ثم كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستعيذ بالله تعالى ؛ فيقول :
" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ؛ من هَمْزِه ، ونَفْخِه ، ونَفْثِه " .
وكان – أحياناً – يزيد فيه فيقول :
" أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان … " ثم يقرأ : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ولا يجهر بها
القراءةُ آيةً آيةً
ثم يقرأ { الفَاتِحَة } ، ويُقطعها آية آية : { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ،
[ ثم يقف ، ثم يقول : ] { الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ } ، [ ثم يقف ، ثم يقول : ]
{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ، [ ثم يقف ، ثم يقول : ] { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } ، وهكذا
إلى آخر السورة . وكذلك كانت قراءته كلها ؛ يقف على رؤوس الآي ،
ولا يَصِلُها بما بعدها .
وكان تارة يقرؤها : { مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ } .
وتارة : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
رُكنيةُ { الفَاتِحَة } وفضائلُها
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَظّم من شأن هذه السورة ؛ فكان يقول :
" لا صلاة لمن لم يقرأ [ فيها ] بـ : { فاتحة الكتاب } [ فصاعداً ] " . وفي لفظ :
" لا تجزئ صلاة لا يقرأ الرجل فيها بـ : { فاتحة الكتاب } . وتارة
يقول :
" من صلى صلاة لم يقرأ فيها بـ : { فاتحة الكتاب } ؛ فهي خِداج ، هي
خِداج ، هي خِداج غير تمام "
ويقول:
"قال الله تبارك وتعالى:قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين :فنصفها لي ونصفها لعبدي ،ولعبدي ما سأل"،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"اقرؤوا:يقول العبد(الحمد لله رب العالمين) ،يقول الله تعالى:حمدني عبدي، ويقول العبد(الرحمن الرحيم)،يقول الله :أثنى علي عبدي ويقول العبد:( مالك يوم الدين)،يقول الله تعالى :مجدني عبدي ،يقول العبد:(إياك نعبد وإياك نستعين)،(قال):فهذه بيني وبين عبدي،ولعبدي ما سأل. يقول العبد : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ
المُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } ؛
[ قال ] : فهؤلاء لعبدي ، ولعبدي ما سأل
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول :
" ما أنزل الله عز وجل في التوراة ، ولا في الإنجيل مثل { أم القرآن } ؛
وهي السبع المثاني [ والقرآن العظيم الذي أوتيته ] _ وأمر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (المسيء صلاته) أن يقرأ بها في صلاته ، وقال لمن لم يستطع
حفظها :
" قل : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول
ولا قوة إلا بالله " . وقال لـ (المسيء صلاته) : " فإن كان معك قرآن ؛ فاقرأ
به ، وإلا ؛ فاحمد الله ، وكبِّره ، وهلله " .
نَسْخُ القراءة ِوراءَ الإمام في الجهرية
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد أجاز للمؤتمين أن يقرؤوا بها وراء الإمام في الصلاة
الجهرية ؛ حيث كان في صلاة الفجر ، فقرأ ، فثقلت عليه القراءة ، فلما
فرغ ؛ قال :
" لعلكم تقرؤون خلف إمامكم ؟ " . قلنا : نعم ؛ هذّاً يا رسول الله ! قال :
" لا تفعلوا ؛ إلا [ أن يقرأ أحدكم ] بـ : { فاتحة الكتاب } ؛ فإنه لا صلاة
لمن لم يقرأ بها " .
ثم نهاهم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن القراءة كلها في الجهرية ، وذلك حينما " انصرف من
صلاةٍ جهرَ فيها بالقراءة (وفي رواية : أنها صلاة الصبح) ، فقال :
" هل قرأ معي منكم أحد آنفاً ؟! " .
فقال رجل : نعم ؛ أنا يا رسول الله ! فقال :
" إني أقول : ما لي أُنازَع ؟! " .
[ قال أبو هريرة : ] فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما جهر
فيه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، [ وقرؤوا
في أنفسهم سرّاً فيما لا يجهر فيه الإمام.
وجعل الإنصات لقراءة الإمام من تمام الائتمام به ؛ فقال :
" إنما جعل الإمام ليؤتم به ، فإذا كبر ؛ فكبروا ، وإذا قرأ ؛ فأنصتوا
كما جعل الاستماع له مُغْنِيَاً عن القراءة وراءه ؛ فقال :
" من كان له إمام ؛ فقراءة الإمام له قراءة " ، هذا في الجهرية