ابتليت بجارة وهي حماتي، وتظن أنه لا يوجد أتقى منها! لكنها تؤذيني منذ أكثر من أربع سنوات بلسانها، وتفسد عليّ زوجي، وهي أساس كل المشاكل بيننا. فماذا يقول الشرع في هذه المرأة؛ حيث إنني لا آمن شرها أبدا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد صح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ فُلَانَةً يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا! قَالَ: «هِيَ فِي النَّارِ». قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةً يُذْكَرُ مِن قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تؤذي جِيرَانَهَا. قَالَ: «هِيَ فِي الْجَنَّةِ». رواه الإمام أحمد، والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
فهذا فيه وعيدٌ شديدٌ لمن لم يأمن جارُه بوائقه؛ أي: شره، وإن كان في حقيقة الأمر من العبادةِ بمكان، ولذلك جاء في الحديث: «لا يَدخُلُ الجنَّةَ مَن لا يَأمَنُ جارُهُ بوائِقَهُ». رواه مسلم، وغيره.
ولا يمكن أن يكون الواحدُ تقيًّا وهو يؤذي جيرانه، ويسعى بينهم بالفساد، فإن ذلك والتقوى لا يجتمعان، وقد روى الحاكم، وغيره من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ اللَّهَ قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَخْلَاقَكُمْ كَمَا قَسَمَ بَيْنَكُمْ أَرْزَاقَكُم،ْ وَإِنَّ اللَّهَ يُعْطِي الْمَالَ مَنْ يُحِبُّ وَمَنْ لَا يُحِبُّ، وَلَا يُعْطِي الْإِيمَانَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ؛ فَمَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْإِيمَانَ فَقَدْ أَحَبَّهُ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يُسْلِمَ قَلْبُهُ، وَلَا يُسْلِمُ عَبْدٌ حَتَّى يَأْمَنَ جَارُهُ بَوَائِقَهُ». وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
شرح الله صدوركما، وأصلح بينكما، وقرب قلوبكما، وجمعكما في نعيمَي الدنيا والآخرة.
والله أعلم.
المصدر
اسلام ويب
تقيمي لك
مرحبا بك نورت القسم
اللهم اجعلنا من الصابرين على من اذونا
بارك الله فيك .