المدخل:
الوسوسة في الحيض أمر خطير وبالغ الأهمية خاصة وأنه يتكرر مع المرأة بصورة مستمرة ، ولهذا فإن المرأة المسلمة مطالبة بأن يكون عندها قدر من العلم تدفع به عن نفسها الجهل ويجب على المرأة وجوبا شرعيا إذا جهلت شيئا من أمر الحيض أو غيره ، أن تتجه إلى العلماء لسؤالهم ، والاستنارة بآرائهم ، وأخذ الفتوى منهم ، وبهذا يزول اللبس وتشرق شمس والعلم ولا تبرأ ذمتها أمام ربها جل وعز إلا بذلك.
الوسوسة في عدم التفريق بين دم الحيض والاستحاضة.
الدماء التي تخرج من المرأة معروفة ، فقد حكي ابن رشد ـ رحمه الله ـ الاتفاق بين المسلمين على أن الدماء الخارجة من رحم المرأة على أقسام ثلاثة :
أ ـ دم الحيض: وهو الخارج على جهة الصحة.
ب ـ دم الإستحاضة : وهو الخارج على جهة المرض فهو علة تصيب المرأة.
ج ـ دم النفاس : وهو عقب الولادة.
أولا : دم الحيض :
تعريفه:
دم ينفضه رحم امرأة بالغة ، لا داءَ بها، ولا حبل، ولم تبلغ سن اليأس . فهو دم طبيعة وجبلة كتب الله تعالى لحكمة على بنات آدم كما في حديث عائشة رضي الله عنها:"ن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ".
صفات الحيض:
والحيض ألوانه المعروفة، لا تخلو :
1ـ فلون دم الحيض في أيام العادة الشهرية باتفاق الفقهاء: الأسود، والأحمر، والأصفر، والأكدر. والأسود هو الغالب.
اللون الأصفر: يشبه بصفرة السن أو كصفرة التبن ، أو كصفرة القز.
وأما اللون الأكدر: فيشبه بلون الماء الأكدر .فهو يشبه الصديد .
وألوانه من حيث القوة أقوها الأسود ،ثم الأحمر ، ثم الأشقر، ثم الأصفر ثم الأكدر.
2 ـ الحيض له صفات غير اللون :
أ ـ الرائحة الكريهة . ب ـ لذّاع ، أي موجع . ج ـ محتدم، أي حار.
د ـ مريج، أي مختلط. هـ ـ ثخين أي كثيف غليظ . و ـ ذو دفعات.
فحقيقة دم الحيض أنه غسالة الجسد، وفضلات الأغذية التي لا تصلح للبقاء ، ولذلك عظم نتنه، وقبح لونه ، واشتد لذعه، وامتاز عن دم الجسد.
وقد تختلف بعض صفات الحيض أحيانا لمرض يطرأ ونحو ذلك ، وهذا أمر لا يخفى على النساء.
ثانيا: دم الإستحاضة:
تعريف الإستحاضة:
سيلان الدم في غير وقته من العرق العاذل من أدنى الرحم دون قعره في غير أيام الحيض والنفاس.فهي مرض عارض يصيب المرأة .
صفات الإستحاضة:
وأهم صفات دم الإستحاضة:
1ـ أن الدم يسيل في غير وقته .
2 ـ دم شديد الحمرة ، ويشبه غسالة ماء اللحم.
3 ـ لا رئحة له.
4 ـ رقيق .
5ـ لا احتدام فيه .
6 ـ عير لاذع.
المبادئ الأساسية للتفرقة بين دم الحيض والاستحاضة :
هناك مبادىء أساسية للتفرقة بين دم الحيض والاستحاضة، منها:
أ ـ العمل بالتمييز بناء على صفة الدم.
قد سبق بيان صفات كل من دم الحيض والاستحاضة،
فعن فاطمة بنت أبي حبيش رصي الله عنها: أنها كانت تستحاض ، فقال لها النبي e:" إذا كان دم الحيضة ، فإنه دم أسود يعرف فإذا كان ذلك فامسكي عن الصلاة ، فإذا كان الآخر فتوضئي وصلى، فإنما هو عرق".
وجه الدلالة:
أن الحديث دال على اعتبار التمييز بصفة الدم، فإذا كان الدم متصفا بصفة السواد فهو حيض، وإلا فهو دم استحاضة.
وخلاصة القول أن التمييز بصفة الدم له ست علامات :
الأولى : اللون، فدم الحيض أسود، ودم الإستحاضة أحمر.
الثاني : الرقة، فدم الحيض ثخين ، و الإستحاضة رقيق .
الثالث : الرائحة، فدم الحيض منتن كريه، و الإستحاضة غير منتن ؛ لأنه دم عرق عادي.
الرابعة: التجمد ، فدم الحيض لا يتجمد إذا ظهر؛ لأنه تجمد في الرجم وسال، فلا يعود ثانية للتجمد، و الإستحاضة دمها يتجمد؛ لأنه دم عرق.
الخامسة: دم الحيض يخرج منأقصى الرحم ودم الاستحاضة يخرج من أدنى الرحم من عرق يقال له العاذل.
السادسة: دمالحيض دم صحة وطبيعة يخرج في أوقات معلومة ودم الاستحاضة دم علة ومرض وفساد ليس لهأوقات معلومة.
ب ـ بناء المعتادة على عادتها السابقة.
ويدل على ذلك ما جاء في الحديث فاطمة بنت أبي حبيش رضي الله عنها وفيه: "ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها، ثم اغتسلي وصلي".
ج ـ رجوع المستحاضة إلى الغالب من عادة النساء ، وهي ست أو سبع، لفقد العادة والتمييز.
ويدل عليه حديث حمنة بنت جحش رضي الله عنها وفيه : "إنما هي ركضة من الشيطان ، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ثم اغتسلي".
وإذا طهرت المرأة من الحيض اغتسلت ، وشرعت في أداء ما فرضه الله عليها.
كيف تعرف المرأة على الطهر:
للنساء في معرفة الطهر علامتان:
1ـ أن ترى المرأة القصة البيضاء ، وهي شيء يخرج من أقبال النساء بعد انقطاع الدم يشبه الخيط الأبيض أو ماءا أبيض أو الجير البلول.
وكانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تنصح النساء بقولها:"لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء ". تريد بذلك الطهر بعد الحيض.
2 ـ الجفوف : وهو عبارة عن خروج الخرقة ونحوها إذا وضعتها المرأة في محل الحيض ، خالية من أثر الدم ، وإن كانت مبتلة من رطوبة الفرج.
وهاتان العلامتان من السهل على نساء معرفتها فهما أمران معلومان يرينه عند الطهر
بارك الله فيكي حبيبتي …