يبدو أن الإتقان في تنفيذ الأنشطة الدعوية الميدانية له علاقة طردية مع تقدم الداعية في العمر وليس العكس, إذ لا يصح أن يقل أو ينقص الإتقان في تنفيذ الأعمال الدعوية كلما تقدم أحدنا في عمره الدعوي, حيث يحلو لنا حينها أن نمارس التوجيه عن بُعد, وتغدو الاجتماعات هواية الكبار, تاركين إتقان التنفيذ للمبتدئين من الدعاة, ترفعاً منا عن الانخراط في الأعمال الدعوية الميدانية.
ولقد دأب القرآن الكريم من بداية تنزله على الحث للعمل الدعوي, التنفيذي الميداني, قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ), بل ومن جهة أخرى حذر القرآن الكريم من القول بدون عمل, قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
صحيح أن كبار الدعاة لهم دور في التنظير والتوجيه والتخطيط,, لكن هذا لا يعني أن يتركوا العمل الميداني والمتابعة الجادة لتنفيذ الأنشطة الدعوية الكثيرة والمختلفة, حيث يكون توجيهم في الميدان لتنفيذ الأعمال مهم, إذ ينظرون في التنفيذ بنظرة الخبير المتأني الذي لا يعتسف الأمور ولا يستعجل النتائج.
بارك الله فيك و نفع الله بك
طرح مميز أختي آسيل.
بارك الله فيكي يا الغالية
وتسلم الأيادي البيضاء
على ماقدمتي
بنتظار جديدك القادم
دمتي بحفظ الله