يقع لبنان في الشرق الأوسط في جنوب غرب القارة الآسيوية.
على الضفة الشرقية للبحر الأبيض المتوسط. يتميز طبيعته بارتفاع
التضاريس الجغرافية فيه عن سطح البحر. أهم أنهار البلاد هي نهر العاصي و الليطاني و الكلب. بيروت هي عاصمة لبنان و أكبر مدنه.
رمضان يجمع اللبنانيين باختلاف طوائفهم
لشهر رمضان المبارك وقعه الخاص عند المسلمين، حيث ينتظرون قدومه ويتهيأون ويتحضّرون له ويستقبلونه بقلوب مملوءة بالتقوى والإيمان.
فبيروت وطرابلس وصيدا وسائر المدن اللبنانية، تعتبر خلال رمضان من المدن الزاهية المزدانة شوارعها بحلة رمضان. فتضاء فيها المصابيح وتكتظ أسواقها بالناس، وتقام في جوامعها الاحتفالات الدينية، ويطلق مدفع الإفطار ويجول المسحّراتي في شوارعها ليلاً، ويجتمع شمل العائلات على مآدب الإفطار وتعمّ الألفة والمحبة بين الجميع.
مدفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع رمضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
وأبرز ما كان يظلّل رمضان في مدينة بيروت في القرن التاسع عشر هو مدفع رمضان الذي استحدثته الدولة العثمانية، وكان الهدف من إطلاقه إعلام الناس أنه ثبت بالوجه الشرعي حلول شهر رمضان المبارك، فمساء يوم 29 شعبان أو مساء الثلاثين منه كان يطلق من فوهة المدفع 21 طلقة تبشيراً برؤية الهلال.
أما في عصرنا الحالي وبالرغم من كثافة شيوع وانتشار وسائل الإعلام المتاحة القادرة على نقل أية معلومة للرأي العام في لحظتها وبسرعة قياسية، فإن أبناء بيروت وأهلها ما زالوا عند موعدي الغروب والإمساك يستمعون بشغف إلى دوي مدفع رمضان، لأنه يعيدهم بالذاكرة إلى الأجواء الرمضانية القديمة بكل تقاليدها وعاداتها المحبّبة على كل القلوب والنفوس
المسحَّــراتيّ و”نوبة الوداع”
يتولى المسحِّر إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور. و”المسحّراتي” رمز تقليدي ثانٍ محبّــب للصائمين بعد مدفع رمضان. في الماضي كان يتولى المهمّةَ أحدُ عقلاء الحيّ ممن لهم معرفة وطيدة بسكان المنطقة التي يطوف فيها بطبلته مترنّماً بما تيسّر من أناشيد تعتمد قصائد أحمد شوقي أو المدائح النبوية الشهيرة وتذكر فضائل شهر الصوم، ويتوقف لحظات لينادي أصحاب الدور بأسمائهم مردفاً عبارة “قُم يا نايَم وَحِّد الدّايم”. ولا يتقاضى المسحّر أجراً، لكن فِرَق المسحراتية، كل في منطقتها، تقوم مجتمعة بجولات توديع الصائمين وجمع الصدقات منهم، بدءاً من العشر الأخير لشهر رمضان فتنطلق مواكب “النوبات الصوفيّـة” من مقرّ شيخ المسحرين بعد طعام الإفطار لتزور المنازل، يتقدّمها منشدون يردّدون قصائد وموشّحات ومدائح تشير إلى قرب أفول الشهر الكريم.
المآدب الرمضانية وتقليد “السكبة”
مع بداية كل شهر رمضان تزدهر في لبنان مآدب إفطار جامعة تدعو إليها جمعيات ومؤسّسات خيرية ودينية وإنسانية وصحية وتربوية، عارضة أعمالها الخيرية وخططها المستقبلية فيحرص المتبرعون على دعمها كي تستمر في إعانة المحتاجين والأيتام والعجزة والمساكين.ولسكّــان الأحياء الشعبية في المدن والقرى مآدبهم المتواضعة المتوارثة، أبرزها عادة “السكبة” (اشتهرت بها مدينة طرابلس) وهي توزيع جزء من الطعام على الفقراء خصوصاً، وعلى الجيران والأقارب، فيحمل فتيان الحيّ قبيل المغرب صحاف الطعام ويطوفون بها على أهالي الحيّ تمتيناً للأواصر بينهم، أو إكراماً لروح عزيز فقدوه، ولا يعود الصحن فارغاً في اليوم التالي بل على مدار الشهر يستمرّ تبادل الطعام بين الأهالي وتوزيعها على الفقراء.
موائد رمضان
مائدة رمضان في لبنان لها أصناف مميزة لابد أن تكون حاضرة كلها أو بعضها – على مائدة الإفطار أو السحور.
أول هذه الأنواع التمر الذي يتناوله الصائم عقب انطلاق مدفع الإفطار اقتداء بسنة النبي عليه الصلاة والسلام ولما له من فائدة طبية، فالتمر سيد المائدة وبه يبدأ الإفطار ويجب أن يكون في المقدمة.
أما ( الشوربة ( فإن لها الحظ الأوفر في الموائد الرمضانية وتنفع بضع حسوات منها في ترطيب الحلق الجاف تهيئة المعدة لاستقبال الوجبة الدسمة.
والشوربة على أصناف أفضل ما كان بالعدس المجروش والخضار، وهناك الطبق المميز في لبنان وهو (الفتوش) الذي يدخل في تركيبه جميع أنواع الخضار ويؤكل قبل بداية الوجبة الأساسية على الإفطار.
وتتفنن ربة المنزل – يشاركها معظم أفراد العائلة – في صنع صحن (الفتوش) فعملية تحضير (الفتوش) تحتاج إلا ثلاث أو أربع ساعات أحياناً للحصول على وجبة مغذية وضرورية لاشتمالها على أنواع الفيتامينات كافة.
وهناك (الفتة) والحمص بالطحينة اللذان يحرص الصائم على وجودهما على المائدة إضافة إلى العديد من المأكولات التي لا ينفصل وجودها عن رمضان منها الكبة النية والباذنجان بالطحينة وغيرها.
ثم هناك صنف آخر وهو (المغربية) تصنع من السميد ويفرك باليد ويتم (تهبيله) على البخار ويضاف إليها الحمص والبصل المسلوق وهى تشكيلة ضرورية مع المخلل.
اضافة الى الحلويات التي لا تخلو منها المائدة الرمضانية اللبنانية ومنها
الكنافة
أرز بالحليب
زنود الست
كرات التمر
خشوعٌ في المساجد وحركة في الأسواق
خلال الشهر الفضيل يحرص المؤمنون على حضور مجالس التفسير والوعظ، وتلاوة وختم القرآن الكريم، وختم صحيح البخاري، يومياً في الجوامع والمساجد عقب صلاة العصر، وتكون صلاة **التراويح جماعة عقب العشاء، ويكون إحياء ليلة القدر حتى بزوغ الفجر.
ومع اقتراب نهاية رمضان يلح الاطفال على اهلهم لاقتناء البسة العيد لذا تعرف المحلات والاسواق اللبنانية حركة لم تعهدها من قبل وهكذا تكتمل فرحة الصائم اللبناني
دمتم ودام ودكم
بانتظار بلد ثان ورحلة ثانية
أيــآم لا تنتسَـى
مشكُــورة
بالتوفيق لك
موضوع مميز.
بالتوفيق أختي الكريمة.
سررت بمروركن الرائع