُتَّفَق عليه .
لكنْ : كيف نصِلُ أرحامنا ؟
– زيارتُهم ، مع حمل بعض الهدايا البسيطة التي تُؤلِّفُ القلوب .
– الاتِّصالُ بهم عبر الهاتِف أو الجوَّال ، للسؤال عليهم والاطمئنان على أحوالهم .
– إنْ كانوا خارج البلد ، فيُمكن مراسلتُهم عبر البريد أو الفاكس أو البريد الالكترونىِّ .
– إنْ صعُبَ كُلُّ ذلك ، وتعذَّرَ التواصلُ معهم ، فيُمكن سؤالُ مَن هم على اتِّصالٍ بهم أو قريبين منهم .
هـذا يختلفُ باختلاف البلاد والعادات والأشخاص . فالبعضُ يرى الصِّلَةَ – بأىّ أشكالها – تكونُ على فتراتٍ مُتقاربة ؛ كالزيارة أو السؤال مرةً كُلّ أسبوع أو شهر ، والبعضُ يراها كُلّ مُناسبة ؛ كمُناسبة زواج أو عيد أو وِلادة أو غيرها ، والبعضُ يراها بتقديم المُساعدة المادية أو المعنوية عند الضرورة .
وصِلتُنا لأرحامِنا لا بُدَّ أنْ تكونَ نابعةً مِن إيماننا ، وتنفيذنا لأوامر رَبِّنا سُبحانه ، وأوامر نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فلا تكونُ – مثلاً – مُكافأةً لهم لزيارتهم الدائمةِ لنا ، أو تكونُ مُجرَّد مُجاملاتٍ فقط ، فلا بُدَّ إذًا مِن تصحيح النيَّةِ لننال الأجرَ مِن اللهِ جَلَّ وعلا . يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( ليس الواصِلُ بالمُكافِئ ، ولكنَّ الواصِلَ الذي إذا قَطَعتَ رَحِمَه وصلها )) رواه البُخارىّ .
ومَن أراد البَسْطَ في الرِّزق ، والبركةَ في العُمر ، فعليه بصِلةِ الرَّحِم ، يقولُ رسولُنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( مَن أَحَبَّ أنْ يُبسَطَ له في رِزقه ، ويُنسأَ له في أثَرِه ، فليصل رَحِمَه )) مُتَّفَقٌ عليه .
ومِمَّا يُشعِرُ بالحُزن هذه الأيَّام : قطيعةُ كثيرٍ مِن المُسلمين لأرحامِهم ، مع تعلُّلِهم بأسبابٍ واهيةٍ غالبًا ؛ إمَّا الانشغال أو عدم معرفتهم بأماكن تواجدهم أو لعدم وجود العلاقةِ بينهم .
والبعضُ يقطعُ رَحِمَه لأسبابٍ قـد تكونُ تافِهةً أحيانًا ؛ كاختلافهم في بعض القضايا والأمور ووِجهات النظر ، أو بسبب موقفٍ حَدَثَ مِن أحدهم منذ عشرات السنين ، ولا زالوا يذكرونه حتى الآن ، ولا يكتفون بذلك ، بل يُشَجِّعون أبنائهم على القطيعة ، ويغضبُ الأبُ على أبنائه إذا وصلوا رَحِمَهُم التي قطعها هو .. فتجدين مَن يقطع عَمَّه أو خاله أو أخاه أو ابنَه أو أباه ..
وقد ورد الوعيدُ مِن قطيعةِ الرَّحِم في كتابِ رَبِّنا سُبحانه في قوله : ﴿ وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ الرعد/25 ، وقال تعالى : ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ محمد/22-23 .. نسألُ اللهَ العافية .
فلنصِل – أخواتي – أرحامنا ، فهم أحد الطرق المُوصِّلَة للجنَّة .
جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِن أهلها .
موضوع جميل وطرح موفق اختي
نسال الله التوفيق لنا في ان نصل رحمنا
شكرا
فائدة:
الصلة الحقيقية أن تصل من قطعك :
المرء إذا زاره قريبه فرد له زيارته ليس بالواصل ، ﻷنه يـكافئ الزيارة بمثـلها ، وكذلك إذا ساعده في أمر وسعى له في شأن ، أو قضى له حاجه فردّ له ذلك يمثله لم يكن واصﻼً بل هو مكافئ ،فالواصل حقاً هو الذي يصل من يقطعه ، ويزور من يجفوه ويحسن إلى من أساء إليه من هؤﻻء اﻷقارب .
عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ ليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها ] . رواه البخاري
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجﻼً قال : يا رسـول الله إن لي قرابة أصلهـم ويقطعونني ، وأحسن إليهم ويسيؤون إليّ ، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تُسِفهّم المَلّ وﻻ يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك ] .رواه مسلم .
والمَلّ: الرماد الحار ، قال النووي : يعني كأنما تطعمهم الرماد الحار ،وهو تشبيه لما يلحقهم من اﻹثم بما يلحق آكل الرماد الحار من اﻷلم ،وﻻ شيء على هذا المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخال اﻷذى عليه .
ففي الحديث عزاء لكثير من الناس الذين ابتلوا بأقارب سيئين يقابلون اﻹحسان باﻹساءة ويقابلون المعروف بالمنكر فهؤﻻء هم الخاسرون .
اللهم اجعلنا من يصلون الأرحام
الله يسلمك اختي
اللهم آمين يارب
سعيدة بتـوآجدكي
سعيدة بتـوآجدكي
سعيدة بتـوآجدكي
اللهم آمين
سعيدة بتـوآجدكي
كل اللشكر عن الاضـآفـآت
سعيدة بتـوآجدكي
اللهم آمين
سعيدة بتـوآجدكي