هو حالة حمل تحدث خارج الرحم (وهو المكان الطبيعي لاحتضان البويضة المخصبة) في إحدى قناتي فالوب غالباً، وفي حالات نادرة، تحصل في المبيض أو في عنق الرحم. وتحدث بنسبة 9 في الألف مع احتمالات 1.8 للوفاة نتيجة انفجار قناة فالوب وحالات النزيف الشديد داخل تجويف البطن. وتعتبر من الحالات الطبية الحرجة التي قد تكون مميتة، ويجب السيطرة على هذه الحالة وإنهاؤها بسرعة.
متى تحدث هذه الحالة؟
يُكتشف الحمل خارج الرحم عادة بين الأسبوعين الرابع والعاشر من الحمل، وفي معظم الحالات، يتم الاكتشاف من الأسبوع الخامس وحتى السابع.
لماذا يحدث الحمل خارج الرحم؟
تستغرق البويضة المخصبة 6 إلى 7 أيام لاستكمال رحلتها من المبيض مروراً بقناة فالوب (وهو المكان الذي يتم فيه الإخصاب) وصولاً إلى الرحم حيث تقوم بزرع نفسها وتبدأ في النمو. ويكمن السبب الرئيسي وراء الحمل خارج الرحم، في التلف الذي قد يصيب قناة فالوب نتيجة الالتهابات المختلفة بالبكتيريا وخاصة الكلاميديا، وينتج عنه انسداد أو ضيق في الطريق الموصل للبويضة. وكبديل لذلك، تقوم البويضة بزرع نفسها على جدار قناة فالوب.
من هنّ النساء الأكثر عرضة للخطر؟
قد يحدث الحمل خارج الرحم لأية سيدة، إلا أن هناك بعض الظروف التي تزيد من احتمالات حدوثه بينها التالية:
– إذا كنت قد عانيت في وقت سابق من مرض التهاب الحوض (ينتج عادة بسبب العدوى المنقولة عبر العلاقة الجسدية الحميمة والتي تسمى طبياً Chlamydia ) والذي يحدث تلفاً وجروحاً في قناتي فالوب. ويعتقد الخبراء أن أكثر من نصف حالات الحمل خارج الرحم لها علاقة بعدوى الكلاميديا.
– إذا كنت تعانين من التهاب بطانة الرحم، تكونين أكثر عرضة للحمل خارج الرحم لأن هذا الالتهاب يزيد من مخاطر الجروح.
– إذا كنت قد أجريت أية عملية في البطن بما فيها استئصال الزائدة الدودية أو الولادة القيصرية.
– إذا كنت تستخدمين اللولب لمنع الحمل، فقد يحول دون حصول الحمل داخل الرحم ويقلل فاعلية منع حدوث حمل داخل قناة فالوب.
– إذا كنت تتناولين حبوب منع الحمل. فقد تبيّن وجود علاقة بينها وبين تزايد مخاطر حدوث حمل خارج الرحم.
– إذا كنت قد عانيت من حمل خارج الرحم من قبل.
– إذا أخذت بعض منشطات الحمل مثل الكلوميد clomid أو الكلوفين او clophin.
ما هي الأعراض؟
– الشعور بألم حاد مستمر في جانب واحد أسفل البطن من أكثر الأعراض شيوعاً. وعلى أية سيدة تشعر بمثل هذا الألم وتظن أنها حامل، أن ترى طبيباً.
– الإغماء، مسبوقاً بحالة إعياء، وإسهال وقيء و/أو ألم.
– النزيف المهبلي. ربما لا تكونين على علم بالحمل وتعتقدين أن النزيف هو الدورة الشهرية، غير أن الدم يكون مختلفاً يميل إلى السيولة مع لون داكن أكثر.
– ألم في أعلى الكتفين، تشعرين به وقد يكون من علامات النزيف الداخلي أو تجمع الدم في منطقة أسفل الحجاب الحاجز.
– ألم عند التبرز أو خروج ريح.
ما الذي يتوجب علي فعله؟
إذا كان لديك أي من هذه الأعراض، اتجهي إلى المستشفى لتحويلك إلى وحدة حالات الحمل المبكرة (إلا إذا حدث انفجار في قناة فالوب، ففي هذه الحالة سيتم إدخالك مباشرة إلى غرفة العمليات) لإجراء كشف بالموجات فوق الصوتية واختبار دقيق للحمل.
أحياناً يجري الكشف باستخدام جهاز يمر عن طريق المهبل، لأن الحمل قد لا يظهر لو استخدام جهاز كشف عن طريق البطن. كما يمكن إجراء تحليل دم وهرمون لو فشل كشف الموجات فوق الصوتية في إعطاء النتيجة الحاسمة.
كيف يتمّ العلاج؟
لو اشتبه بوجود حمل خارج الرحم، يمكن عمل منظار للبطن (حيث يتم إدخال أداة رفيعة للتصوير عن طريق عمل فتحة صغيرة في البطن) لتفحص قناتي فالوب. وإذا تم اكتشاف حالة حمل خارج الرحم، يستطيع الجراح إزالته عبر المنظار وذلك بعمل قطع صغير في جدار قناة فالوب مع الاحتفاظ بالقناة نفسها.
لو انفجرت القناة، تستدعي الحالة في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية في البطن بدل جراحة المنظار (وهذا لا يحدث عادة) لإزالة الحمل والجزء التالف من القناة. وفي مرات أخرى، تستوجب الحالة تزويد المريضة بالدم لتعويض ما فقدته.
وفي بعض المستشفيات، يستعمل دواء methotrexate الذي ينهي حالة الحمل عوض إجراء الجراحة. تكون هذه الطريقة العلاجية أكثر فاعلية في بدايات الحمل، وقد تستخدم في غياب النزيف وعدم حصول تمزق في القناة. بعد الانتهاء من هذا الحمل، تعاني الأم من نزيف يستمر مدة أسبوعين تقريباً ويكون بسيطاً عادة.
هل يؤثر هذا على خصوبتي؟
الإجابة على هذا السؤال هي نعم، قد يؤثر ذلك على خصوبتك.
إذا لم يحدث تلف في قناتي فالوب بعد الانتهاء من الحمل خارج الرحم، لا تتغير فرصك في الحمل. ولو أصاب التلف إحدى القناتين أو تمّ تدميرها بصورة كبيرة، سوف تقلّ بالتالي احتمالات حدوث حمل لديك. ترتفع نسبة النساء اللواتي يصبحن غير قادرات على الإنجاب بعد تجربة حمل خارج الرحم، فتصل إلى عشرة بالمئة.
حوالي 65% من النساء يحملن مرة أخرى خلال ثمانية عشر شهراً من الحادثة، ولكن لو تعرضت قناتا فالوب للتلف أو التدمير، قد تصبحين بحاجة إلى التفكير في IVF treatment أي الحمل المُعان، أو طفل الأنابيب.
ما هي احتمالات تكرار حدوث حمل خارج الرحم؟
تصل احتمالات تكرار حدوث حمل خارج الرحم إلى ما يقارب عشرة بالمئة. غير أنه من الصعب تعميم هذه النسبة بسبب اختلافات الحالات الفردية والتباين في نسبة التلف الذي وقع.
يجب أن تحجزي موعداً لمتابعة الحالة مع طبيب نسائي وتطلبين إليه نصيحة واقعية عن مستقبل الحمل لديك.
ليس هناك ما تقومين به لمنع حدوث ذلك مجدداً في المستقبل، ولكن لو جاء الحمل خارج الرحم جراء إصابتك بعدوى الكلاميديا chlamydia يمكنك تناول المضادات الحيوية للشفاء منها والحدّ من إحداث تلف أكبر في قناتي فالوب.
عندما تصبحين حاملاً مرة أخرى، بادري إلى زيارة طبيبك بأسرع وقت ممكن. حينها، يجب أن يحوّلك إلى وحدة حالات الحمل المبكرة لإجراء كشف بالموجات فوق الصوتية بغية التأكد من تطور الحمل في المكان الصحيح.
كم علي الانتظار كي أجرّب حملاً جديداً؟
إذا كنت قد خضعت لجراحة المنظار، عليك الانتظار بين ثلاثة إلى أربعة أشهر قبل محاولة الحمل من جديد. أما في حال خضوعك إلى عملية جراحية في البطن، فيفضّل التريث ستة أشهر لمنح الجروح فرصة أكبر كي تلتئم.
تقريرآخر
الحمل خارج الرحم
هو عبارة عن انغراس البيضة الملقحة في أنسجة خارج الرحم مثل قناة فالوب و هي أكثر الأماكن شيوعا لحدوث الحمل الهاجر حيث تمثل 95% من حالات الحمل خارج الرحم.
و يمكن أن يحدث في أماكن أخرى مثل المبيض و التجويف ألبطني و الجزء الأسفل من الرحم و هي حالات نادرة جدا و يحدث الحمل الهاجر لدى واحدة من كل 50-100 امرأة حامل.
** أعراض الحمل خارج الرحم :-
غالبا ما تكون أعراض الحمل الهاجر مشابهة للأعراض التي تحدث في بداية أي حمل طبيعي مثل الإحساس بالصداع والغثيان إضافة إلى التقيؤ والإحساس بآلام في الثدي؛ لكن توجد أعراض مهمة جدا تحدث في أكثر الحالات و هي :-
1- الم في أسفل البطن و غالبا يكون متمركزا في إحدى الجانبين الأيمن أو الأيسر و يحدث في 95% من الحالات.
2- انقطاع الدورة الشهرية و يحدث في 75% من الحالات.
3- حدوث نزيف مهبلي و غالبا يكون بكميات قليلة.
** أسباب حدوث الحمل خارج الرحم :-
1- وجد أن 50% من حالات الحمل الهاجر يكون نتيجة الإصابة بالتهابات في الحوض و التي تسمى (PID) و غالبا ما تكون ناتجة عن الإصابة بجراثيم تسمى (Gonorrhea) و (Chlamydia) حيث تسبب هذه الالتهابات تحطم في الوظيفة الأهداب المبطنة لقنوات فالوب و التي تؤدي دورا مهما في دفع البويضة المخصبة من داخل الأنبوب إلى الرحم.
2- انسداد أو تضيق في قناة فالوب نتيجة إجراء عمليات جراحية مثل عملية التعقيم (Tubal ligation) حيث تصل نسبة الحمل الهاجر في هذه الحالات إلى 60%.
3- الوسائل المستخدمة لمنع الحمل مثل الحبوب التي تحتوي على هرمون البروجسترون و اللولب الرحمي و خاصة النوع الذي يفرز هرمون البروجسترون على الرغم من ان هذه الوسائل تمنع الحمل داخل الرحم بفعالية تصل تقريبا إلى 99% لكن عند حدوث الحمل في هذه الحالات غالبا ما يكون حمل خارج الرحم , حيث يعمل هرمون البروجيسترون على حدوث ارتخاء في العضلات الموجودة في قنوات فالوب مما يقلل من الحركات الدودية للأنبوب (Peristalsis movment) و الذي بدوره يؤدي إلى بطئ في مرور البويضة المخصبة داخل قناة فالوب قبل وصولها إلى الرحم وبالتالي بقاءها وانغراسها في القناة.
** عوامل تزيد نسبة الإصابة بالحمل الهاجر:-
1- النساء بين عمر 35-40 سنة أكثر عرضة للإصابة بالحمل الهاجر.
2- حدوث حمل خارج الرحم سابقا يزيد احتمالية حدوثه مرة أخرى بنسبة تصل إلى 10-15%.
3- بعض الدراسات وجدت أن نسبة الحمل الهاجر يكون أكثر عند النساء المدخنات.
** المضاعفات الناتجة عن الحمل خارج الرحم :-
1- انفجار الحمل الهاجر و الذي ينتج عن حدوث نزيف داخلي و هبوط حاد في الدورة الدموية و هو من أكثر المشاكل الناتجة عن الحمل الهاجر.
2- حدوث العقم ؛ وجد أن حوالي 10-15% من النساء اللواتي حدث عندهن حمل خارج الرحم لديهن صعوبة في حدوث حمل مرة أخرى.
** طرق الوقاية :-
لا توجد طريقة معروفة إلى الآن لمنع حدوث حمل خارج الرحم لكن توجد عدة نقاط يجب مراعاتها للتقليل من الإصابة بالتهابات الحوض
1- الابتعاد عن العلاقات الجنسية الغير شرعية.
2- استعمال الواقي الذكري في حالة إصابة إحدى الزوجين بالأمراض المعدية الجنسية (STD) .
3- العلاج المناسب و التشخيص المبكر للأمراض المعدية جنسيا.
** التشخيص:-
من أهم الوسائل المستخدمة حاليا لتشخيص الحمل الهاجر هو إجراء فحص للدم لمعرفة مستوى هرمون الحمل في الدم.
إجراء فحص بواسطة السونار المهبلي حيث يمكن أن يكشف عن وجود الحمل الهاجر وعدم وجود حمل داخل الرحم خاصة بوجود ارتفاع في مستوى هرمون الحمل في الدم فوق 1000 I.Uفذلك يزيد من احتمالية وجود حمل خارج الرحم.
** العلاج:-
توجد عدة طرق لعلاج الحمل الهاجر و تعتمد طرق العلاج على حجم الحمل و موقعه و الطرق هي:
1- علاج تحفظي.
2- علاج دوائي.
3- علاج جراحي.
أولا:- العلاج التحفظي – و هو مراقبة للحمل الهاجر في مراحله الأولى عندما يكون حجمه صغيرا بحيث لا يرى و نسبة هرمون الحمل منخفضة جدا أو في انخفاض حيث يمكن أن ينتهي هذا الحمل تلقائيا ( إجهاض تلقائي عبر قناة فالوب دون الحاجة إلى تدخل طبي أو جراحي).
ثانيا :-العلاج الدوائي للحمل خارج الرحم(Methotrexate)
أما الآن ومنذ حوالي 7-8 سنوات ، فهناك حل آخر وهو العلاج الدوائي إلا أن هنالك حيثيات لاختيار هذا العلاج
وأهمها :
1- أن تكون مدة الحمل قصيرة .
2- أن تكون نسبة هرمون الحمل في الدم ليست عالية جدا .
وتتراوح نسبة النجاح في القضاء على خلايا هذا الحمل ما بين 90- 95 % وكما أنه ليس هناك أي داعي لإدخال المريضة للمستشفى ولا لإجراء أي نوع من الجراحة .
أما بالنسبة للأحمال التي تلي هذا الحمل فليس هناك أي مضار أو مضاعفات بل على العكس تماما ربما تكون هذه الطريقة أكثر أمانا وسلامة من العلاج بالجراحة .
كيف يتم إعطاء العلاج ؟
يعطى هذا الدواء عن طريق حقنة واحدة بالعضل مع متابعة نسبة هرمون الحمل والفحص الإكلينيكي لمراقبة حجم هذا الحمل . وبعض الحالات تستدعي إعطاء جرعة ثانية .
ما مدى نجاح هذا العلاج ؟
كما ذكر سابقا فان نسبة النجاح تكون بمعدل سيدة إلى 15 سيدة هي التي تحتاج إلى تدخل جراحي بعد استعمال العلاج الدوائي .
هل هناك أي أعراض جانبية لهذا الدواء ؟
بعض الحالات تعاني من آلام خفيفة في البطن ، وحوالي 15 % من المريضات يشعرن بالغثيان ، الاستفراغ ، سوء الهضم والإحساس بالتعب .
وفي بعض الحالات النادرة يكون له تأثير على الكبد وعلى مكونات الدم وحتى لو حدثت فإنها تكون مؤقتة لفترة قصيرة من الزمن وبمتابعة فحوصات الدم يتم التأكد من انتهاء تأثير الدواء .
الوقت الذي يحتاجه اختفاء خلايا الحمل خارج الرحم ؟
نسبة هرمون الحمل في الدم ترتفع تدريجيا في الأسبوع الأول من الحمل ويحتاج لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع حتى يعود إلى المعدل الطبيعي .
إليك بعض النقاط الهامة :
– تجنبي تناول المشروبات الروحية ، والفيتامينات التي تحتوي على حامض الفوليك حتى تعود نسبة هرمون الحمل الى الصفر .
– تجنبي تناول الأسبرين والبروفين لمدة أسبوع بعد العلاج . بإمكانك تناول الباراسيتامول ( البانادول ) كمسكن للألم وهو آمن .
– في حالات حدوث نزيف من المهبل أو آلام شديدة في البطن فالرجاء مراجعة الطبيب على الفور .
– يفضل تناول حبوب منع الحمل لمدة ثلاثة أشهر بعد استعمال جرعة واحدة من العلاج الدوائي أو ستة أشهر بعد استعمال أكثر من جرعة .
ثالثا :- العلاج الجراحي – و يشمل المنظار ألبطني و هو حاليا من أكثر الطرق المتبعة جراحيا لعلاج الحمل خارج الرحم أو عملية فتح البطن جراحيا Laparotomy و يفضل العلاج الجراحي عندما يكون حجم الحمل كبيرا أو عند حدوث نزيف داخلي شديد من جراء انفجار في الحمل الهاجر حيث يتم إزالة الحمل الموجود خارج الرحم مع أو بدون قناة فالوب حسب درجة تضرر القناة و تلفها من هذا الحمل فان كانت نسبة تضرر القناة قليلة فيمكن استئصال الحمل وإصلاح القناة لتستعيد وضعها ووظيفتها أما إذا كانت نسبة تضرر القناة كثيرة فتستأصل القناة.