ما هو عنق الرحم؟ What Is the Cervix
عنق الرحم هو جزء من الجهاز التناسلي الأنثوي، و هو الجزء الضيق السفلي من الرحم. و هو يربط الرحم بالمهبل فيخرج دم الطمث من الرحم إلى المهبل من خلال عنق الرحم. و يقوم عنق الرحم بإخراج إفرازات مخاطية تساعد حركة الحيوانات المنوية من المهبل إلى الرحم أثناء العلاقة الزوجية. و أثناء الحمل يكون عنق الرحم مغلق بإحكام للاحتفاظ بالجنين داخل الرحم. و عند الولادةيتسع عنق الرحم للسماح للجنين بالخروج من الرحم إلى المهبل.
ما هو السرطان؟ What is cancer
في الأحوال الطبيعية تنمو خلايا الجسم و تنقسم عندما يحتاج الجسم إلى ذلك. و عندما تكبر هذه الخلايا و تصل إلى حد معين تبدأ تموت و تحل محلها الخلايا الجديدة. و أحيانا يحدث خلل ما في تلك العملية الطبيعية. فتبدأ الخلايا في الانقسام دون أن يحتاجها الجسم و في نفس الوقت لا تموت الخلايا القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي. و تبدأ تلك الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم في تكوين كتلة من نسيج غير طبيعي و هو الورم. و في هذه الحالة يكون هذا الورم إما حميد أو خبيث أي سرطاني.
و بالطبع يكون الورم السرطاني أكثر خطورة حيث لا يتوقف انقسام الخلايا و يبدأ في مهاجمة الأعضاء المجاورة له و القضاء عليها. كذلك يبدأ في الانتشار إلى أماكن و أعضاء أخرى بالجسم ليكون العديد من الأورام السرطانية في أعضاء الجسم المختلفة.
لم يكتشف حتى الآن سبب الإصابة بالأورام السرطانية. لكن هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة إصابة السيدة بسرطان عنق الرحم عن غيرها.
و تتمثل عوامل الخطر في الآتي:
- الإصابة بفيروسات البابيلوما Human papillomaviruses: و هي مجموعة من الفيروسات الشهيرة التي تصيب عنق الرحم و التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. و تلك الفيروسات تتسبب في بعض التغيرات لخلايا عنق الرحم و التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- السن: عادة يصيب سرطان عنق الرحم السيدات الأكثر من 40 عاما.
- التدخين.
- النشاط الجنسي.
- عدم المواظبة على إجراء مسحة عنق الرحم.
- ضعف جهاز المناعة مثل في حالات مرض الإيدز.
يمكن تجنب أغلب حالات سرطان عنق الرحم عن طريق الاكتشاف المبكر لأي تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم و علاجها قبل أن تتطور إلى خلايا سرطانية و تنتشر في عنق الرحم. و يتم ذلك عن طريق مسحة عنق الرحم.
يقوم الطبيب بأخذ عينة من خلايا عنق الرحم لاختبارها تحت الميكروسكوب لرؤية إن كان هناك خلايا غير طبيعية. و لا تشعر السيدة بأي ألم أثناء أخذ العينة.
و يجب أن تبدأ السيدة في إجراء مسحة عنق الرحم بداية من سن 18 عاما إذا كانت متزوجة أو من بداية الزواج. حيث تقوم بمسحة عنق الرحم كل عام حتى تظهر نتيجة المسحة طبيعية لمدة ثلاث سنوات متتالية، بعدها تقوم بإجراء المسحة كل 3 سنوات على الأقل. و تستمر السيدة في القيام بمسحة عنق الرحم إلى الأبد حتى بعد انقطاع الطمث.
و إذا كان سن السيدة أكثر من 70 عاما و قامت بعمل مسحة لعنق الرحم ثلاث مرات متتالية و النتائج الثلاث طبيعية، و لم تظهر أي نتيجة غير طبيعية في أخر 10 سنوات فيمكن أن تتوقف عن إجراء مسحة عنق الرحم. و إذا قامت السيدة بعملية استئصال كلي للرحم Total Hystrectomy ( أي الرحم و عنق الرحم ) فلا تقوم بعمل مسحة عنق الرحم. أما إذا كان استئصال للرحم دون عنق الرحم فعليها إجراء المسحة كما سبق شرحها.
و هناك بعض التعليمات التي يجب أن تلتزم بها السيدة قبل إجراء مسحة عنق الرحم حتى لا تؤثر على النتيجة:
- عدم القيام بالتشطيف المهبلي أو الدش المهبلي لمدة 48 ساعة قبل إجراء المسحة.
- الامتناع عن العلاقة الزوجية قبل إجراء المسحة ب 48 ساعة.
- عدم استخدام أي أدوية موضعية مهبلية، أو أي من وسائل منع الحمل الموضعية قبل المسحة ب 48 ساعة.
و يتم إجراء مسحة عنق الرحم في أي يوم في الفترة بين اليوم العاشر و اليوم العشرين من بداية الدورة الشهرية.
عادة لا يسبب سرطان عنق الرحم في المراحل الأولى أي أعراض. لكن تبدأ الأعراض في الظهور مع تقدم مرحلة المرض.
و تتمثل الأعراض في الآتي:
- نزيف مهبلي غير طبيعي: و يتمثل في الصور الآتية:
- حدوث نزيف في الفترة بين الدورات الشهرية.
- نزيف بعد العلاقة الجنسية أو التشطيف المهبلي.
- زيادة عدد أيام الطمث و زيادة كمية دم الطمث.
- نزيف بعد سن انقطاع الطمث.
- زيادة الإفرازات المهبلية.
- ألم في منطقة الحوض.
- ألم أثناء الاتصال الجنسي.
تشخيص سرطان عنق الرحم Diagnosis
في حالة شكوى أي سيدة من أعراض المرض أو ظهور تغيرات غير طبيعية في خلايا عنق الرحم عند إجراء مسحة عنق الرحم فقد يطلب الطبيب المزيد من الفحوصات لتأكيد التشخيص.
منظار عنق الرحم Colposcopy:
عبارة عن جهاز يشبه الميكروسكوب يساعد الطبيب المعالج على رؤية و فحص عنق الرحم بصورة مباشرة. يتم وضع مادة صبغية معينة على عنق الرحم تجعل المنطقة التي تحتوي على خلايا غير طبيعية في عنق الرحم تظهر بوضوح عن بقية الخلايا الطبيعية فيتمكن للطبيب رؤيتها بوضوح من خلال المنظار و يقوم بأخذ عينة من تلك الخلايا الغير طبيعية لفحصها بالمختبر.
عينة Biopsy:
يقوم الطبيب بأخذ عينة من نسيج عنق الرحم حيث يقوم أخصائي الأمراض pathologist بفحص العينة تحت الميكروسكوب للبحث عن وجود خلايا غير طبيعية أو سرطانية. و تتم باستخدام المخدر الموضعي.
كحت عينة من عنق الرحم Endocervical curettage:
يستخدم الطبيب أداة كحت صغيرة و حادة لأخذ عينة صغيرة من نسيج عنق الرحم.
عينة مخروطية من عنق الرحم Conization:
يقوم الطبيب بأخذ عينة صغيرة من نسيج عنق الرحم على شكل مخروطي لفحص وجود خلايا غير طبيعية في الجزء الداخلي من سطح عنق الرحم. و أثناء أخذ عينة من نسيج عنق الرحم قد تشعر السيدة ببعض الألم يشبه تقلصات الطمث. و قد يحدث نزيف بسيط أو إفرازات لكن سرعان ما يلتئم مكان أخذ العينة و ينتهي النزيف و الإفرازات.
هناك عدة اختيارات لعلاج سرطان عنق الرحم منها العلاج الجراحي، العلاج الكيميائي، العلاج الإشعاعي، أو الجمع بين الثلاثة اختيارات جميعا في نفس الوقت. و يعتمد علاج سرطان عنق الرحم على عدة عوامل أهمها المرحلة الذي يوجد بها السرطان حيث أن هناك عدة مراحل للمرض:
- المرحلة صفر Stage 0: يتواجد السرطان في الطبقة العليا من الخلايا في نسيج عنق الرحم حيث يكون السرطان موضعي في مكان محدد و يسمى Carcinoma in situ.
- المرحلة الأولى Stage I: مازال السرطان موضعي في عنق الرحم لكنه يبدأ في مهاجمة عنق الرحم أسفل طبقة الخلايا العليا.
- المرحلة الثانية Stage II: ينتشر السرطان خارج عنق الرحم إلى الأنسجة المجاورة له فينتشر في الجزء العلوي من المهبل ( لكنه لم يصل بعد إلى الثلث السفلي من المهبل أو إلى منطقة الحوض ).
- المرحلة الثالثة Stage III: ينتشر السرطان إلى الجزء السفلي من المهبل و إلى منطقة الحوض و العقد الليمفاوية المجاورة.
- المرحلة الرابعة Stage IV: ينتشر السرطان إلى المثانة، المستقيم، و أجزاء أخرى من الجسم.
العلاج الجراحي لسرطان عنق الرحم Surgery
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي في المراحل الأولى لسرطان عنق الرحم. و هناك عدة طرق للعلاج الجراحي:
- استئصال النسيج السرطاني بواسطة سكين جراحية، أو الليزر، أو استخدام جهاز يسمى LEEP، أو عن طريق التبريد Cryosurgery. و تستخدم تلك الوسائل عندما يكون السرطان في المرحلة صفر.
- استئصال الرحم الكلي Total hysterectomy: أي يتم استئصال الرحم و عنق الرحم معا.
- استئصال الرحم الجذري Radical hysterectomy: يتم استئصال الرحم، عنق الرحم، و الجزء العلوي من المهبل.
علاج سرطان عنق الرحم بالإشعاع – العلاج الإشعاعي Radiotherapy – Radiation therapy:
عبارة عن استعمال أشعة ذات طاقة عالية للقضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من النمو. و يتم استخدام العلاج الإشعاعي فقط أو بالإضافة إلى العلاج الكيميائي و العلاج الجراحي.
و هناك نوعان من العلاج الإشعاعي:
- العلاج الإشعاعي الخارجي: يصدر الإشعاع من جهاز خارج الجسم حيث يتم في صورة جلسات 5 أيام أسبوعيا لعدة أسابيع.
- العلاج الإشعاعي الداخلي: يتم وضع أنابيب صغيرة تحتوي على المادة الإشعاعية و تترك في المهبل عدة ساعات أو لمدة تصل إلى ثلاثة أيام.
العلاج الكيميائي لسرطان عنق الرحم Chemotherapy
عبارة عن أدوية ( مواد كيميائية ) مضادة للسرطان Anticancer drugs تقوم بتدمير و القضاء على الخلايا السرطانية سريعة النمو و إيقاف نموها و انقسامها. فالخلايا السرطانية تنمو و تتكاثر و تنقسم بصورة سريعة فيعمل العلاج الكيميائي على عرقلة عملية انقسام الخلايا السرطانية و القضاء عليها. و يقوم العلاج الكيميائي بتدمير الخلايا السرطانية في كل أجزاء الجسم على عكس العلاج الإشعاعي Radiotherapy الذي يقتصر فقط على تدمير الخلايا السرطانية في جزء محدد من الجسم.
متابعة سرطان عنق الرحم بعد العلاج
يجب على المريضة بعد إتمام جميع مراحل العلاج المتابعة الدورية عن طريق الكشف الطبي، و مسحة عنق الرحم، و فحوصات أخرى حتى يتم التأكد من عدم عودة السرطان مرة أخرى.
الله يبعده عنا وعنكم وعن أحبابنا وأحبابكم
مشكورة حبيبتي
بارك الله فيك
نسأل الله الصحة والعافية
موضوع حساس ربي يعافينا اجمعين
شكرا مرة اخرى