– التبوُّلُ اللاإراديُّ – مِن منظورٍ شرعيٍّ وعِلمِيٍّ ..
[ الأسباب + العِلاج ]
مِن المُشكلاتِ السُّلوكيَّةِ في مرحلةِ الطفولةِ المُبكِّرة والمُتوسِّطة :
مُشكلةُ التَّبوُّل اللاإراديّ*.
– بعضُ الأطباءِ يُسمُّونه*التَّبوُّلَ الليليَّ*، والبعضُ يُسمِّيه*سَلَسَ البَول*.
– وقد يكونُ تبوُّلًا لاإراديًّا حالَ استيقاظِ الشخص .
– وحِين نتناولُ مِثلَ هذه المُشكلاتِ السُّلوكيَّة للأطفال ،
لا بُدَّ أن نتناولَها مِن جانبٍ شرعيٍّ أوَّلًا مع الجانب العِلميِّ الذي لا يُغفَل .
– التَّبوُّلُ اللاإراديُّ مِن عُمْر يومٍ إلى سنتين ليس مرضًا .
ومِن عُمْر سنتين إلى سنتين ونِصف مِن المُفترَض أن يكونَ
عند الطفل تحُّكمٌ في التَّبوُّل .
أمَّا إذا زاد عن ثلاثِ سنواتٍ ونِصف ، فتكونُ عنده مُشكلةٌ اسمُها :
التَّبوُّلُ اللاإراديُّ*.
~~~~~~~~~~~~~~~
= أسبابُ مُشكلةِ التَّبوُّل اللاإراديِّ =
هُناك : أسبابٌ عُضويَّة ، وأسبابٌ نفسيَّة ، وأسبابٌ اجتماعيَّة .
أوَّلًا : الأسبابُ العُضويَّة :
مِن أهمِّها :
1-*تشوُّه الحالِب عند الطفل .
2-*ضَعفُ عضلاتِ المثانةِ .
3-*مرضُ بالكُلْيَتَيْن .
4-*فقرُ الدم ( الأنيميا ) .
5-*مرضٌ في العَصَب المُتحكِّم في البَول .
ثانيًا : الأسبابُ النَّفسيَّة :
منها :
1- الخَوفُ*: مُجرَّد تهديد الطفل بالعِقاب أو رُؤيته لأفلام عُنفٍ أو إثارةٍ
أو أفلام رُعبٍ ، أو سماع الطفل لحِكاياتٍ أو حَوادِث أو كيف مات فُلانٌ ،
هذا مِن الخَلَل التربويِّ الذي نفعلُه مع أبنائِنا ، أن نحكِيَ تفاصِيلَ حادِثٍ
أمامهم في أحداثِ سُوريا أو فلسطين ، ويأتي مشهدٌ مرَّةً ومرتين وثلاث ،
سَحْلُ فُلانٍ ، أو ضَربُ فُلانٍ ، والدماءُ التي تسيلُ ، ونجلسُ نُشاهِدُ الأخبارَ
مع أطفالنا الصِّغار . هذا خَلَلٌ كبيرٌ جِدًّا .
لو تمعَّنَ الطفلُ ودَقَّقَ النظرَ في مِثل هذه المشاهِد ،
قد يُصابُ بالتَّبوُّل اللاإراديِّ وهو لا يدري .
2- النُّكوص*: وهو تدنِّي الطفل أو نُزُولُه من مرحلةٍ أعلى إلى مرحلةٍ أقلّ ؛
طلبًا للعَطفِ والحنان .
كطِفلٍ كان هو الأول أو الأوحد في الأسرة ، ولَقِيَ من التدليل ما لَقِي ،
وفجأةً حَمَلَت الأُمُّ ، ووَلَدَت له أخًا ، فاجتذَبَ الطفلُ الأصغرُ العَطفَ والحنانَ
مِن الأبوين ، لا سِيَّما الأُمّ ، فأصبح الكبيرُ يُعاني من مُشكلةٍ ؛ وهِيَ مُشكلة
عدم الاهتمام العاطفيّ به ، فأصبح يُحدِثُ بعضَ الأمور التي يُلفِتُ بها انتباه
الوالدين ؛ ليَلقَى هذا الاهتمامَ وهذا العَطفَ والودَّ الذي كان يلقاه قبل ذلك ،
فيُصابُ بالنُّكوص ، يتدنَّى في أفعاله وتصرُّفاته وأخلاقه ؛ طلبًا لعَطفِ وحنان
وشفقةِ الأُمِّ والأبِ .
وقد يكونُ عند كِبار السِّنِّ نفسُ هذه المُشكلةِ .
وهذه المُشكلةُ عِلاجُها سُلُوكِيٌّ أكثرَ من العِلاج النَّفسيِّ وأفيَد منه ،
ويأتي بنتيجةٍ بفضل اللهِ .
3- القلقُ*الذي يعيشُه الطفلُ ؛ وهذا ناتِجٌ عن سببٍ اجتماعيٍّ ،
وهو : كثرة المُشكلاتِ الزوجيَّة .
ثالثًا : الأسبابُ الاجتماعيَّة :
منها :
1-*كثرةُ المُشكلاتِ الزوجيَّةِ .
2-*العِقابُ بالضَّربِ المُؤلِم .
3-*تعييرُ الطفل ، وهذا يتركُ أثرًا سيئًا جِدًّا في نفس الطفل ،
يَجعلُ من الصعوبةِ جِدًّا أن يتخلَّصَ الطفلُ من هذه المُشكلةِ .
4-*كثرةُ الضَّحِكِ بدرجةٍ يَفقِدُ فيها الإنسانُ التَّحكُمَ في عضلاتِ المثانةِ ، فيَبُولُ .
إذا وُجِدَت هذه الأسبابُ أو بعضُها ، فهناك عِلاجٌ سُلُوكيٌّ .
لو فشلنا في العِلاج السُّلُوكيِّ ، فلا بُدَّ أن يُعرَضَ الطفلُ أو المُتبوِّل اللاإراديّ
على طبيب مُخٍّ وأعصابٍ أو على طبيبٍ مُتخَصِّصٍ في المَسالِكِ البَوليَّةِ .
~~~~~~~~~~~~~~~
= عِلاجُ مُشكلةِ التَّبوُّل اللاإراديِّ =
هناك عِلاجُ عُضويٌّ ، وعِلاجٌ سُلُوكيٌّ .
أوَّلًا : العِلاجُ العُضويُّ :
عند الطبيب المُتخصِّص .
ثانيًا : العِلاجُ السُّلُوكيُّ :
مِن العِلاجاتِ السُّلُوكيَّةِ :
1-*شُربُ مِعلقةِ عسلٍ كبيرةٍ قبل النَّوم ، وبعد الاستيقاظِ مُباشرةً .
تُشرَب مساءً لتمتصَّ السوائل من جسد الطفل ،
وصباحًا لزيادة المناعةِ في الجِسم .
2-*عدمُ تناول سوائل قبل النَّوم بثلاثِ ساعاتٍ على الأقلِّ .
3-*تقليلُ السوائل في الجِسم يستدعي أن يتناولَ الطفلُ كميَّاتٍ من الطعام البارد .
وأيُّ طعامٍ يستدعي شُربَ كميَّاتٍ كبيرةً من السوائل أو من الماءِ بعده ، فهو طعامٌ حَارٌّ .
ويشملُ الطعامُ الحَارُّ كُلَّ الطبيخ الأحمر ( الخضروات المطبوخة ) ، والتمر ،
وكُلَّ الأطعمةِ التي تحوي " الحديد " ، والمِسقعة ، والطعميَّة ، والفُول ،
والباذنجان ، والمُملَّحات ، وقِس على ذلك .
4-*يُجنَّبُ الطفلُ أكلَ البُرتقال واليُوسفي قبل النَّوم ؛ لأنَّهما يُدِرَّان البَولَ .
5-*يُجنَّبُ الطفلُ شرابَ العِرقسوس ، رغم فوائدة الجَمَّة .
6-*تعمُّدُ تأخير إجابةِ الطفل حين يطلبُ التبوُّلَ الإراديَّ .
ويكونُ ذلك لفتراتٍ قليلةٍ جِدًّا ، وتزيدُ بالتدريج ، وبطريقةٍ لا تُشعِر الطفلَ
أنَّ الأُمَّ تُعالِجُه أو تتعمَّدُ إحداثَ ذلك . كأن تدخُلَ هِيَ الحَمَّام في اللحظةِ
التي يطلبُ فيها ذلك ، وتُغلِقُ البابَ ، ولو لتغسِلَ يديها .
وتبدأ الأُمُّ في تأخير دُخول الطفل للحَمَّام شيئًا فشيئًا ،
حتى يَحدُثَ له إحكامٌ أو تقويةٌ لعضلاتِ المثانةِ .
ولا تترك الطفلَ وقتًا طويلًا ؛ لأنَّ الإفراطَ في هذه الطريقةِ
يُؤدِّي إلى العكس .
7-*يَشربُ الطفلُ كُوبَ سحلبٍ باللبن كثير السُّكر قبل النَّوم بساعةٍ أو أقلّ .
8-*أكلُ سَبْع تمراتٍ صباحًا ومساءً .
9-*تقليلُ كميَّةِ السوائل في فترة المساءِ يستدعي أن يُشبَع الطفلُ بكميَّةِ سوائل
مِن ساعةِ أن يستيقِظَ من النَّوم وحتى العصر تقريبًا . لأنَّنا لو منعنا كميَّةَ السوائل
صباحًا ومساءً ، قد يُصابُ الطفلُ بالجَفافِ . لكنَّه سيشربُ كميَّاتِ ماءٍ كبيرة جِدًا
في الفترة التي هو مُستيقِظٌ فيها ، بحيثُ يُعوِّضُ الفترةَ التي سنُقلِّلُ فيها كميَّةَ
السوائل آخِر اليوم .
والعِلاجُ السُّلُوكيُّ لطلب الطفل للماءِ ، يكونُ بإعطائِهِ كميَّةً قليلةً
وعَدم مَلء الكُوب ، وبعد أن يشربَ نسألُه : أتُريدُ ثانيةً ؟ لم تشبَع بعد ؟
10-*دُخولُ الطفل للحَمَّام قبل النَّوم مُباشرةً .
11-*إيقاظُ الطفل من النَّوم لدُخول الحَّمام بعد ساعةٍ من نومه في الشتاء ،
ومن ساعةٍ ونِصف إلى ساعتين في الصيف .
12-*الحِرصُ على تدفئةِ الطفل . فالبردُ قد يكونُ سببًا من أسباب التَّبوُّل
اللاإراديِّ لأيِّ إنسانٍ مِنَّا ، كبيرٍ أو صغيرٍ ، سليمٍ أو مريض .
إذا أمكن أن ينامَ الطفلُ ساعة قيلولة ، فهذا طيِّبٌ جِدًّا ؛ لأنَّ الطفلَ مع مجهوده
الشَّاقِّ جِدًّا الذي يفعلُه طوالَ النَّهار ، ينام فلا يشعُرُ بشيءٍ . لكن الطفل الذي
أخذ قِسطًا من الراحةِ يكونُ نومُه أخَفَّ من الأوَّل . وهذا الأمرُ عند الكبير
والصغير .
13-*نمنَعُ الطفلَ الخَوفَ ، والضَّربَ ، والمِزاحَ المُتعمَّد
( كإطفاءِ المِصباح وكأنَّ الكهرباءَ انقطعَت ) .
الالتزامُ بهذه الأشياءِ – بفضل اللهِ تبارك وتعالى – عِلاجٌ لأيِّ إنسانٍ
عنده مُشكلةُ التَّبوُّلُ اللاإراديّ .
لو استخدمنا هذه الخُطواتِ بعد معرفتنا للأسباب ، ولم تأتي بنتيجةٍ ،
نذهبُ لطبيبِ مُخٍّ وأعصاب ، لعلَّ هناك خللًا عصبيًّا .
~~~~~~~~~~~~~~~
إذا استيقَظَ الطفلُ يومًا دُونَ أن يتبوَّلَ لاإراديًّا ، ولو يومًا واحِدًا فقط ،
تتَّصِلُ الأُمُّ بالأبِ وتمدحُ الطفلَ أمامه وتُشجِّعُه وتُثني عليه كثيرًا .
فهذا من أقوى العوامِل – بفضل الله جلَّ وعلا – التي تجعلُ الطفلَ يتخلَّصُ
من هذه المُشكلةِ .
~~~~~~~~~~~~~~~
وهُنا المُحاضرةُ صوتًا قسَّمتُها لثلاثةِ أجزاءٍ ،
مع حَذفِ بعض الكلماتِ منها :
[ 1 ]*+*[ 2 ]*+*[ 3 ]
بإمكانِكُنَّ تحميلُها والاستماع إليها .
وأنصحكُنَّ بالاستماع إليها كاملةً ،
فهِيَ مُهِمَّةً جِدًّا لِكُلِّ مَن يُعاني مِن مُشكلة التَّبوُّل اللاإراديِّ ،
أو يَعرف مَن يُعاني مِنها ، وتحوي الكثيرَ والكثيرَ من الفوائِد
والنصائِح التي لم أذكُرها في الموضوع .
~~~~~~~~
فرَّغتُه من مُحاضرةٍ للشيخ الدكتور : وليد الشرقاوي
الأستاذ التربويّ بجامعة بنها .
اته
موضوع مفيد جدا
في اي وقت كان بدون اردة الشخص فاحيانا الشخص القلق والمتوتر بكثرة وطوال الوقت تحدث عنه نتيجة القلق ارتخاء عضلة البول وذلك يؤذي الى سلس البول