تذكري يا اختاه ان هناك من تحلم ببيت و زوج و…….
ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻳﺸﻜﻴﻦ ﻫﻢ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺪﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﻳﺮﻳﻦ
ﺃﻥ ﺍﻹﻧﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻫﺰ ﻭﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﺮﻳﻌﺔ ﺃﻫﻮﻥ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ
ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﺦ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩ ﺃﻃﻌﻤﺔ ﻗﺪ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﺬﻳﺬﺓ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ! ﻓﻬﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻫﺆﻻﺀ؟
ﺍﻋﻠﻤﻲ ﺃﻧﻚ ﻣﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﻏﺬﺍﺀ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ، ﻓﻬﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ "ﻛﻠﻜﻢ ﺭﺍﻉ
ﻭﻛﻠﻜﻢ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻦ ﺭﻋﻴﺘﻪ " ، ﻓﺎﺟﺘﻬﺪﻱ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻃﻌﺎﻡ ﻃﻴﺐ ﻹﻋﺎﻧﺔ ﺯﻭﺟﻚ ﻭﺃﻭﻻﺩﻙ
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺄﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ؛ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﺎﺭﻛﻴﻬﻢ ﺃﺟﻮﺭ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺣﻴﺚ
ﻛﻨﺖ ﻋﻮﻧﺎً ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺋﻬﺎ.
ﻭﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻭﻗﻮﻓﻚ ﺑﺎﻟﻤﻄﺒﺦ ﻣﺘﻌﺔ ﻭﻳﺼﻴﺮ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺃﻟﺬ
ﻧﻨﺼﺤﻚ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ:
ﺍﺳﺘﻌﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﺍﺑﺪﺋﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺑﺎﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺒﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ،
ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﺍﻧﻲ، ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻠﺢ ﻭﺍﻟﺘﻮﺍﺑﻞ، ﻭﻋﻨﺪ
ﺭﻓﻊ ﻏﻄﺎﺀ ﺍﻹﻧﺎﺀ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺮﻑ ﻣﻨﻪ، ﻭﻋﻨﺪ ﺗﺬﻭﻕ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ، ﺍﺫﻛﺮﻱ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻗﻮﻟﻲ: ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ " ﻭﺍﻋﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﻧﻴﺔ ﺻﺎﻟﺤﺔ
+ ﺗﻌﺐ ﻭﺟﻬﺪ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺃﺟﺮﺍ ﻋﻈﻴﻤﺎ .
ﺗﺪﺑﺮﻱ ﻭﺗﻔﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻚ، ﻓﻜﻠﻬﺎ ﺃﺭﺯﺍﻕ ﻣﻘﺴﻤﺔ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﻴﺴﺮ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻗﺎﻡ ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻀﺎﺭ – ﻣﺜﻼً –
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺯﺭﻋﻪ، ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻌﻪ، ﻭﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺑﺎﻋﻪ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮ، ﺟﻌﻠﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺘﻚ ﻭﺧﺪﻣﺔ ﺑﻴﺘﻚ، ﻭﻓﻮﻕ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺭﺏ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﺧﺎﻟﻖ ﻋﻈﻴﻢ ﻳﺴﺘﺤﻖ
ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ .
ﻭﺗﻔﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺴﺎﺏ ﺑﻴﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺒﻮﺭ، ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺼﺐ ﺑﻴﻦ
ﻳﺪﻳﻚ؟ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺎﺕ ﻭﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺛﻢ ﺗﺴﻠﻄﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﺣﺘﻰ ﺍﺭﺗﻔﻊ ﺳﺤﺎﺑﺎ، ﺛﻢ ﺳﺎﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﺚ ﺷﺎﺀ، ﺛﻢ ﺳﻘﻂ ﺣﻴﺚ ﻗﺪﺭ ﻟﻪ ﺛﻢ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ
ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺔ، ﺛﻢ، ﺛﻢ، ﺛﻢ .. ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﻚ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻤﻦ ﺳﺨﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ؟ ﻭﻣﻦ ﺳﺨﺮ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ؟ ﻭﻣﻦ ﺳﺎﻕ
ﺍﻟﺮﻳﺢ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﺍﻷﻣﻄﺎﺭ؟ ﻭﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺭﻋﺪ
ﻭﺑﺮﻕ ﻭﺳﺎﻟﺐ ﻭﻣﻮﺟﺐ ﻭﻣﺪ ﻭﺟﺰﺭ؟
} ﺃﻓﺮﺃﻳﺘﻢ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﺮﺑﻮﻥ * ﺃﺃﻧﺘﻢ ﺃﻧﺰﻟﺘﻤﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺰﻥ ﺃﻡ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﻮﻥ * ﻟﻮ
ﻧﺸﺎﺀ ﺟﻌﻠﻨﺎﻩ ﺃﺟﺎﺟﺎً ﻓﻠﻮﻻ ﺗﺸﻜﺮﻭﻥ .{
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺿﻊ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻞ
ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﻌﻤﻞ .. ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﺍ ﻭﺻﻨﻌﻮﺍ ﻭﺣﺴﻨﻮﺍ
ﻭﺃﺗﻘﻨﻮﺍ؟ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﺑﺎﺋﻊ ﻭﻣﺸﺘﺮ ﻭﺻﺎﻧﻊ ﻭﺣﺎﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻚ؟!
ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﻋﻈﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﻠﻮﻛﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ ﺃﻧﺖ ﺍﻵﻥ،
ﻭﻻ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻝ!
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﻀﺠﺖ ﻟﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﻟﻪ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻣﺮﻏﻮﺑﺔ ﻭﻣﺬﺍﻕ ﻣﺤﺒﺐ
ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻓﺘﻤﻴﺰﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﻮﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﻛﻞ ﻃﻌﺎﻣﻬﺎ ﻧﻴﺌﺎً ﻭﻧﺘﻨﺎً . ﻭﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﺎﻧﺘﻔﻌﻨﺎ ﺑﻪ؟ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻣﻦ
ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ }ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻞ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺠﺮ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻧﺎﺭﺍً ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻨﻪ ﺗﻮﻗﺪﻭﻥ .{
ﺍﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻬﻲ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻧﻈﺎﻓﺔ ﻳﺪﻳﻚ
ﻭﻣﻼﺑﺴﻚ ﻭﻛﻞ ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ، ﻭﻷﻧﻬﺎ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﺃﻧﺖ ﻣﺆﺗﻤﻨﺔ
ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻷﻧﻚ ﺣﺮﻳﺼﺔ ﻛﻤﺆﻣﻨﺔ ﻭﻛﺄﻡ ﻭﻛﺰﻭﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻚ ﻭﺻﺤﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻭﻷﻥ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻭﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻷﻭﻻﺩﻫﺎ ﻭﻷﻧﻬﺎ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻬﻢ ﻓﻲ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .
ﺍﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺗﻘﺎﻥ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ، ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺗﺒﺘﻐﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻋﻤﺎﻟﻬﺎ
ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻄﻬﻲ، ﻭﺃﻧﺖ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻐﻴﺮﻙ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﺟﻌﻠﻲ ﻛﻞ ﻭﺟﺒﺔ ﺗﺆﺩﻳﻨﻬﺎ ﻣﺜﻼً ﻟﻺﺗﻘﺎﻥ
ﻹﺭﺿﺎﺀ ﺭﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻘﻚ ﻭﻣﻨﺤﻚ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﻟﺒﺪﻥ؛ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻜﺮﻙ
ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﻪ، ﻭﻹﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺳﻴﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ.
ﺗﻌﻮﺩﻱ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺋﻚ ﻟﻜﻞ ﻋﻤﻞ، ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﻄﻬﻲ، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻪ، ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻳﺆﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﻭﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﻳﻌﺎﺩ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻌﻪ، ﺍﻷﺩﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﻭﺍﻧﻲ
ﺗﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺗﻨﻈﻒ ﻭﺗﻮﺿﻊ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺗﺮﻓﻊ
ﻭﺗﻌﺎﺩ ﻷﻣﺎﻛﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﻗﺪﻭﺓ ﻟﻐﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ .
ﺗﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ؛ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻬﺪﺭﻱ
ﺷﻴﺌﺎً ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﺢ، ﻓﻌﻨﺪ ﺗﻘﻄﻴﻊ ﻭﺗﻘﺸﻴﺮ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﺍﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﻉ ﺑﻜﻞ ﺍﻷﺟﺰﺍﺀ ﻭﻓﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ : ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﻀﺮﻳﻦ
"ﺍﻟﻜﻮﺳﺎ " ﻟﻠﺤﺸﻮ ﺗﺴﺘﻄﻴﻌﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻦ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻜﻮﺳﺎ ﺑﻌﻤﻞ ﺳﻠﻄﺔ
ﻛﻮﺳﺎ ﺑﺎﻟﺨﻞ ﻭﺍﻟﺜﻮﻡ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺸﻮ ﻓﻲ ﺃﺳﻔﻞ
ﺍﻵﻧﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻜﻮﺳﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻵﻧﻴﺔ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻤﻠﻔﻮﻑ ﺃﻭ ﻭﺭﻕ ﺍﻟﻌﻨﺐ ﻓﺎﻟﻤﺘﺒﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ
ﻣﻨﻪ ﺑﻮﺿﻌﻪ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﻀﻌﻴﻦ ﻓﻴﻪ " ﺍﻟﻤﺤﺸﻲ " ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺘﺼﺎﻕ
ﺍﻟﻤﺤﺸﻲ ﺑﺎﻹﻧﺎﺀ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻜﺘﺴﺒﻴﻦ ﺻﻔﺔ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ؛ ﺗﻌﺒﺪﺍً ﻟﻠﻪ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻭﺗﻨﻮﻳﻌﺎً
ﻟﻠﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﺼﺪﻗﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺇﻫﺪﺍﺀ ﻟﻠﺠﺎﺭ ﻭﺗﻌﻠﻴﻤﺎً ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻭﺗﻄﻴﻴﺒﺎً ﻟﻘﻠﺐ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﻭﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻨﻌﻤﺔ .
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﺘﻢ ﺗﻮﺟﻴﻬﻬﺎ
ﻟﺘﻐﻄﻴﺔ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻭﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ. ﻓﻨﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﻛﻤﻴﺘﻪ ﻭﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺗﻜﺮﺍﺭﻩ
ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺨﻼً، ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻹﻧﺎﺀ ﻣﻤﺘﻠﺌﺎً ﻳﻨﻘﺺ
ﻣﻨﻪ ﻏﺮﻓﺔ ﺃﻭ ﻏﺮﻓﺘﻴﻦ، ﻭﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺃﺭﻏﻔﺔ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻧﻘﻄﻌﻬﺎ ﺃﺭﺑﺎﻋﺎً ﻓﺈﺫﺍ ﺑﻘﻲ
ﺭﺑﻊ ﺭﻏﻴﻒ ﻓﻴﻤﻜﻦ ﺣﻔﻈﻪ ﻟﻮﺟﺒﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻟﻘﻤﺔ،
ﻓﺎﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ، ﻭﻛﻢ ﻳﻠﻘﻰ ﻓﻲ ﺳﻠﺔ ﺍﻟﻤﻬﻤﻼﺕ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻡ ﺗﻨﻌﻢ ﺑﻪ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﻨﺎ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺋﻪ ﻭﺟﻤﻌﻪ ﻭﺻﻨﻌﻪ. ﻭﺍﻋﻠﻤﻲ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺳﺮﺍﻑ
ﻭﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ. }ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺒﺬﺭﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺧﻮﺍﻥ
ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﺮﺑﻪ ﻛﻔﻮﺭﺍً .{
ﺍﻛﺘﺴﺒﻲ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﺼﺒﺢ ﻟﻚ ﺻﻔﺔ ﺭﺍﺳﺨﺔ، ﻭﺗﻌﺒّﺪﻱ ﺑﺼﺒﺮﻙ
ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﻴﺎﺩ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﺑﻼ ﻣﻠﻞ ﻭﻻ ﺳﺂﻣﺔ ﻭﻻ ﺗﺒﺮﻡ، ﺑﻞ ﺍﻓﺮﺿﻲ ﺃﻧﻚ ﻣﺎﻫﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻬﻲ
ﻭﻣﺘﻘﻨﺔ ﻟﻪ ﻭﺣﺮﻳﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺃﻧﻮﺍﻋﻪ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﻭﻛﻴﻔﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ
ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺘﺎﺩﻱ ﺃﺩﺍﺀﻩ ﺑﺤﺐ ﻭﺭﻏﺒﺔ ﻭﺇﻣﺘﺎﻉ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻣﻄﺒﺨﻚ ﻣﻜﺎﻧﺎ
ﻣﺤﺒﺒﺎ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻴﻪ، ﻭﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺟﻮﺍﻧﺒﻪ ﻭﺟﺪﺭﺍﻧﻪ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺰﺭﻭﻉ ﻭﺍﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺘﺠﺪﺩ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﻭﻓﻴﻪ ﻣﻘﻌﺪ ﻟﻠﺠﻠﻮﺱ ﻭ " ﺭﺍﺩﻳﻮ " ﺃﻭ
ﻣﺴﺠﻞ ﻟﺴﻤﺎﻉ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻼﺕ ﺍﻟﻨﺎﻓﻌﺔ .
ﺍﻋﻠﻤﻲ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻟﻪ ﺃﻋﻈﻢ ﻗﻴﻤﺔ، ﻓﻼ ﺗﻬﺪﺭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺗﻜﺮﺍﺭ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ ﻭﺍﻟﻄﻬﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺣﺎﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻯ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ
ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺛﻢ ﻗﻮﻣﻲ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﻭﺟﺒﺎﺕ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻭﺗﺠﻬﻴﺰﻫﺎ
ﻭﺣﻔﻈﻬﺎ ﻧﺼﻒ ﻣﻄﻬﻴﺔ ﻟﺤﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ .
ﺍﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻌﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺋﻚ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﻬﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ
ﻭﺍﻟﻀﻴﻮﻑ، ﻓﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺮﺗﺐ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻪ ﺑﻼ ﺗﻌﺠﻞ ﻭﺑﻼ ﺍﺭﺗﺒﺎﻙ، ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺣﺮﻳﺼﺔ
ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺗﺴﺘﺜﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﻐﻰ ﻭﻗﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ.
ﺍﺣﺮﺻﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﻬﻲ ﻣﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺍﻷﻫﻞ ﻭﺑﺎﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺿﻴﻬﻢ
ﺑﻐﺮﺽ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ.
ﻻ ﺷﻚ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺇﻋﺪﺍﺩﻩ، ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺗﻮﻓﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺸﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﻭﻏﻴﺮ
ﺫﻟﻚ، ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﺎﻭﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﻭﻫﻲ ﻃﺮﻳﻘﺔ
ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﺷﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻓﺬﻛﺮﻱ ﺯﻭﺟﻚ ﻭﺃﻭﻻﺩﻙ ﺑﻘﻮﻝ ﺃﻡ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻋﺎﺋﺸﺔ – ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﺎ – ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :– "ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻓﻲ ﻣﻬﻨﺔ ﺃﻫﻠﻪ – ﺗﻌﻨﻲ ﺧﺪﻣﺔ ﺃﻫﻠﻪ – ﻓﺈﺫﺍ ﺣﻀﺮﺕ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻼﺓ ."
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎً : " ﻛﺎﻥ ﻳﺨﻴﻂ ﺛﻮﺑﻪ ﻭﻳﻨﻈﻒ ﻧﻌﻠﻪ، ﻭﻳﻌﻤﻞ ﻣﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ
ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ." ﻓﻌﻠﻤﻲ ﺃﻭﻻﺩﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﺄﺷﺮﻛﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ
ﻭﺣﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻭﺍﺟﻌﻠﻴﻬﻢ ﻳﻌﺘﺎﺩﻭﻥ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﺼﺤﻮﻥ ﻭﻏﺴﻠﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻔﺮﺍﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ – ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ ﺫﻟﻚ – ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺗﻐﺮﺱ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺗﺤﻤﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺍﻛﻞ ﻭﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ .
ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ : ﺗﺪﺑﻴﺮ ﻭﺗﺠﺪﻳﺪ ﻭﺇﺗﻘﺎﻥ
ﺍﺳﺘﺤﻀﺮﻱ ﺑﻔﻜﺮﻙ ﻭﻗﻠﺒﻚ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻨﻀﺞ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﻓﻀﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺇﺗﻤﺎﻡ
ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ، ﻭﺍﺣﻤﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ. ﻭﺗﺬﻛﺮﻱ ﺃﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺣﺮﻣﺖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ. ﻭﺣﺒﺬﺍ ﻟﻮ ﺗﺬﻛﺮﻧﺎ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭ
ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻛﺎﺭﺛﺔ، ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ
ﻧﺼﻴﺒﺎ ﻣﻦ ﻃﻌﺎﻣﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻓﻨﻜﺴﺐ ﺧﻴﺮﻱ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ : ﺗﻮﻓﻴﺮ ﻭﺟﺒﺔ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﺻﻴﺎﻡ ﻳﻮﻡ ﺗﻄﻮﻋﺎً،
ﻣﻊ ﻧﻴﺔ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻮﺟﺒﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻛﺔ ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺗﺒﺮﻋﺎ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ . ﺇﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﻭﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻭﺗﺸﺠﻴﻌﺎ ﻟﻸﻭﻻﺩ ﻭﺍﻷﻫﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ،
ﻭﺇﻋﻼﻣﻬﻢ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺸﻤﻲ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻃﻌﺎﻣﻚ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬﺓ ﺗﺬﻛﺮﻱ ﺟﻴﺮﺍﻧﻚ ﻓﺈﻥ ﻟﻬﻢ ﻭﻷﻭﻻﺩﻫﻢ ﺃﻧﻮﻓﺎ ﺗﺸﻢ
ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻃﻌﺎﻣﻚ، ﻓﻴﺠﻤﻞ ﻣﻨﻚ ﻟﻮ ﺃﻫﺪﻳﺖ ﻟﻬﻢ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻮﺟﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﻘﻨﺔ ﺍﻟﺼﻨﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻴﺪﻳﻨﻬﺎ، ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﺠﻠﺐ ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ ﻭﺣﺴﻦ
ﺍﻟﺠﻮﺍﺭ
شكرا لك عزيزتي أم عبد الودود