يقول نوح عليه السلام لقومه: إن كان الله سبحانه وتعالى أراد إضلالكم ودماركم بسبب كفركم وإعراضكم فلا راد لقضائه.
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي في "تفسيره":
أي إن إرادة الله غالبة.
فإنه إذا أراد أن يغويكم لردكم الحق فلو حرصت غاية مجهودي ونصحت لكم أتم النصح – وهو قد فعل عليه السلام – فليس ذلك بنافع لكم شيئًا انتهى (1).
وكأنه عليه السلام لما رأى عنادهم وإصرارهم على الكفر عرف أن الله سبحانه سيعاقبهم.
كما هي سنة الله في خلقه أن من أعرض عن قبول الحق بعد وضوحه ودعوته إليه فإن ذلك علامة على نزول العقوبة به، ونوح عليه السلام قال ذلك لقومه لما طلبوا منه إيقاع العقوبة التي كان يخوفهم منها، فطلبوا منه إيقاعها بهم من باب التحدي له فبين عليه السلام لهم أن ذلك ليس بيده وإنما هو بيد الله.
وأنه سبحانه إذا أراد عقوبتهم فلا راد لما أراده.
المنتقى من فتاوى الفوزان