يا منحة الخالق في هذا الوجود.. إليك يا شامخة الهامة.. يا سامقة القامة.. يا وردة وشامة.. يا درة في الدنيا.. هل عرفت مكانتك تحت الشمس؟ هل تعلمين أهميتك في المجتمعات؟ أنت نصف المجتمع… لا بل أنت أساس المجتمع , فأنت الأم والأخت والزوجة والابنة ، وأنت المبدعة والمنتجة ، والمفكرة والرائدة ، فأنت لنا بكل الاتجاهات… ولأن لك هذه المكانة العظيمة أحب أن أرسل لك هذه الرسالة، نتذكر معاً دورك الرائد في المجتمع، وتوجيهات الخالق سبحانه لك، ومنهج المصطفى الحبيب (صلى الله عليه وسلم) لك…ألا ترين أن الله تبارك وتعالى قد أفرد سورة كاملة من الطوال باسم (النساء)!، وكم أوصى سيدنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم) بحواء …(استوصوا بالنساء خيراً، والنساء شقائق الرجال، وخيركم خيركم لأهله…). إنه الحرص الكبير عليك، يا كريمة الخصال… يا حفيدة خير الرجال… ونظراً لأهميتك، ومكانتك، وحرصاً عليك وحباً في أن تكوني بأحسن حال في الدنيا ولآخرة، فإليك بعض الكلمات من سويداء الفؤاد، لتتعرفي على طريقك الذي يمنحك السعادة في الدنيا والآخرة… أنت مؤمنة برب واحد لا إله إلا هو ، إله عظيم رحيم ودود ، خلقنا فأحبنا وأنعم علينا من فضله، وأرسل لنا خير رسله، وحبانا بأعظم كتبه، فافتخري بانتسابك لدين الإسلام العظيم، فعزك وسؤددك فيه، تمسكي به ، والتزمي به…تعيشين بخير وتنعمين بالسعد…تعلمي كيف تحبين الله، وكيف تحبين رسول الله(صلى الله عليه وسلم) تعلمي أحكام الدين، التي تحفظ عليك قربك من الله، وتمدك بالاستقامة في هذه الدنيا… ومن الوسائل التي أراد الله تعالى أن يعطيك بها طهارة الباطن والظاهر، رمز عزتك وشموخك…حجابك الجميل… فمن آمنت بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد(صلى الله عليه وسلم)نبيا ًورسولاً ترى كل من أوامر الله تعالى تحبباً لها، وتقريباً لها، وصوناً وكرامة لها…وتسمع كلام الله يدعوها لمحبته بطاعة نبيه…(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) (آل عمران31). فهلمي لمحبة الله تعالى، واسمعي كيف ترضينه وتتقربين منه، فيقربك، ويمدك بالخير والفضل منه، ثم يكون مصيرك إلى جنات عاليات، في مقعد صدق عند مليك مقتدر… فهو القائل في الحديث القدسي (وما تقرب إلي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي حتى إحبه، فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن استعاذني لأعيذنه، ولئن سألني لأعطينه…).يا الله ما أجمل القرب من الله، وما أعظم اتباع حبيبه ومولاه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)… حجابك الصحيح هو الذي أمرك الله به، حجاب ساتر لكل الجسد، حجاب فضفاض لا يصف لا يشف، ولا يلفت إليك النظر، يا جوهرة غالية، لا نقبل أن تكوني سلعة وضيعة لكل رخيص، ولا نقبل أن تكوني لحماً رخيصاً لكل لصيص، فعليك بستر الشعر كاملاً، وأن تنزلي جلبابك من فوق رأسك ليغطي كتفيك، وينزل إلى الأسفل، فهو الحجاب الذي أوصى به قدوتنا رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، وأن ينزل الجلباب قريباً من الأرض… فأنت الملكة التي نريد الحفاظ عليها… ولا تخدعي نفسك بحجاب متبرج ، قطعة قماش فوق الرأس…ثم تبرج عجيب!! بنطال، ومكياج، ولباس ضيق، وحواجب مرسومة، وضحك مع الرجال، واختلاط وسوء فعال..!! ليس هذا بحجاب، بل هو إسغاءة للحجاب، وتلك التي تلبس اللباس الشرعي، ثم لا تلتزم بأخلاق المؤمنة، فتشوه سمعة الحجاب، فماذا ينتظرها عند الله من العقاب… وإياك أن يخدعك الشيطان وأعوانه، بأنك إن لم تتزيني وتتبرجي هكذا سيفوتك قطار الزواج، فهذا والله تمام الكذب والغواية، فإن أقدرانا وأرزاقنا بيد الله الملك القدوس، فمتى ما شاء الله تعالى، يأتيك النصيب اينما كنت، وعندما يشاء الله ترزقين بالزوج الذي تتمنين… إذا صنت نفسك، واتقيت ربك، وحفظت على عفافك، أسرت القلوب والعقول، وأصبحت مهوى الأفئدة…وفزت برضا ربك جل وعلا… صوني جمالك عن عيون العابثين، فلا تلطخي وجهك النضر بألوان المهرجين… احفظي وجهك الذي ستقابلين به ربك، احفظيه كما أمرت، فلا تنمصي(لا تنتفي حواجبك) ولا تغري شفاهك (لا تنفخيها ولا ترسميها)…أنت جميلة كما أنت… أنت حورية بما أنت عليه… وإن تحركت نفسك بدوافع الأنوثة للتزين، فليكن بين قريناتك، وليكن لممن اخترته واختارك… لا تصرفي جهد التزين للعابثين، ولا تكوني سلعة رخيصة للذئاب الماكرين… جمالك في أنوثتك البريئة، جمالك في عفتك العزيزة، جمالك في حياتك وطهرك وسترك، جمالك في هدوء محير، جمالك في أدب وخلق… لا تنخدعي بزيف الدنيا…(اعلموا أنما الحياة لعب ولهو وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد…) (الحديد20)،تعلقي بالآخرة، واعملي لها، فنحن في مركب الدنيا نوشك أن نغادر وننزل، فهل أعددت اللقاء الله عدة؟ وهل تهيأت للعرض الأكبر؟ كيف هي صلاتك؟ كيف هو صيامك؟ كيف أنت في الذكر وقراءة القرآن؟ كيف أنت في الحب والشوق للرحمن؟ كيف أنت في البراء من الكفر والشرك والفسق وأولياء الشيطان؟ أنت أنت… سيدة الموقف ، أنت أنت… صاحبة القرار… فاستعدي ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم… قلب سليم من الشرك والشك، قلب سليم من الهوى وحب الدنيا، قلب سليم من حب الكافرين، فلا تتشبهي بهم، ولا تحبي أفعالهم… أنت حفيدة الخالدين والخالدات… أنت سليلة العظماء والعظيمات، أنت امتداد لنور سطع في الدنيا، وما زال بريقه ينير على البشرية، فاهتدي بهذا النور، واسترشدي بضيائه فثم الجنة .
ونفع بك…وأثابك على ماقدمتي…
دمتي بود…
بميزان حسناتك يااااااارب
تحياتي الك