أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا.
المستشار: أ.فاطمة الشيخ
الاجابه
يقول الباحثون أن ثلث السلوكيات التي تسبب مشاكل من قبل الأطفال متعلقة بالعصيان وعدم الطاعة، ويعتقد البعض أن النسبة أكبر من ذلك، والعصيان وعدم الطاعة هما الوجه الثاني للعناد وغالبا ما يشتكي أولياء الأمور من العناد قاصدين أن أطفالهم لا يعملون ما يأمرونهم به في الوقت الذي ينبغي أن يعملوه فيه.
تصل ذروة العصيان خلال السنتين الأولتين وعند سن المراهقة وهذا تابع للتطور الطبيعي لشخصية الطفل. كما أنه لا ينتظر من الطفل أن يذعن لكل الطلبات والأوامر الوالدية لأن ذلك هو تعبير صحي لنموه العقلي والشخصي فالطفل الذي لا يقول "لا" هو طفل ليس لديه استقلالية ولا شخصية قوية.
لأن الطفل في الأول والأخير هو إنسان لديه مشاعر وتفكير فقد يحب ويكره وقد يمر بيوم صعب كما نمر به جميعا وقد… وقد… وقد. خلاصة القول إنه إنسان مثلنا بالضبط إلا أنه أكثر حساسية منا.
إذن قبل أن نبدأ بالشكوى من عناد أطفالنا وعصيانهم لنسأل أنفسنا أين المشكلة بالضبط؟ هل نريد من أطفالنا الطاعة العمياء بمعنى "سمعنا وأطعنا"؟ أم فعلا أطفالنا يعانون من العصيان الغير السوي؟.
فإذا كنت أختي الكريمة من الفئة الأولى فأقول لك: أنك تربين مسخا وليس إنسانا سويا واعرفي أن الطاعة العمياء من الطفل هي فخ نقع فيه كأمهات لأنه بالطاعة العمياء يسهل علينا إدارة الطفل كما أن البيت يصبح اهدأ وأكثر راحة، لكن لن أهمس في أذنك بل سأصرخ وأقول: "التربية عبء وهم يجب على الوالدين القيام به".
أما إذا كنت من الفئة الثانية فأخبرك بالآتي:
الأشكال الرئسيية للعصيان وعدم الطاعة هي:
1-المقاومة السلبية، يتأخر الطفل في الامتثال أو يشكو ويتذمر من أن عليه أن يطيع.
2-التحدي الظاهر، حيث يكون الطفل مستعدا لتوجيه اساءة لفظية أو الانفجار في ثورة غضب.
3- العصيان الحاقد، حيث يقوم بعكس ما يطلب منه.
بعض الأسباب لهذا السلوك المزعج:
1- تساهل الأبوين المفرط.
2-القسوة المفرطة والنظام الصارم من الوالدين فيكونان متسلطين أو كثيري النقد أو يطلبان الكمال من الطفل.
3-عدم اتفاق الأبوين على أسلوب التربية مما يجعل الطفل يقرر لنفسه السلوك الصحيح.
4-الخلافات الزوجية والتوتر الأسري.
5-الأطفال المبدعين وقويي الإرادة يميلون لعدم الامتثال.
6-كلما كان الطفل أكثر ذكاءا كلما استجاب للمطالب المعقولة لأن لديه قدرة على توقع النتائج.
7-إذا كان الوالدين لا يحترمون القانون كأن يظهر الأب عدم التزامه بقواعد السير فإنه يعطي القدوة السيئة لإبنه لعدم الطاعة والالتزام بالقوانين والقواعد.
ما الحل:
* اعملي على بناء علاقة وثيقة بطفلك من خلال الاهتمام الخالص به أثناء عمله أو لعبه خاصة وقت النوم لأنه وقت ممتاز للرفقة.
* كوني مستجيبة لطفلك: كلما كنت مستجيبة لطلبات طفلك كلما كان أكثر استجابة وطاعة لك. فتأخر الأم على نداء طفلها وتلبية حاجته أو اظهار تذمرها وانزعاجها يزيد من مقاومة الطفل.
* لا تكوني متسلطة: اعط الطفل فرصة لإبداء رأيه والتعبير عن مشاعره اتجاه أوامرك لكن بحسن السلوك وبالاحترام الواجب.
– اجعلي الطفل يساعد في وضع القوانين في البيت.
– عند اعطاء الامر امهلي الطفل فرصة لانهاء ما يقوم به
– حاولي ما أمكن تحويل صيغة الأمر إلى طلب أو اقتراح كقولك ما رأيك أن تقوم بهذا.
– اعط اختيارات كأن تقولي اختار بين أن تجمع ألعابك أو لا تزور جدتك اليوم أي تخيريه بين الطاعة وبين أن يحرم من شيء يحبه.
* تقديم الجزاء والتعزيز عندما يطيع الطفل أمرا ما، بالثناء عليه ومدحه وتقديم مكافئة كقبلة وضمة وغير ذلك.
في هذا الإطار الصقي لوحة في غرفة الطفل أو في مكان ظاهر حددي فيها المهام المطلوبة من الطفل لمدة أسبوع والصقي وجها باسما أو نجمة وعندما يجمع خمس نجمات كافئيه بلعبة أو حلوى او بشيء يحبه مع الثناء وتوضيح السبب وهذه الطريقة مفيدة للأطفال من 2-5.
* العقاب:
حتى يتعلم الطفل أن سلوكه سيؤدي إلى نتائج غير سارة كحرمانه من شيء يحبه أو الخصم من مصروفه. المهم أن تثبتي على هذا العقاب.
* من المهم للأطفال من عمر 2-9 أن نقرن المكافئة بالعقاب أي المكافئة على الطاعة والعقاب على العصيان.
– أولا قرري مهمة واحدة تريد من الطفل القيام بها عدة مرات خلال الأسبوع.
– اطلبي من الطفل بطريقة واقعية وواضحة أن يقوم بها.
– إذا قام بها قومي بالثناء عليه وكافئيه.
– إذا رفض، اطلبي منه أن يخبرك ما المطلوب منه حتى تتأكدي أنه فهم المطلوب منه فإذا استمر في العناد أوضحي له أنه سيعزل في غرفته لمدة 5 دقائق فإذا استمر يطبق العقاب ويعاد عليه الأمر فإذا اطاع يثنى عليه وإذا رفض يعاد العقاب بنفس المدة. لقد وجدت الأبحاث أن هذه المدة فعالة وأن أسلوب العزل مفيد جدا للأطفال في هذا السن.
* توقعي من طفلك أن يستجيب لك أي أحسني الظن بطفلك فسيكون أكثر طاعة لك.
أخيرا أذكرك بأهم من كل سبق:
-ادعي الله لطفلك بالهداية وحاولي أن تجدي أدعية بهذا الشأن.
-أطيعي الله وراعه في السر وفي العلن فسييسر لك مهمة تربية طفلك.
-الطفل إنسان له رغبات وحقوق يجب أن تحترم وتأخذ بعين الاعتبار.
وأخيرا أتمنى لك التوفيق والله المستعان.
ولكل مربية اقول لها اسال الله ان ينفعك هذا الموضوع …..
م.ن للفائدة
بارك الله فيك
شكرا لك