ﺭﺃﻯ ﺁﻳﺎﺕ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﺍﻟﺒﺎﻫﺮﺓ ، ﻭﺑﺮﺍﻫﻴﻦ ﻋﻈﻤﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ، ﻭﺃﺷﻜﺮﻩ ﺷﻜﺮ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻤﺠﺪﻩ ﻭﻛﻤﺎﻟﻪ ،
ﻭﺍﻏﺘﺮﻑ ﻣﻦ ﺑﺤﺮ
ﺟﻮﺩﻩ ﻭﺃﻓﻀﺎﻟﻪ ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺎﻃﺮ ﺍﻷﺭﺿﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ، ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺗﻘﻮﺩ ﻗﺎﺋﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺕ ، ﻭﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ
ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺤﻤﺪﺍ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻭﺣﺒﻴﺒﻪ ﻭﺧﻠﻴﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﺎﺕ، ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ،
ﻭﺍﻟﻤﻨﻌﻮﺕ ﺑﺄﺷﺮﻑ
ﺍﻟﺨﻼﻝ ﺍﻟﺰﺍﻛﻴﺎﺕ . ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻬﺪﺍﺓ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺍﻟﻔﻀﻼﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﺕ، ﻭﻋﻠﻰ
ﺃﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺳﻠﻢ
ﻛﺜﻴﺮﺍ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥ ﺍﺻﺪﻕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻭﺷﺮ ﺍﻷﻣﻮﺭ
ﻣﺤﺪﺛﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﺤﺪﺛﺔ
ﺑﺪﻋﺔ، ﻭﻛﻞ ﺑﺪﻋﺔ ﺿﻼﻟﺔ، ﻭﻛﻞ ﺿﻼﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ
ــــ ﺃﻋﺎﺫﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻳﺎﻛﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ـــ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺪﻯ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ
ﻭﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺿﺮﺏ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ،
ﻣﻊ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﻋﻘﻠﻴﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻭﻗﺪ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻔﻀﺢ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻀﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻹﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ
ﻓﻴﻘﺪﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﻜﺬﺏ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﻞ ﻭﺗﻌﺪﻯ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻂ ﻛﻞ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺑﺂﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻛﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻱ ﻋﺸﺮ
ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻭﺑﻌﺪ ﻣﺪﺓ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻛﺬﺑﻬﺎ ﻭﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺣﺮﺻﺎ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ تبيين أقوال العلماء
الموثوقين في ..&&&&&&&":".الإعجاز العلمي في القرآن:":"&&&&&&&&&.
)) ﺍﻹﻋــﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠــﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ((
1 (- ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤــﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ – ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :- ـ
ﺳﺌﻞ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ -ﺭﺣـﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ – :
ﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ -ﺭﺣـﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ -ﺑﻘﻮﻟﻪ: ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻟﻪ ﺧﻄﻮﺭﺗﻪ، ﻭﺫﻟﻚ
ﺇﻧﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﻓﺴﺮﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺛﻢ ﺟﺎﺀﺕ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺨﻼﻓﻬﺎ ﻓﻤﻘﺘﻀﻰ
ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺻﺎﺭ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ؛ ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻣﻦ ﺗﺼﻮﺭ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻳﺘﺮﺑﺼﻮﻥ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺬﺭ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺮﻉ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻟﻨﺪﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ، ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ
ﻧﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺘﻪ، ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻧﺰﻝ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ، ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻋﺰ
ﻭﺟﻞ: } ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺃَﻧْﺰَﻟْﻨَﺎﻩُ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻣُﺒَﺎﺭَﻙٌ ﻟِﻴَﺪَّﺑَّﺮُﻭﺍ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ ﻭَﻟِﻴَﺘَﺬَﻛَّﺮَ ﺃُﻭﻟُﻮ ﺍﻟْﺄَﻟْﺒَﺎﺏِ {
ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﺭﻙ ﺑﺎﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻭﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﻠﻮﻣﻬﻢ، ﺛﻢ ﺇﻧﻪ ﻗﺪ
ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻄﺮﺍً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﺎﺩﺣﺎً ﻓﻲ ﺗﻨﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺃﺿﺮﺏ ﻟﻬﺬﺍ ﻣﺜﻼً ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﻳَﺎ ﻣَﻌْﺸَﺮَ ﺍﻟْﺠِﻦِّ ﻭَﺍﻟْﺄِﻧْﺲِ ﺇِﻥِ ﺍﺳْﺘَﻄَﻌْﺘُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗَﻨْﻔُﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﻗْﻄَﺎﺭِ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ
ﻓَﺎﻧْﻔُﺬُﻭﺍ ﻻ ﺗَﻨْﻔُﺬُﻭﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺴُﻠْﻄَﺎﻥٍ { ] ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ 33: [
ﻟﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﺻﻌﻮﺩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺫﻫﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻴﻔﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻧﺰﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻭﻗﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﺗﻌﺪﻭﺍ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻧﻚ ﺇﺫﺍ ﻓﺴﺮﺕ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻓﻤﻘﺘﻀﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻚ ﺷﻬﺪﺕ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺍﺩﻩ ﻭﻫﺬﻩ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﻋﻈﻴﻤﺔ
ﺳﺘﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻣﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺟﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺍﻵﻳﺔ ﺳﻴﻘﺖ ﻓﻲ
ﺑﻴﺎﻥ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻣﺎ ﻳﺆﻭﻝ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻣﺮﻫﻢ، ﺍﻗﺮﺃ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ
ﺫُﻛﺮﺕ ﺑﻌﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: }:ﻛُﻞُّ ﻣَﻦْ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻓَﺎﻥٍ * ﻭَﻳَﺒْﻘَﻰ ﻭَﺟْﻪُ ﺭَﺑِّﻚَ ﺫُﻭ ﺍﻟْﺠَﻼﻝِ
ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ * ﻓَﺒِﺄَﻱِّ ﺁﻻﺀِ ﺭَﺑِّﻜُﻤَﺎ ﺗُﻜَﺬِّﺑَﺎﻥِ { ] ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ 26 [28-
ﻓﻠﻨﺴﺄﻝ ﻫﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻧﻔﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ؟ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻻ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ:
}ﺇﻥ ﺍﺳﺘﻄﻌﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺬﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ {
ﺛﺎﻧﻴﺎً: ﻫﻞ ﺃﺭﺳﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺷﻮﺍﻅ ﻣﻦ ﻧﺎﺭ ﻭﻧﺤﺎﺱ؟ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ: ﻻ . ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻵﻳﺔ ﻻ ﻳﺼﺢ
ﺃﻥ ﺗﻔﺴﺮ ﺑﻤﺎ ﻓﺴﺮ ﺑﻪ ﻫﺆﻻﺀ، ﻭﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻭﺻﻮﻟﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺭﻛﻮﻫﺎ ﺑﺘﺠﺎﺭﺑﻬﻢ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧُﺤﺮِّﻑ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻨﺨﻀﻌﻪ ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﺑﺼﺤﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ .
_______
)) ﻛـــﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ ((
_______
2
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ :
ﻣﺎﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺪﻯ ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺭﺑﻂ
ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺒﻴﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ؟؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﺃﻭ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﺭﺗﻘﺎً ﻓﻔﺘﻘﻨﺎﻫﻤﺎ ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺣﻲ {
ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺸﻤﺲ ﻭﺟﺰﺀً ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ
ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻢ ﺑﺮﺩ ﺳﻄﺤﻬﺎ ﻭﺑﻘﻲ ﺟﻮﻓﻬﺎ ﺣﺎﺭﺍً ﻭﺻﺎﺭﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺪﻭﺭ
ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺸﻤﺲ – ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻓﻼ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻭﻻ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ
ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺪﻝ ﻣﺆﻟﻔﻮﻫﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
} ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﺗﺤﺴﺒﻬﺎ ﺟﺎﻣﺪﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺮ ﻣﺮ ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ {
ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭﺍﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺗﺤﺮﻑ ﺍﻟﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻣﻮﺍﺿﻌﻪ ﻭﺗﺨﻀﻊ
ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻤﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻇﻨﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﻭﻫﻤﻴﺎﺕ ﻭﺧﻴﺎﻻﺕ .
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺁﺭﺍﺀ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻻ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺳﻠﻒ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ .
ﻭ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺍﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻟﻠﺒﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻹﻓﺘﺎﺀ.
ﻗــﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻓﻲ ﻣــﻘﺎﻟﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﻨـــﻮﺍﻥ :
)) ﺍﻹﻋــﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘــﺮﺁﻥ ((
ﻻﺑﺪ ﺃﻭﻻً ﻣﻦ ﺍﻓﺘﺮﺍﺽ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﺟﺘﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻬﻢ
ﻣﻬﻤﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﺠﺎﻓﺎﺗﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ؛ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺃﺿﻞ ﻋﺒﺎﺩﻩ :
} ﺇِﻧَّﻬُﻢُ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﺍﻟﺸَّﻴَﺎﻃِﻴﻦَ ﺃَﻭْﻟِﻴَﺎﺀ ﻣِﻦ ﺩُﻭﻥِ ﺍﻟﻠّﻪِ ﻭَﻳَﺤْﺴَﺒُﻮﻥَ ﺃَﻧَّﻬُﻢ ﻣُّﻬْﺘَﺪُﻭﻥَ {
] ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ [30: ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻧﺤﺮﺍﻓﻪ ﻋﻦ ﻣﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻪ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ
ﻭﻣﻦ ﺃﺳﻮﺀ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ : ﺭﺑﻂ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ
ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ، ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻇﻨﻴﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ .
ﻳﻌﻴﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ (1) ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ:
(-1 ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻦ ﺳﺪ ﺍﻟﺜﻐﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻮﻫﻤﺔ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﻤﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻹﻧﺠﻴﻞ ؛ ﻏﺎﻓﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻌﻈﺔ
(-2 ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺸﻌﺮ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ـ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺔ ـ :
ﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﺑﺎﻻﺳﺘﻴﻼﺀ : ))ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺑﺸﺮ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ(( ، ﻭﺗﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ : ))ﻭﻻ ﻳُﻜﺮﺳﺊ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﻠﻮﻕ(( ؛ ﺻﺮﻓﺎً ﻟﻠﻔﻆ
ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ.
(-3 ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺝ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻟﻤﻨﻬﺎﺝ ﺍﻟﺴﻨﺔ ؛ ﻓﻴﻔﻬﻢ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍً ﻟﻠﻤﺬﻫﺐ: ﻛﻤﺎ
ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }:ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍْ
ﻓِﺘْﻨَﺔً ﻻَّ ﺗُﺼِﻴﺒَﻦَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻇَﻠَﻤُﻮﺍْ ﻣِﻨﻜُﻢْ ﺧَﺂﺻَّﺔً { ] ﺍﻷﻧﻔﺎﻝ: [25
ﻣﺆﻛﺪﻳﻦ ﺭﺃﻳﻬﻢ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﻣﻮﺿﻮﻉ : ﺃﻥَّ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ
ﻟﻌﺜﻤﺎﻥ : )) ﺑﻚ ﺗﻔﺘﺢ (( ، ﻭﻟﻌﻠﻲ )) ﺃﻧﺖ ﺇﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﺯﻣﺎﻣﻬﺎ ﻭﻗﺎﺋﺪﻫﺎ ﺗﻤﺸﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﻲ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ .((
ﻭﻛﻤﺎ ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻹﻣﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻣﻦ ﻧﺴﻠﻪ ـ
ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
} ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻭَﻟِﻴُّﻜُﻢُ ﺍﻟﻠّﻪُ ﻭَﺭَﺳُﻮﻟُﻪُ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍْ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﻘِﻴﻤُﻮﻥَ ﺍﻟﺼَّﻼَﺓَ ﻭَﻳُﺆْﺗُﻮﻥَ ﺍﻟﺰَّﻛَﺎﺓَ ﻭَﻫُﻢْ
ﺭَﺍﻛِﻌُﻮﻥَ { ] ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ: [55 ،
ﻭﺃﻧﻬﺎ ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻲ ﻋﻠﻲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ؛ ﺇﺫ ﺳﺄﻟﻪ ﺳﺎﺋﻞ ﻭﻫﻮ ﺭﺍﻛﻊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻪ ؛ ﻓﺄﻭﻣﺄ
ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺨﻨﺼﺮﻩ ﻓﺄﺧﺬ ﺧﺎﺗﻤﻪ ﻣﻨﻪ
ﻭﻟﻌﻞَّ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻭﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﺒﻬﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ) ﺕ (505 ﻓﻲ
) ﺇﺣﻴﺎﺋﻪ ( ؛ ﺇﺫ ﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺤﻮﻱ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﻠﻢ ، ﺑﻌﺪﺩ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ
ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺕ ؛ ﺑﺎﺩﻋﺎﺋﻪ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﺎﻃﻨﺎً ﻭﺣﺪَّﺍً ﻭﻣﻄﻠﻌﺎً ، ﻭﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ) ﺟﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ﻳﺨﺼﺺ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﺷﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ .
ﻭﻛﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻐﺰﺍﻟﻲ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻠﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﻭﺍﻹﺳﻼﻡ ؛ ﻓﺘﺤﻪ ﻟﻠﺨﻠﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮ
ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺣﻲ ، ﻓﺠﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ) ﺕ (606ﻓﺰﺍﺩ ﺍﻟﻄﻴﻦ ﺑﻠﺔ .. ﺛﻢ
ﺍﺳﺘﻔﺤﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﺠﺎﺀ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻟﻤﺮﺳﻲ ) ﺕ (655 ؛ ﻓﺎﺳﺘﺨﺮﺝ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻣﻦ
ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }:ﺍﻧﻄَﻠِﻘُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻇِﻞٍّ ﺫِﻱ ﺛَﻠَﺎﺙِ ﺷُﻌَﺐٍ { ]ﺍﻟﻤﺮﺳﻼﺕ [30: ،
ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺭ ﻣﺜﻼ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻬﺮ ﺃﺑﺼﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺑﺼﺎﺋﺮﻫﻢ ﺑﻨﻈﺮﻳﺎﺗﻪ ﻭﻣﺨﺘﺮﻋﺎﺗﻪ ، ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ ) ﺕ (1320 ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻼﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﻤﺜﻞ ﻋﺰﻭﻩ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ
ﺍﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮﺍﻓﻲ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
}ﺃَﻟَﻢْ ﺗَﺮَ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻚَ ﻛَﻴْﻒَ ﻣَﺪَّ ﺍﻟﻈِّﻞَّ ﻭَﻟَﻮْ ﺷَﺎﺀ ﻟَﺠَﻌَﻠَﻪُ ﺳَﺎﻛِﻨﺎً ﺛُﻢَّ ﺟَﻌَﻠْﻨَﺎ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﻋَﻠَﻴْﻪِ
ﺩَﻟِﻴﻼً { ] ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ [45: ؛
ﻓﺈﻥ ﻟﻮﺍﺀ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻌﻘﻮﺩ ﻟﻠﺸﻴﺦ / ﻃﻨﻄﺎﻭﻱ ﺟﻮﻫﺮﻱ ) ﺕ (1358 ؛ ﻓﻔﻲ
ﻣﺆﻟﻔﻪ : )) ﺍﻟﺠﻮﺍﻫﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ـ 26 ﻣﺠﻠﺪﺍً (( ﻛﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍﻟﻤﻀﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺒﻜﻴﺎﺕ،
ﻣﻨﻬﺎ : ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:
}ﻓَﻘُﻠْﻨَﺎ ﺍﺿْﺮِﺑُﻮﻩُ ﺑِﺒَﻌْﻀِﻬَﺎ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳُﺤْﻴِﻲ ﺍﻟﻠّﻪُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺗَﻰ { ] ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: [73 ،
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﺃَﻭْ ﻛَﺎﻟَّﺬِﻱ ﻣَﺮَّ ﻋَﻠَﻰ ﻗَﺮْﻳَﺔٍ ﻭَﻫِﻲَ ﺧَﺎﻭِﻳَﺔٌ ﻋَﻠَﻰ ﻋُﺮُﻭﺷِﻬَﺎ ]{ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: [259 ،
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: } ﻭَﺇِﺫْ ﻗَﺎﻝَ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢُ ﺭَﺏِّ ﺃَﺭِﻧِﻲ ﻛَﻴْﻒَ ﺗُﺤْﻴِـﻲ ﺍﻟْﻤَﻮْﺗَﻰ { ] ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ: [260 ،
ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﻀﺮ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ ﺫﺍ ﻗﻠﺐ ﻧﻘﻲ ﺧﺎﻟﺺ ﻛﺎﻟﻌﺰﻳﺮ
ﻭﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻣﻮﺳﻰ .
ﻭﺑﻬﺮﺕ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺳﻴﺪ ﻗﻄﺐ ﻓﻮﺻﻒ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺍﻟﻔﻨﻲ ، ﻭﺍﻟﺘﺼﻮﺭ
ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻘﺎﺳﻢ ، ﻭﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻤﻄﻤﺌﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﻮﺟﺔ .
ﻭﻣﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺗﻜﻠﻢ ﻋﻦ ))ﺳﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﺗﺤﺔ (( ، ﻭﻋﻦ )) ﺍﻟﺸﻔﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻣﺰ ﻭﺍﻷﻟﻔﺎﻅ
ﺍﻟﻤﻄﻠﺴﻤﺔ (( ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ـ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ـ ﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻳﻔﻮﻕ ﺫﻟﻚ ﺍﻓﺘﺌﺎﺗﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ، ﻭﺍﻧﺤﺮﺍﻓﺎً ﻋﻦ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻨﻬﺎﺝ
ﺧﻴﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻒ ﻭﻻﺓ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﺱ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻛﻼﻡ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ﻭﻻ ﻫﺪﻯ ، ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻭﺍﻟﻮﻋَّﺎﻅ ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﻗﻴﻦ ﻭﺗﺠﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻠﻴﺲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﺕ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ
ﺑﺮﻛﺐ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ؛ ﻓﺄﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻷﻧﺎﺟﻴﻞ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﻚ ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻮﻥ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ، ﻭﻟﻤﺎ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ـ
ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻈﻨﻴﺔ ـ ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻲ ﺍﺣﺘﺮﺍﻣﻪ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ
ﺃﻫﻠﻪ .
ﻭﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴـﻠﻢ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ،
ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻧﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺒﻂ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ؛
ﺇﺫ ﺃﻏﺸﺎﻫﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺆﻗﺖ ﻟﻠﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﻌﺼﺮﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﻝ
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻴﻘﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﺍﻟﻈﻨﻲ.
ﻭﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺮﻓﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﻓﻲ ﻓﺼﺎﺣﺘﻪ ﻭﺑﻼﻏﺘﻪ ﻭﺣﺠﺠﻪ
ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ، ﻭﺇﺧﺒﺎﺭﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺐ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺃﻧﺰﻟﻪ ، ﻭﺑﺪﻋﺔ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻻ
ﺗﻌﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ، ﻭﺇﻋﻼﺀ ﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ.
ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭ ﺁﻝ ﻣﺤﻤﺪ .
_________
ﻫﺎﻣﺶ:
(1) ﻟﻠﺘﻔﺼﻴﻞ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻛﺘﺎﺏ ) ﺑﺪﻉ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ( ، ﻟﺮﻣﺰﻱ ﻧﻌﻨﺎﻋﺔ ﺃﺛﺎﺑﻪ ﺍﻟﻠﻪ
________
))ﻣـﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻪ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ :
" ﺍﻟﺤﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ "
..)) ﺑﻞ ﺑﻠﻎ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺒﻌﻀﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﻣﻨﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟَّﺘﻘﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﻓﺨﺮﺍً ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﺚ ﻭﺍﻓﻖ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﻳﺴﻤﻲ ﻫﺬﺍ
" ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ " ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭ ﺗﺘﻨﺎﻗﺾ ﻭﻳﻜﺬﺏ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻖ
ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﺣﻖ ﻻ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﻴﻪ ﻭﻻ ﺗﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻣﻊ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻣﺎ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻬﻢ ﻓﻬﻲ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺨﻄﺄ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ، ﻭﺧﻄﺆﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺻﻮﺍﺑﻬﺎ ﻭﻛﻢ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺔ
ﻣﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﻜﺬﺑﻬﺎ ﻏﺪﺍ ﻓﻼ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﻭﻋﻠﻮﻣﻬﻢ ﺍﻟﻈﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ.
ﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻪ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻟﺪﻯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ
ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻋﺪ ﻫﻲ:
ﺃﻥ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﺎ ﺃُﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻣﻨﻪ ﻓُﺼِّﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ، ﻭﻣﺎ
ﺃﻃﻠﻖ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﻗﻴﺪ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ،
ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﺴﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ
ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺷﺎﺭﺣﺔ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺒﻴﻨﺔ ﻟﻪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺮﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ:
} ﻭﺃﻧﺰﻟﻨﺎ ﺇﻟﻴﻚ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﺘﺒﻴﻦ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻟﻌﻠﻬﻢ ﻳﺘﻔﻜﺮﻭﻥ { ] ﺍﻟﻨﺤﻞ [44:
ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳُﺮﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻷﻧﻬﻢ ﺃﺩﺭﻯ
ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺘﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻞ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻪ
ﻭﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻣﻨﻪ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ: ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﺠﺎﻭﺯ ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﺣﺘﻰ
ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﻦ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻬﻦ .
ﻭﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﻟﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻳﺮﺟﻊ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ
ﻟﺘﻠﻘﻴﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺗﻌﻠﻤﻬﻢ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﻌﺎﻧﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻌﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺠﺔ ﻭﻣﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺮﺟﻊ
ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ.
ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻮﺍﻉ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ، ﻓﺘﻔﺴﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻦ
ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻠﻜﻴﻴﻦ ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻃﻞ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﻫﻮ ﺣﺮﺍﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻓﻠﻴﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ "
ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭ ﻓﻲ ﻟﻔﻆ " ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﺻﺎﺏ
ﻓﻘﺪ ﺃﺧﻄﺄ ((..
________
)) ﺍﻟﺨــﻄﺐ ﺍﻟﻤـــﻨﺒﺮﻳﺔ ((
________
ﻭﺳــﺌﻞ ﺣـﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ :
ﺃ (- ﻫﻞ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻳﻌﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ؟
ﻓﺄﺟــﺎﺏ ﺣـﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ﺑﻼ ﺷﻚ ﻫﺬﺍ ﻗﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ﻭﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻭﻳﻈﻬﺮ ﻣـﻨﻬﺎ ﻛﺬﺏ ﻛﺜﻴﺮ
ﻭﻛﻞ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗـﻜﺬﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻗـــﺒﻠﻬﺎ , ﻓﻬﻲ ﺗﺨﺮﺹ ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺇﻧـﻤﺎ ﻫﻲ
ﺗــﺨﺮﺹ ﻓﻘﻂ ﻓﻼ ﻳﺠــﻮﺯ ﺍﻹﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻴﻬـــﺎ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻨﻰ
ﺍﻟﺤــﺪﻳﺚ ﻣﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻫﺬﺍ .
)) ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ((5301:
________
ﺏ (- ﻛﺜﺮ ﻓﻲ ﺍﻵﻭﻧﺔ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻛﺘﺐ ﻭﺃﺷﺮﻃﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﻭﻣﻮﺍﻓﻘﺔ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻟﻶﻳﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﻨﺎﺕ ﻓﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺎﺑﻂ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﺟﺐ ﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺗﺠﺎﻩ ﺫﻟﻚ؟
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺘﻘﻦ ﻭﻣﻀﺒﻮﻁ ﻭﻟـﻪ ﻃـﺮﻕ ﺫﻛــﺮﻫﺎ ﺃﺋﻤــﺔ ﺍﻟﺘـﻔﺴﻴﺮ ﻻ ﻳﻔﺴﺮ ﺑﻐﻴﺮﻫــﺎ
ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ , ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ , ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ,
ﻳﻔﺴـﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴــﻦ , ﻳﻔﺴــﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺰﻝ ﺑــﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘــﻔﺴﻴﺮ ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺟـﺎﺀ ﺑﻮﺟــﻪ ﻏــﻴﺮ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻮﺟــﻮﻩ ﺟــﺎﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﻣــﺒﺘﻜﺮ ﻭﻻ ﺃﺻﻞ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳــﺠﻮﺯ ﺗـﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺫﻛــﺮ
ﺍﻟﺤـﺎﻓﻆ ﺍﺑﻦ ﻛـﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﺍﻟﺤـﺪﻳﺚ ﻭﺟـﻮﺩﻩ )) ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ
ﻭﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻠﻴــﺘﺒﻮﺃ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺃﺧـﻄﺄ ﻭﻟﻮ ﺃﺻــــﺎﺏ .
)) ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ : ((2255
________
ﺝ (-ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﺪﺩﻱ ،
ﻭﻫﻞ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺻﻞ ؟
ﺍﻹﻋــﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻵﻥ ﻫﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺑﻐﻴﺮ ﻋـﻠﻢ , ﺑﻐﻴﺮ ﻗﻮﺍﻋـﺪ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ , ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺴﻨﺔ , ﺃﻭ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺃﻭ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺑﻘﻮﺍﻋــﺪ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘــﻲ ﻧــﺰﻝ ﺑﻬﺎ , ﻫﺬﻩ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻵﻥ ﺯﺍﺩﻭﻫـﺎ ﺍﻹﻋــﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﺑﻬــﺎ ﺍﻟﻨـــﻈﺮﻳﺎﺕ, ﻧـــﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻄــﺐ ﻭﺍﻟﻔﻠﻚ ﻭ ﻏــﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻫﺬﻩ ﺗــﺨﺮﺻﺎﺕ
ﺑﺸـــﺮ , ﺗـﺨﻄﺊ ﻭﺗﺼــﻴﺐ ﻓﻼ ﺗُــﺠﻌَﻞ ﺗـﻔﺴﻴﺮﺍ ﻟﻠﻘـــﺮﺁﻥ , ﻭﻳــﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣــﺮﺍﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋــﺰ ﻭﺟــﻞ ﺛــﻢ ﺑﻌـــﺪﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻻ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻣــﺎ ﻫﻲ ﺑﺼﺤﻴﺢ ﻭﻳﺼـﻴﺮ ﺗﻼﻋــﺐ ﻓﻲ
ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋــﺰ ﻭﺟﻞ ﻻ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻣﺎ ﺗﺠﻌﻞ ﺗـﻔﺴﻴﺮﺍ ﻟﻠﻘـﺮﺁﻥ , ﻣﺎ ﺗــﺠﻌﻞ ﺗـﻔﺴﻴﺮﺍ
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺃﺑﺪﺍ , ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻼ ﻋﻠﻢ , ﻭﻫﻲ ﻣــﺤﻞ ﻟﻠﻨــﻘﺾ ﻭﻣــﺤﻞ
ﻟﻺﺑـــﻄﺎﻝ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗــﺠﺪﻫــﻢ ﻳﺜﺒﺘﻮﻥ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺷﻲﺀ ﻭﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻳﻨــﻔﻮﻧﻪ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ
ﺧــﻼﻓﻪ ﻷﻧــﻬﺎ ﻧــﻈﺮﻳﺎﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ.
)) ﺭﻗــﻢ ﺍﻟﻔﺘــﻮﻯ : 8607 ((
________
ﺩ (-ﻫﻞ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ؟
ﻣــﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺍﻹﻋﺠـﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻫﺬﺍ ﻣــﻦ ﻋــﻤﻞ ﺍﻟﺒــﺸﺮ , ﻳﺨـﻄﺊ ﻭﻳــﺼﻴﺐ , ﻧــﻈﺮﻳﺎﺕ
ﻃﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻓــﻠﻜﻴﺔ ﻗﺎﻟﻬــﺎ ﻧــﺎﺱ , ﻗﺪ ﻳﺨــﻄﺌﻮﻥ ﻭﻳــﺼﻴﺒﻮﻥ ﻓﻼ ﻧـﺠﻌﻠﻬﺎ ﺗﻔﺴﻴﺮﺍ
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜـﺮﻳﻢ , ﺛـﻢ ﻳﺄﺗﻲ ﻣــﺎ ﻳﻨﻘــﻀﻬﺎ ﻭﻣــﺎ ﻳﻜﺬﺑﻬﺎ ﻭﻳﺒﻄﻠــﻬﺎ ﺛﻢ ﻳﻘﻮﻝ : ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻣﺎ ﻫــﻮ ﺑﺼﺤﻴﺢ , ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﻣﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺒـﺸﺮ ﻭﻋـﻤﻞ ﺍﻟﺒـﺸﺮ
ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳـﻔﺴﺮ ﺇﻻ ﺑﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺘـﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ :
ﺃﻭﻻ : ﻳـﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﺛﺎﻧﻴﺎ : ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺛﺎﻟﺜﺎ : ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻠﻤﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋـﺮﻓﻮﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
ﺭﺍﺑﻌﺎ : ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺄﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻠﻤﺬﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺎﺑﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭﺗﻠﻘﻮﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻋـﻨﻬﻢ ﻭﻫـﻢ ﺗﻠﻘﻮﻩ ﻋــﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ .
ﺃﻣــﺎ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨــﺎﺱ ﻭﻣــﺎ ﻳﺴﻤﻮﻧــﻪ ﺑﺎﻹﻋﺠــﺎﺯ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺗـﺨﺮﺻﺎﺕ ﻻ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ , ﻫﺬﻩ ﻣـﺜﻞ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺎﺕ ﻻ
ﺗـﺠﻌﻞ ﺗﻔﺴــﻴﺮﺍ ﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻋــﺰ ﻭﺟﻞ .
)) ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ : ((8888
________
)) ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻔــﺘﺎﻭﻯ : ﻣـﻮﻗﻊ ﺍﻟﺸﻴﺦ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ /- ﺃﺭﺷﻴﻒ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ((
________
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ – ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ – ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻪ ﻟﻤــﻘﺪﻣﺔ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﺤـﺖ ﻗﻮﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴــﻤﺔ –ﺭﺣـﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :- )) ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ
ﻋﺠـﺎﺋﺒﻪ((
..))ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺠﺮﺃ ﻓﻲ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺎ ﻻ
ﻳﺤﺘﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺮﺗﻜﺰﺍً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ ) ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﺃﻭ
ﻻ ﺗﻔﻨﻰ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ( ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ : ﻫﻮ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻻ ﻳُﻘﺒَﻞ
ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺗﻮﻓﺮﺕ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ]ﺹ [13: ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺄﺗﻲ ﻭﻳُﺪْﺧِﻞُ
ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﻳُﺤَﻤِّﻠُﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻓﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ﺃﻭ ﻣﺎ
ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺗﻀﺎﺩ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ
ﻳَﺨْﺮُﺝ ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ ﻋﻦ ﺩﻻﻟﺘﻪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ، ﻓﻬﺬﺍ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ﻭ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﺍﻗﻌﻪ ﺷﻴﺌﺎً
ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ) ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ( ﻷﻧﻲ ﺃﻗﻮﻝ: ﻧﻌﻢ ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ
ﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺏ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻃﺐ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ
ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﻓﻠﻚ ﻭﻻ ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺣﻴﺎﺀ ، ﻫﻮ ﻗﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻫﺪﺍﻳﺔ ﻭﺇﻋﺠﺎﺯ ﻻ ﺗﺠﺪ
ﻓﻴﻪ ﺧﻠﻼً، ﻭﺍﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻟﻪ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ، ﻭﻣﻨﻪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ! ﻭﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻟﺤﻴﺜﻴﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻪ؛
ﻣﺜﻼً ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺑَﺮْﺯَﺥٌ ﻻ ﻳَﺒْﻐِﻴَﺎﻥِ { ] ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ : 20 [ ،
ﻫﺬﺍ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ : ﺃﻥ ﻓﻲ ﻣﻠﺘﻘﻰ ﺍﻷﻧﻬﺎﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ ﺑﺮﺯﺥ ﺃﻱ : ﺣﺎﺟﺰ
ﻭﻓﺎﺻﻞ – ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ : ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺧﻴﺔ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ – ﻧﻘﻮﻝ : ﻫﻨﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺐ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻨﻬﺮ
ﻭﻣﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺑﺮﺯﺥ ﻓﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺋﻴﻦ ، ﻧﻌﻢ ﺍﻵﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺃﺛﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻟﻠﻪ ، ﻫﺬﻩ ﻗﻀﻴﺔ ﺃﻭﺭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﻭﺇﻧﻌﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺑﺄﻧﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﻣﺴﺘﺤﻖ ﺃﻥ ﻳُﻌﺒﺪ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻩ . ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻼﺯﻡ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ
ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﺻﻼً ، ﻻ ، ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﻮﺿﻊ ﻟﻬﺬﺍ .
ﺇﺫﺍً ﻗﻀﻴﺔ ) ﻻ ﺗﻔﻨﻰ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ﺃﻭ ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ( ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺸﺮﻭﻁ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺨﻤﺴﺔ، ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺍﻟﻤﺬﻣﻮﻡ ، ﺇﺫﺍً ) ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ( ﻟﻤﻦ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﻮﻝ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺒﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺑﻘﻮﻟﻪ : " ﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ " ،
ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﺘﺮﻭﻛﺔ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪﻭﻥ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺑﺪﻭﻥ ﺿﻮﺍﺑﻂ ، ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻳُﺤﻤِّﻞ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻣﻮﺭﺍً ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﻣﻌﺎﻥ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺩﻻﻟﺔ ﻟﻔﻈﻪ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ
ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻵﻳﺔ ﺃﻭ ﻫﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺗﻀﺎﺩ ، ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺍﻻﺭﺗﻜﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﻗﻀﻴﺔ "ﻭﻻ ﺗﻨﻘﻀﻲ
ﻋﺠﺎﺋﺒﻪ ."
ﻭﺻــــﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳـــــﻠﻢ ﻭﺑﺎﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﻧــــﺒﻴﻨﺎ ﻣـــــﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟــﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﺃﺟــــﻤﻌﻴﻦ
ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ:
ﻓﺈﻥ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﻤﻨﺼﻒ ﺟﻨﺎﻳﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺘﺤﺰﺏ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻋﻠﻤﺎً ﻋﻠﻤﺎً ، ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺟﻨﺎﻳﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺄﻭﻝ ﺫﺍﻙ ، ﺇﺷﻐﺎﻟﻬﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻋﻦ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻷﻧﺎﺷﻴﺪ ، ﺛﻢ ﺩﺧﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮٍ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺑﺎﻷﻟﺤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻨﻮﺍ
ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺪ ، ﺛﻢ ﺗﻮﺳﻊ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﺛﻨﺎﺋﻬﻢ ﻋﻠﻰ
ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻋﺘﻤﺪﺕ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻈﻼﻝ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ
ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﻭﻱ.
ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﺭﺛﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﻴﻦ ﻓﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻭﻋﺎﺋﺾ ﺍﻟﻘﺮﻧﻲ ، ﻭﻗﺪ
ﺭﺃﻳﺖ ﻛﻼﻣﺎً ﻟﻠﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﺗﺠﻮﻳﺰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻴﺮ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻗﺪ ﻛﻨﺖ ﺭﺩﺩﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺬﻭﺫﻩ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻷﻋﻈﻢ ، ﻭﺷﺬﻭﺫﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ
) ﻃﻪ ( ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ ﺃﻧﻪ ﺍﺳﻢ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻻﺕ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ.
ﺃﻣﺎ ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﻤﻮﻣﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻘﺪ ﺃﺭﺳﻠﻪ ﺇﻟﻲ ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺭﺟﺎ ﺍﻟﺸﻤﺮﻱ : ﻗﺎﻝ
ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ 7 ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻔﺮﻳﻐﻲ ﻭﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ
ﺍﻟﻴﻮﺗﻴﻮﺏ : … ﺟﺎﺀ ﺃﻗﻮﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻌﻮﺍ ﺃﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﺘﺒﺲ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻨﺒﻂ
ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺭﺃﻳﺎً ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ؟ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ !
ﻷﻥ ﻋﻠﻴﺎً ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﺃﺭﺿﺎﻩ ﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﻫﻞ ﺍﺧﺘﺼﻜﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺑﺸﻲﺀ ﻗﺎﻝ ﻻ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻓﻠﻖ ﺍﻟﺤﺒﺔ ﻭﺑﺮﺃ ﺍﻟﻨﺴﻤﺔ ﺍﻻ ﻓﻬﻤﺎً ﻳﺆﺗﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ،
ﺛﻢ ﺍﻥ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺳﻠﻒ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻧﻔﺴﻪ ؟ ﻷﻧﻪ ﺳﻮﻑ ﻧﻌﻮﺩ ﻭﻧﺮﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺭﺍﺀ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻧﻄﺎﻟﺒﻪ ﺑﺴﻠﻒ ﺍﻟﻰ
ﻣﻦ ؟ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﻠﻴﺰﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻴﻦ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ
ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ، ﺍﺫﺍ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻬﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻﻳﺸﻌﺮ
ﻣﺘﻰ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺍﻣﺎﻡ ﻗﺒﻠﻪ ؟ ﺍﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ، ﻷﻥ
ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺧﻤﺴﺔ ﻓﻠﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺃﻭ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺑﺮﺃﻱ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻓﻤﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ
ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ 14 ﻗﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﺍﻷﻣﺮ
ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻷﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺗﻤﻀﻲ ﻭﺍﻷﻳﺎﻡ ﺗﺘﻜﺸﻒ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﻥ ﺃﻧﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﻓﻊ ﻓﻲ
ﻟﻴﻠﺔ ﻓﻴﺒﻘﻰ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻓﻼ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻢ ﺗﺨﺎﻃﺐ ﺑﻪ
ﺍﻷﻣﺔ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﻨﺎً ﻟﻤﺨﺎﻃﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ! ﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً
ﺣﺘﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ . ﺍﻫـ
ﺃﻗﻮﻝ : ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻄﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﺗﻔﺮﻳﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﻔﺮﻳﻖ ﻣﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ
ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﺪ ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ : ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﻨﺬ 14 ﻗﺮﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ .
ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺔ : ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ
ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺿﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪ ﺿﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ .
ﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺑﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻓﻲ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ، ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻛﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ
ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺿﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﺳﻢ ﺭﺑﻬﺎ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً .
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺗﺪﺍﺧﻼً ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ، ﻭﻳﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ
ﺑﺄﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﻷﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ
ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻘﻴﺖ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﻼﻝ ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻘﻞ، ﻓﺒﻘﻲ ﺍﻵﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻮﺍﺭﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﻭﻫﺬﻩ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻓﻴﻬﺎ ﺿﻴﻖ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﺴﺪﻭﺩﺍً ﺗﻤﺎﻣﺎً .
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ:ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻹﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻨﺪ ﻣﻦ ﺃﺟﺎﺯﻩ
ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻟﻪ ﺷﺮﻭﻃﺎً:
ﺃﻭﻟﻬﺎ : ﺃﻻ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ .
ﺛﺎﻧﻴﻬﺎ : ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﻨﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ .
ﺛﺎﻟﺜﻬﺎ : ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻣﺘﻀﻤﻨﺎً ﻟﺤﻜﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺴﻠﻒ .
ﺭﺍﺑﻌﻬﺎ : ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻟﺌﻼ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ.
ﻓﻤﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﺑﻌﺾ ﺃﺋﻤﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺮﺩ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ
ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ ﻓَﻠَﺎ ﻳَﺮَﻭْﻥَ ﺃَﻟَّﺎ ﻳَﺮْﺟِﻊُ ﺇِﻟَﻴْﻬِﻢْ ﻗَﻮْﻟًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻤْﻠِﻚُ ﻟَﻬُﻢْ ﺿَﺮًّﺍ ﻭَﻟَﺎ
ﻧَﻔْﻌًﺎ﴾ ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻗﺎﺋﻤﺎً ﻟﻘﺎﻣﺖ ﺣﺠﺔ ﻋﺒﺎﺩ ﺍﻟﻌﺠﻞ
ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻠﻤﻨﺎ ﺑﺎﻟﻜﻼﻡ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ !
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺨﺮﺟﻪ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺑﺨﺼﻮﺻﻬﺎ ،
ﻣﻊ ﺩﻻﻟﺔ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻼﻧﻬﺎ، ﻭﻛﺎﺳﺘﻨﺒﺎﻁ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﺑﻦ ﻫﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﴿ﻗُﻞْ ﻟَﻦْ ﻳُﺼِﻴﺒَﻨَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﻣَﺎ ﻛَﺘَﺐَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻨَﺎ ﻫُﻮَ ﻣَﻮْﻟَﺎﻧَﺎ ﻭَﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻠْﻴَﺘَﻮَﻛَّﻞِ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ
﴾ ﺃﻥ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ] ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ [
ﻓﻘﺎﻝ ] ﻟﻨﺎ [ ﻷﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻛﻠﻪ ﺧﻴﺮٌ ﻟﻪ ﺇﻥ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺳﺮﺍﺀ ﺷﻜﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﻟﻪ ﻭﺇﻥ
ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﺿﺮﺍﺀ ﺻﺒﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﺧﻴﺮﺍً ﻟﻪ ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻣﺮﻓﻮﻉ ، ﻭﻻ
ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺍﻹﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻓﻴﺄﺗﻲ ﺷﺨﺺ
ﻭﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺳﻴﺎﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﴿ ﻃﻪ﴾ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑﻪ ﺃﺣﺪٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﺑﻞ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺑﺄﻥ ﻃﻪ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ
]ﻳﺎ ﺭﺟﻞ .[
ﺃﻭ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﻫَﻤَّﺖْ ﺑِﻪِ ﻭَﻫَﻢَّ ﺑِﻬَﺎ ﻟَﻮْﻟَﺎ ﺃَﻥْ ﺭَﺃَﻯ ﺑُﺮْﻫَﺎﻥَ
ﺭَﺑِّﻪِ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻟِﻨَﺼْﺮِﻑَ ﻋَﻨْﻪُ ﺍﻟﺴُّﻮﺀَ ﻭَﺍﻟْﻔَﺤْﺸَﺎﺀَ ﺇِﻧَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻧَﺎ ﺍﻟْﻤُﺨْﻠَﺼِﻴﻦَ﴾ ، ﺑﺄﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻫﻢ
ﺃﻥ ﻳﻀﺮﺑﻬﺎ ﻓﻬﺬﺍ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻠﻤﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﺴﻠﻒ.
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﻜﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ ﻭﺧﺎﻟﻒ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ ] 3/555[ : ﺣَﺪﺛﻨﺎ ﺃَﺑﻲ،
ﺣَﺪﺛﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻄﺒﺎﻉ، ﺣَﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃَﺳﻠﻢ ﺣﻲ،
ﻓﺴﺄﻟﺖ ﻋُﺒَﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋُﻤﺮ ﻓﻘﻠﺖ: ﺇِﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻴﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ﺑﺄﺳًﺎ،
ﺇِﻻَّ ﺃَﻧﻪ ﻳﻔﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺮﺃﻳﻪ . ﺍﻫـ
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺃﺳﻠﻢ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻲ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻮﻟﻰ ﻟﺒﻨﻲ ﻋﺪﻱ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﺃﻓﺼﺢ
ﺍﻟﻌﺮﺏ ، ﻗﺪ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻤﻦ ﻫﻮ ﺩﻭﻧﻪ ، ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻨﺪﻫﻢ
ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﻜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻘﺤﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻭﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﺹ 7 : ﻭَﻗَﺪْ ﺗَﺒَﻴَّﻦَ ﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺃَﻥَّ ﻣَﻦْ
ﻓَﺴَّﺮَ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥَ ﺃَﻭْ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺚَ ﻭَﺗَﺄَﻭَّﻟَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟﺘَّﻔْﺴِﻴﺮِ ﺍﻟْﻤَﻌْﺮُﻭﻑِ ﻋَﻦْ ﺍﻟﺼَّﺤَﺎﺑَﺔِ ﻭَﺍﻟﺘَّﺎﺑِﻌِﻴﻦَ
ﻓَﻬُﻮَ ﻣُﻔْﺘَﺮٍ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣُﻠْﺤِﺪٌ ﻓِﻲ ﺁﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣُﺤَﺮِّﻑٌ ﻟِﻠْﻜَﻠِﻢِ ﻋَﻦْ ﻣَﻮَﺍﺿِﻌِﻪِ ﻭَﻫَﺬَﺍ ﻓَﺘْﺢٌ ﻟِﺒَﺎﺏِ
ﺍﻟﺰَّﻧْﺪَﻗَﺔِ ﻭَﺍﻟْﺈِﻟْﺤَﺎﺩِ ﻭَﻫُﻮَ ﻣَﻌْﻠُﻮﻡُ ﺍﻟْﺒُﻄْﻠَﺎﻥِ ﺑِﺎﻟِﺎﺿْﻄِﺮَﺍﺭِ ﻣِﻦْ ﺩِﻳﻦِ ﺍﻟْﺈِﺳْﻠَﺎﻡِ . ﺍﻫـ
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ : ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﻋَﺪَﻝ ﻋﻦ ﻣﺬﺍﻫﺐ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﻄﺌًﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﺑﻞ ﻣﺒﺘﺪﻋًﺎ،
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﺘﻬﺪًﺍ ﻣﻐﻔﻮﺭًﺍ ﻟﻪ ﺧﻄﺆﻩ. ﺍﻫـ
ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻻ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ، ﻭﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻓﺈﻥ ﺍﻹﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﻛﺎﻹﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ] ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﺭﺩ [ ، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺷﻴﺦ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺜﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً.
ﻭﺍﻋﻠﻢ – ﻭﻓﻘﻚ ﺍﻟﻠﻪ – ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻫﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﻭﺑﻤﺎ ﺗﺤﺘﻤﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ
ﺗﺤﺘﻤﻠﻪ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﺼﺺ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺎ ﻭﺭﺩ ﻋﻦ
ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﻻ ﺑﻪ .
ﺛﻢ ﻫﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺮﺹ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺑﺜﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ
ﺗﺤﺘﺎﺟﻪ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩٌ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﻒ .
ﻭﻏﺎﻳﺔ ﺟﻬﺪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻓﻬﻢ ﻛﻼﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻈﻦ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﻣﺘﻌﺎﺭﺽ ، ﻭﺑﻴﺎﻥ ﻭﺟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﻳﺴﺘﻨﻜﺮﻫﺎ ﺑﻌﺾ ﺟﻬﻠﺔ
ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﻪ ] 2952 [ :ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻋَﺒْﺪُ ﺑْﻦُ ﺣُﻤَﻴْﺪٍ ﻗَﺎﻝَ: ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺣَﺒَّﺎﻥُ ﺑْﻦُ
ﻫِﻠَﺎﻝٍ ﻗَﺎﻝَ: ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺳُﻬَﻴْﻞُ ﺑْﻦُ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻫُﻮَ ﺍﺑْﻦُ ﺃَﺑِﻲ ﺣَﺰْﻡٍ، ﺃَﺧُﻮ ﺣَﺰْﻡٍ ﺍﻟﻘُﻄَﻌِﻲِّ ﻗَﺎﻝَ:
ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺃَﺑُﻮ ﻋِﻤْﺮَﺍﻥَ ﺍﻟﺠَﻮْﻧِﻲُّ، ﻋَﻦْ ﺟُﻨْﺪَﺏِ ﺑْﻦِ ﻋَﺒْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ، ﻗَﺎﻝَ: ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺳُﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ: ﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﻓِﻲ ﺍﻟﻘُﺮْﺁﻥِ ﺑِﺮَﺃْﻳِﻪِ ﻓَﺄَﺻَﺎﺏَ ﻓَﻘَﺪْ ﺃَﺧْﻄَﺄَ، ﻫَﺬَﺍ ﺣَﺪِﻳﺚٌ ﻏَﺮِﻳﺐٌ، ﻭَﻗَﺪْ
ﺗَﻜَﻠَّﻢَ ﺑَﻌْﺾُ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟﺤَﺪِﻳﺚِ ﻓِﻲ ﺳُﻬَﻴْﻞِ ﺑْﻦِ ﺃَﺑِﻲ ﺣَﺰْﻡٍ.
ﻭَﻫَﻜَﺬَﺍ ﺭُﻭِﻱَ ﻋَﻦْ ﺑَﻌْﺾِ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟﻌِﻠْﻢِ ﻣِﻦْ ﺃَﺻْﺤَﺎﺏِ ﺍﻟﻨَّﺒِﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﻭَﺳَﻠَّﻢَ
ﻭَﻏَﻴْﺮِﻫِﻢْ، ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﺷَﺪَّﺩُﻭﺍ ﻓِﻲ ﻫَﺬَﺍ ﻓِﻲ ﺃَﻥْ ﻳُﻔَﺴَّﺮَ ﺍﻟﻘُﺮْﺁﻥُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ .
ﻭَﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺭُﻭِﻱَ ﻋَﻦْ ﻣُﺠَﺎﻫِﺪٍ ﻭَﻗَﺘَﺎﺩَﺓَ ﻭَﻏَﻴْﺮِﻫِﻤَﺎ ﻣِﻦْ ﺃَﻫْﻞِ ﺍﻟﻌِﻠْﻢِ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻓَﺴَّﺮُﻭﺍ ﺍﻟﻘُﺮْﺁﻥَ،
ﻓَﻠَﻴْﺲَ ﺍﻟﻈَّﻦُّ ﺑِﻬِﻢْ ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟﻘُﺮْﺁﻥِ ﺃَﻭْ ﻓَﺴَّﺮُﻭﻩُ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ ﺃَﻭْ ﻣِﻦْ ﻗِﺒَﻞِ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ .
ﻭَﻗَﺪْ ﺭُﻭِﻱَ ﻋَﻨْﻬُﻢْ ﻣَﺎ ﻳَﺪُﻝُّ ﻋَﻠَﻰ ﻣَﺎ ﻗُﻠْﻨَﺎ، ﺃَﻧَّﻬُﻢْ ﻟَﻢْ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﻗِﺒَﻞِ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻋِﻠْﻢٍ . ﺍﻫـ
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺒﺎﺭ ﻣﻔﺴﺮﻱ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ، ﻣﺎ ﺗﻜﻠﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺮﺃﻳﻬﻢ
ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺘﺠﺎﺳﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻌﺪﻫﻢ .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ] 689 [ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ، ﻋﻦ
ﺃﻳﻮﺏ ، ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻠﻴﻜﺔ ، ﻗﺎﻝ : ﺳﺄﻝ ﺭﺟﻞ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻋﻦ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺃﻟﻒ
ﺳﻨﺔ ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻓﻤﺎ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺧﻤﺴﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ؟
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ : ﺇﻧﻤﺎ ﺳﺄﻟﺘﻚ ﻟﺘﺤﺪﺛﻨﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ﻫﻤﺎ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﺫﻛﺮﻫﻤﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ، ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻬﻤﺎ .
ﻓﻜﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ . ﺍﻫـ
ﺃﻗﻮﻝ : ﻓﺄﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ؟
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺑﻦ ﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ] 690 [ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺟﻌﻔﺮ ، ﻋﻦ ﺷﻌﺒﺔ ، ﻋﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﻣﺮﺓ ، ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺟﻞ ﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ﺃﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ
ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺣﻴﻦ ﺳﺌﻞ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻣﻠﻜﺖ ﺃﻳﻤﺎﻧﻜﻢ
ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ،
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ . ﺍﻫـ
ﺃﻗﻮﻝ : ﻓﺄﻳﻦ ﻣﻦ ﻳﻨﺴﺐ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ، ﻭﺃﻧﻪ
ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻒ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻐﻴﺮﻩ ؟
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﻗﻮﻟﻪ ﺑﺄﻥ ﺇﻏﻼﻕ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﺃﻱ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺷﺘﺮﻁ ﻭﺟﻮﺩ
ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻓﻴﻪ ﺗﻬﻮﻳﻞٌ ﻭﺍﺿﺢ ﻓﺄﻳﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻧﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ
ﺗﻔﺴﻴﺮﺍً ﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺗﺎﺑﻌﻲ ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻪ ] ﻣﻦ ﺳﻠﻔﻚ[ ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻟﺔ
ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﺑﺎﻷﺳﺎﻧﻴﺪ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻭﻋﺎﻣﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺴﺘﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺘﺐ
ﺗﻔﺴﻴﺮ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ] 153 [ :ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺑﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﻗﺎﻝ :
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻄﺎﺀ ﺑﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺐ ، ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺴﻠﻤﻲ
ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻗﻮﻡ ﺃﺧﺒﺮﻭﻧﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﻠﻤﻮﺍ ﻋﺸﺮ ﺁﻳﺎﺕ ﻟﻢ
ﻳﺠﺎﻭﺯﻭﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﺍﻷﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻮﺍ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻗﺎﻝ : ﻓﺘﻌﻠﻤﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺮﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻌﺪﻧﺎ ﻗﻮﻡ ﻳﺸﺮﺑﻮﻧﻪ ﺷﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻻ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﺍ ،
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺑﻴﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺣﻨﻜﻪ . ﺍﻫـ
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺴﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ، ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻣﺎ
ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ] 5002 [ : ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻋُﻤَﺮُ ﺑْﻦُ ﺣَﻔْﺺٍ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ
ﺃَﺑِﻲ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﺍﻟْﺄَﻋْﻤَﺶُ ﺣَﺪَّﺛَﻨَﺎ ﻣُﺴْﻠِﻢٌ ﻋَﻦْ ﻣَﺴْﺮُﻭﻕٍ ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﻝَ ﻋَﺒْﺪُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋَﻨْﻪُ :
ﻭَﺍﻟﻠَّﻪِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻟَﺎ ﺇِﻟَﻪَ ﻏَﻴْﺮُﻩُ ﻣَﺎ ﺃُﻧْﺰِﻟَﺖْ ﺳُﻮﺭَﺓٌ ﻣِﻦْ ﻛِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻧَﺎ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺃَﻳْﻦَ ﺃُﻧْﺰِﻟَﺖْ ﻭَﻟَﺎ
ﺃُﻧْﺰِﻟَﺖْ ﺁﻳَﺔٌ ﻣِﻦْ ﻛِﺘَﺎﺏِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻧَﺎ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﻓِﻴﻢَ ﺃُﻧْﺰِﻟَﺖْ ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻋْﻠَﻢُ ﺃَﺣَﺪًﺍ ﺃَﻋْﻠَﻢَ ﻣِﻨِّﻲ ﺑِﻜِﺘَﺎﺏِ
ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺗُﺒَﻠِّﻐُﻪُ ﺍﻟْﺈِﺑِﻞُ ﻟَﺮَﻛِﺒْﺖُ ﺇِﻟَﻴْﻪِ . ﺍﻫـ
ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺣﺎﺯ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ؟
ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺧﺬﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻣﺒﺜﻮﺛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻭﻱ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻦ
ﻛﻌﺐ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺼﺮﺣﻮﺍ ﺑﺮﻓﻌﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ
ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ ﺗﻼﻣﻴﺬ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺗﻼﻣﻴﺬ ﺗﻼﻣﻴﺬﻫﻢ ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺪﻡ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﻋﻴﺎﻧﻬﻢ
ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻔﺴﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﻟﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻻ ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﻣﺴﻲ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ
ﻳﺠﻮﺯ ﺍﻹﺣﺪﺍﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻓﻴﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺇﻟﺰﺍﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ) ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ .(
ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ : ﺇﻳﺮﺍﺩﻩ ﻟﻘﻮﻝ ﻋﻠﻲ ] ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﻓَﻠَﻖَ ﺍﻟْﺤَﺒَّﺔَ ﻭَﺑَﺮَﺃَ ﺍﻟﻨَّﺴَﻤَﺔَ ﻣَﺎ ﺃَﻋْﻠَﻤُﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﻓَﻬْﻤًﺎ
ﻳُﻌْﻄِﻴﻪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺭَﺟُﻠًﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻘُﺮْﺁﻥِ [ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻓﻜﻴﻒ ﻃﺒﻖ ﻋﻠﻲ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﻼﻡ ؟
ﻫﻞ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻳﺘﻮﺳﻌﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻹﺷﺎﺭﻱ ، ﻭﺗﻨﺎﺳﺐ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻮﺭ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺇﺫﺍ ﻗﻠﻨﺎ ﺑﺠﻮﺍﺯﻫﺎ ، ﻓﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺣﺪ ﻳﺸﻐﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺄﺛﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻮﻯ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، ﻭﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻔﻬﻢ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎﺗﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ، ﻭﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻬﻢ ﺳﻨﺔ ﻣﺘﺒﻮﻋﺔ ، ﻭﻫﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻟﻪ
ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﻓﻊ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﻘﺎﺱ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻫﻢ.
ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ .