يعاني الكثير من الأطفال من زيادة مفرطة في الوزن؛ وذلك بسبب سوء النظام الغذائي، وتناول البرغر والبطاطس بدلاً من الخضار والفواكه. هذا بالإضافة إلى قلة الحركة والجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفاز. وهو ما قد يجعل الطفل يتحول من حالة زيادة طفيفة في الوزن إلى السمنة بأعراض مرضية ونفسية خطيرة.
أظهرت دراسة أن انتشار شركات صناعة الأغذية في الدول الأكثر نموا، قد يساهم بقوة في الإصابة بالبدانة والأمراض المزمنة في هذه الدول. وبحسب الدراسة التي أعدها باحثون من بريطانيا والهند وأمريكا، فإن استهلاك المشروبات المنعشة المحلاة والسلع الغذائية المحولة يزداد بشكل هائل في مثل هذه البلدان؛ مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والدورة الدموية أو السكر من النوع الثاني.
فوجدوا أن استهلاك السلع المحولة والمشروبات المنعشة ارتفع في الدول النامية والدول الناشئة بسرعة أكبر، مما كان عليه الحال في الدول الصناعية من قبل.
ويرتبط وزن الجسم الزائد بالعديد من الأمراض، خاصةً منها: أمراض القلب والسكري، وصعوبة التنفس أثناء النوم، بالإضافة إلى أنواع معينة من السرطان، وغيرها من الأمراض الخطيرة والقاتلة. ويحتوي لتر واحد من مشروب الكولا على 100.6 غرام سكر، وقس على ذلك باقي المشروبات المرطبة حلوة المذاق.
وعندها يجب طرح العديد من الأسئلة حول الأسباب، وما هو الطريق من أجل الخروج من هذه الدوامة: كيف هي حياة الأطفال اليومية؟ هل يتناولون وجبات صلبة؟ هل يتم ترك الطفل لفترات طويلة في اليوم لوحده؟ كلها أسئلة يطرحها أيضا الكثير من المعالجين والأخصائيين في مجال التغذية. حيث إن دور الآباء مهم جدا. الآباء هم الذين يقررون ما نوع الأغذية الموجودة في المنزل، وهم أيضا مسؤولون عن تحديد القواعد التي يجب على الأطفال اتباعها، ولكن في بعض الأحيان يتناول بعض الأطفال الأطعمة الزائدة لأسباب نفسية.
تعريف السمنة:
تُعَرَّف السمنة بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم، إلى درجةٍ تتسبب معها في وقوع آثار سلبيةٍ على الصحة. و يتم تحديد حدة السمنة من خلال قسمة كتلة الفرد على مربع طوله، أو ما يعرف بمؤشر كتلة الجسم.
(BMI)(Bodymassindex)، وهو مقياس يقابل الوزن بالطول. الأفراد الذين يعانون من فرط الوزن أو مرحلة ما قبل السمنة لهم مؤشر كتلة جسم ما بين 25 كجم/م2
و30 كجم/م2، ويحدد الأفراد الذين يعانون السمنة من الدرجة الأولى بأنهم أصحاب مؤشر كتلة الجسم الأكثر من 30 كجم/م2. مؤشر كتلة جسم ما بين 35 و 40 يشير إلى سمنة من الدرجة الثانية أو سمنة مفرطة. أما الدرجة الثالثة من السمنة فتحدد مابين 40و45 وهي سمنة مرضية. وكل ما فوق 50 يعتبر سمنة رهيبة.
أسباب السمنة:
• ذكر الباحثون الأغذية المحوّلة والمشروبات المنعشة والوجبات السريعة أحد أسباب السمنة؛ بسبب احتوائها على نسبة عالية من السكر والملح أو الدهون، كأهم عوامل الخطر على الصحة في هذه البلدان. وكان العلماء يعتقدون منذ وقت طويل أن تزايد استهلاك مثل هذه المنتجات في الدول النامية والدول الناشئة يرتبط بالدرجة الأولى بتزايد مستوى الرفاهية.
• إن السبب في ذلك لا يكمن في تزايد متوسط الدخل في هذه البلدان، بقدر ما يكمن في انتشار شركات صناعة الأغذية العالمية بهذه الدول بقوة، مثل: شركة نستله، وكرافت، وبيبسي، والتي أصبحت ذات وجود قوي في الكثير من الدول الناشئة. وهذا أدى على إلى تزايد استهلاك المشروبات السكرية المنعشة، مثل: كوكا كولا بشكل هائل في الهند، تليها مصر، والصين، وتونس، والكاميرون، والمغرب، بفعل تحرير الاقتصاد، واتفاقيات التجارة الحرة كأحد العوامل الرئيسة وراء هذا التزايد في الاستهلاك.
• النظام الغذائي غير السليم ليس هو السبب الوحيد في تزايد الوزن، فالعامل الوراثي له دور مهم أيضا. بالإضافة إلى ذلك فإن مكان العيش ونوعية العمل ومستوى التعليم والانتماء الاجتماعي لها أيضا تأثير على نمط الحياة، وبالتالي على زيادة الوزن. فالكثير من الأبحاث أثبتت على أن الأشخاص ذوي التعليم العالي والدخل المرتفع غالبا ما تكون لهم أنماط عيش صحية ويحرصون أكثر على تناول أغذية صحية ومتوازنة.
علاج السمنة:
– ممارسة الرياضة، والغذاء المتوازن، والابتعاد عن الأغذية مرتفعة السعرات الحرارية، والمشروبات المحلاة واستبدالها بالعصيرات الطازجة والخضار والفواكه، مع الانتظام في مواعيد النوم، بحيث لا تقل ساعة النوم في اليوم عن 8 ساعات.
– ومن أجل محاربة السمنة والوقاية منها، قامت الدنمارك كأول دولة في العالم في أكتوبر من العام الماضي بفرض ضريبة إضافية على الدهون، وذلك على كل الأغذية التي تحوي أكثر من 2,3 من نسبة الدهون، وهي تشمل جميع أنواع الأغذية بما فيها الزبدة والحليب واللحوم والبيتزا والأطعمة الجاهزة. وكل كيلوغرام زائد من الدهون يكلف المنتجين قرابة 2,15 يورو، كل هذا بهدف إبعاد الدنماركيين عن الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية والغنية بالدهون، من أجل منع الإصابة بالسمنة و الأمراض التي تسببها.
– وفي بعض الأحيان أجراء عملية تدبيس المعدة لإنقاص الوزن الزائد.
وأما عندما يكون الوزن مفرطا بشكل كبير، فالسبيل الوحيد يبقى هو إجراء عملية جراحية يتم من خلالها في غالب الأحيان تصغير فم المعدة أو ما يعرف أيضا بـ"تدبيس المعدة". فبعدها تنقص حاجة الشخص من الطعام، وتتراجع شهيته أيضا بعد عملية من هذا النوع يتمكن المريض من تخفيض وزنه الزائد بنسبة 50%.
ومعظم مرضى السمنة المفرطة لا يعانون فقط من وزنهم، ولكن أيضا من التمييز والإهانة الذي يواجهونها كل يوم – وخاصة في الأماكن العامة( الأسواق – الحافلات العامة – المدارس) وبعض مرضى السمنة لا يجرؤون حتى الخروج إلى الشارع.
ويعانى مريض السمنة أيضا من الأمراض النفسية. وهذا ما يجعل علاج السمنة يحتاج إلى تدخل ومشاركة متخصصين من تخصصات مختلفة كمستشارين، وأخصائيي التغذية، وعلماء النفس، والمشرفين الاجتماعيين، والتحول من السمنة إلى وزن عادي ليس بالطريق السهل ويحتاج إلى عزيمة وإرادة قوية.
موضوع مفيد و مميز
أكيد سيفيد جل الأمهات
بارك الله فيك على الطرح
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك اختي