السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ العثيمين رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى: إن المؤمن لا يمكن أن يكذب لأنه يؤمن بآيات الله، يؤمن برسوله، يؤمن بقول النبي صلى الله عليه وسلم « إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا ». ما أقبح غاية الكذب وما أسفل مرتبة الكاذب، الكذب يفضي إلى الفجور وهو الميل والانحراف عن الصراط السوي ثم إلى النار ويا ويل أهل النار.
والكاذب سافل لأنه مكتوب عند الله كذابًا وبئس هذا الوصف لمن اتصف به. إن الإنسان لينفر أن يقال له بين الناس يا كذاب فكيف يقر أن يكتب عند خالقه كذابًا وإن الكاذب لمحذور في حياته لا يوثق به في خبر ولا معاملة وإنه لموضع الثناء القبيح بعد وفاته ولقد قرن الله تعالى الكذب بعبادة الأوثان فقال تعالى { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } فهل بعد ذلك سبيل إلى أن يتخذ المؤمن الكذب مطيةً لسلوكه أو منهجًا لحياته؟
لقد كان الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم لا يمتطون الكذب ولا يتخذونه منهجًا لحياتهم أو بلوغ مآربهم، هذا أبو سفيان ذهب قبل أن يسلم في ركب من قريش تجار إلى الشام فلما سمع بهم هرقل ملك الروم بعث إليهم ليسألهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو سفيان فوالله لولا الحياء من أن يؤثروا عليّ كذبًا لكذبت عنه أو عليه. هكذا أيها المؤمنون، الكفار في كفرهم وأهل الجاهلية في جاهليتهم يترفعون عن الكذب ويستحيون من أن يؤثر عليهم وينسب إليهم فكيف بكم أنتم أيها المؤمنون وقد حباكم الله تعالى بهذا الدين الكامل الذي يأمركم بالصدق ويرغبكم فيه ويبين لكم نتائجه وثمراته الطيبة وينهاكم عن الكذب ويحذركم منه ويبين لكم نتائجه وثمراته الخبيثة ؟!!
" الضياء اللامع من الخطب الجوامع"
من خطبتي"الحث على الصدق والتحذير من الكذب"
للأمانة منقول