ما هو الربو؟
التهاب مزمن في الممرات الهوائية الاساسية في الرئتين ويتم افراز كمية كبيرة من المادة المخاطية، وتشتد الجدران القصبية ويتقلص انسياب الهواء للخارج مسبباً أزيزاً للنفس.
الالتهاب المزمن يؤدي الى زيادة القابلية لحدوث النوبات المتكررة من أزيز ، وكحة وصعوبة في التنفس. وفي الحالات الطارئة يعاني المصاب بالربو من صعوبة كبيرة في التنفس وازرقاق في الشفتين وزيادة في سرعة النبض وتعرق وسعال حاد.
أصبح الربو مشكلة طبية ليس على مستوى دول الخليج فقط بل على مستوى العالم حيث بلغ عدد حالات الربو ما يقارب 300 مليون حالة ويُتوقع أن تستمر بالزيادة إضافة إلى استمرار زيادة معدلات الاصابة والوفيات. ان حجم المشكلة يدعو لاعطاء مزيد من الاهتمام على مستوى الدول لهذه المشكلة الصحية المزمنة ذات التأثير الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي على الافراد والاسرة والمجتمع. وقد ارتفعت نسبة الاصابة على سبيل المثال في الرياض من 12% قبل 10 سنوات الى 23% حاليا. وفي كندا يموت 10 اشخاص بسبب الربو اسبوعيا 8 منها كان بالامكان تجنبها.
وما يجعل الربو مشكلة طبية كبيرة انه مرض مزمن منتشر بكثرة في كل الأعمار وخاصة الاطفال وغالباً لا يُشخص أو يخطئ في تشخيصه ويعد سببا رئيسيا للتغيب عن الدراسة والعمل، كما انه من اكثر الأمراض التي تستدعي اللجوء إلى استخدام الرعاية الصحية الطارئة. اضافة الى انه مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه والتعايش معه. قد يحد الربو من نشاطات الطفل اليومية اذا لم تتم السيطرة عليه وهناك مشكلة كبيرة في الالتزام بالنصائح والإرشادات المتعلقة بالمرض.
ماهي العوامل المساعدة على الاصابة بالربو؟
أولاً: الاستعداد الوراثي: "ويقصد به" التاريخ العائلي لأمراض الحساسية المختلفة ، تاريخ اصابة بحساسية الربيع او الأكزيما (حساسية الجلد)
ثانياً: أمراض مصاحبة مثل: التهاب الجيوب الأنفية وارتجاع الحامض المعوي.
ثالثاً: مثيرات بيئية: مثل لقاح النباتات والعشب والفطريات والعفن وروث الحيوانات وعثة غبار المنازل.
رابعاً: محفزات (مهيجات) للربو: مثل التدخين ، الروائح القوية من منظفات، طلاء، نشارة الخشب، العطور والدخون (البخور) وغيرها.
كيف يتم التشخيص؟
أولاً : التاريخ الطبي: الاعراض. شدة الاعراض المثيرات اليومية. مرحلة المرض. نوع الازمات. العلاج المستخدم والتجاوب. اضافة الى الاوضاع البيئية والمعيشية. التاريخ العائلي. اصابة المريض وأفراد العائلة سابقا بأحد أمراض الحساسية.
ثانياً : الفحص الطبي ويشمل: الممرات التنفسية العلوية والحنجرة والرئة والجلد. ثالثاً : الفحوص المخبرية ومنها: مقياس جودة التنفس. (اختبار قبل وبعد استخدام موسعات الشعب) واحيانا أشعة للصدر وتحليل كامل للدم وفحوصات للحساسية (في حال وجود تاريخ عائلي). ومسحة للبلغم / للانف لفحص الخلايا المناعية في حال الشك بوجود حساسية.
ماهدفنا من علاج الربو ؟
التخلص من الأعراض المزعجة للربو خلال اليوم واثناء الليل. والحد من النوبات التي يتعرض لها المريض. تقليل عدد مرات استخدام الأدوية المنقدة. تحسين جودة الحياة، وممارسة النشاطات اليومية بصورة طبيعية، تقليل شدة النوبة (الأزمة). التعرف على العلامات التي تسبق حصول الازمة والتصرف السريع عند حدوثها. ومعرفة متى يمكن الاتصال لطلب المساعدة.
كيف يمكننا السيطرة على الربو؟
العناية الصحية السليمة.. وتعني التشخيص الصحيح والتعرف على العوامل المساعدة على الإصابة. ومعرفة العوامل المثيرة من البيئة الداخلية والخارجية.
ومعرفة الخطة العلاجية المناسبة. والتثقيف الصحي للمريض وعائلته. مما يجعل المريض قادراً على العناية بنفسه الى حد معين ليستطيع التصرف عند حدوث النوبة وهو ما يسمى بالعناية الذاتية. كما يجب قياس مدى الاستجابة للعلاج دورياً والمراجعة الدورية مع الطبيب.
بعض المشاكل الخاصة بالأطفال المصابين بالربو:
عدم قدرة الأطفال على التعبير عما يشعرون به وبالتالي الاستهانة في معالجة الاعراض. غالباً ما تشتد اعراض الربو خلال الليل وتختفي عند القدوم لعيادة الطبيب مما يؤخر التشخيص والعلاج. كما ان أغلب الاطفال تحت سن 5 سنوات وحتى تحت سن 7 لا يستطيعون اداء اختبار ( قوة التنفس) مما يُؤثر على كفاءة التشخيص. وكذلك هناك صعوبة في استخدام ادوية الربو والالتزام بها عند الاطفال.
واخيراً لا بد من القول ان درهم وقاية خير من قنطار علاج
الدكتورة: رند أرناؤوط
استشارية أطفال حساسية ومناعة
منقول من موقع طبيبي لأمراض النساء والولادة
تاريخ النشر 7-5-2017
شكرا على الموضوع حبيبتي اللهم ابعد المرض عن كل المسلمين وعافي كل مريش
[/align]