ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ : ﺷﺮﺡ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ – ﺍﻟﺪﺭﺱ 02 | ﻟﻠﺸﻴﺦ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ
**ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺎﻗﺒﺘﻚ ﻭﺩﻓﻊ ﻋﻨﻚ ﻛﻞ ﻣﻜﺮﻭﻩ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ " ﻳﺴﻨﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﺮﻭﺍﻳﺔ؛ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﻄﺎﺀ؛ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ
ﻣﺠﺎﻫﺪ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﻌﻲ، ﻭﺇﻥ ﻋﻼ ﻓﺈﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻭﺇﻥ ﻋﻼ ﻭﻋﻼ ﻓﺈﻟﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺎ
ﻧﺴﻤﻊ ﻭﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍ ﻟﺬﻳﻦ ﻣﻀﻮﺍ ﴿ ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻫَﺪَﻯ
ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺒِﻬُﺪَﺍﻫُﻢُ ﺍﻗْﺘَﺪِﻩِ ﴾ ] ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ [90: " ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻨﺎ ﻓﻠﻴﺴﺘﻦ ﺑﻤﻦ ﻗﺪ ﻣﺎﺕ ﻓﺈﻥ
ﺍﻟﺤﻲ ﻻ ﺗﺆﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ " ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻳﺮﺟﻊ ﻋﻨﻪ ﻏﺪًﺍ؛ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻭﻏﺪًﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ؛ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻨﺼﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ، ﻭﻏﺪﺍ ﻳُﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ –
ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ –
"ﻭﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ " ﻳﻌﻨﻲ : ﻣﻤﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮﻧﺎ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﻢ – ﺗﺒﺎﺭﻙ
ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ – ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ
" ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺨﻮﺽ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺰﻳﻎ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ
ﻭﺍﻻﻧﺘﻬﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰَّ ﻭﺟﻞ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﺫﻟﻚ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﻛﻞ
ﻣﺤﺪﺙٍ ﻣﻦ ﻭﺿﻊ ﻛﺘﺎﺏٍ – ﻫﺬﺍ ﺑﺎﺏ- ﺃﻭ ﺟﻠﻮﺱ ﻣﻊ ﻣﺒﺘﺪﻉٍ – ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ- ﻟﻴُﻮﺭﺩ
ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﻠﺒﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻪ، ﻓﺎﻟﺴﻼﻣﺔ – ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ- ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﻣﺠﺎﻟﺴﺘﻬﻢ
ﻭﺍﻟﺨﻮﺽ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﺪﻋﺘﻬﻢ ﻭﺿﻼﻟﺘﻬﻢ؛ ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺟﻞٌ ﻭﻟﻴﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻧﻔﻌﻪ ﻏﺪًﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻳُﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ؛ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺪﺛﻮﺍ ﺃﻣﺮًﺍ " ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ
ﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ] ﺣﻜﻢ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻗﻮﻝٍ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔٍ ﺇﺫﺍ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻴﻬﺎ [
ﻗﺎﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ " ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺟﻞٌ ﻭﻟﻴﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﻔﻌﻪ ﻏﺪًﺍ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ
ﻳُﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ " ﻷﻧﻨﺎ ﻗﺪ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﻟﻬﻮﻻﺀ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﻣﻤﺤﻘﺔ
ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻭﻣﺒﻄﻠﺔ ﻟﻠﻌﻤﻞ؛ ﻣﻤﺤﻘﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ، ﻣﺎﺣﻘﺔ ﻟﻸﻋﻤﺎﻝ؛ ﻳﺸﺘﻐﻞ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﻻ ﺗﺮﺍﻩ
ﻋﺎﻣﻠًﺎ؛ ﻓﺎﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﻆ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻫﺎ
ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﺮﺑﻬﺎ؛ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﻓﻠﻴﺘﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺟﻞٌ ﻭﻟﻴﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ
ﻧﻔﻌﻪ ﻏﺪًﺍ – ﻳﻌﻨﻲ: ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ – ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻳُﻘﺪﻣﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ؛ ﻭﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺪﺙ
ﺃﻣﺮًﺍ؛ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻮ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻪ؛ ﻓﻴﺤﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﻓﻴﻪ "
ﻳﻌﻨﻲ: ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﺮﺟﻠﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺒَّﺎ ﺑﺤﻀﺮﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﺠﻌﻞ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻐﻀﺐ ﻋﻀﺒًﺎ ﺷﺪﻳﺪًﺍ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺘﻔﺨﺖ ﺃﻭﺩﺍﺟﻪ
ﻭﺍﺣﻤﺮﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ؛ ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﺄَﻋْﻠَﻢُ ﻛَﻠِﻤَﺔً ﻟَﻮْ ﻗَﺎﻟَﻬَﺎ ﺫَﻫَﺐَ
ﻋَﻨْﻪُ ﻣَﺎ ﻳَﺠِﺪُ ﻟَﻮْ ، ﻗَﺎﻝَ : ﺃَﻋُﻮﺫُ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥِﺍﻟﺮَّﺟِﻴﻢِ " ﻓﺬﻫﺐ ﻣﻌﺎﺫ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻨﻪ – ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﺄﻣﺮﻩ ﺑﻬﺎ ﻓﺄﺑﻰ ﻭﻣﺤﻚ ﻭﻗﺎﻝ : ﺃَﻣَﺠْﻨُﻮﻧًﺎ ﺗَﺮَﺍﻧِﻲ ؟((
ﻣﺤﻚ : ﻳﻌﻨﻲ ﺧﺎﺻﻢ ﻭﺟﺎﺩﻝ؛ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ .
ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﻣﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻭﺣﻤﻞ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺎﺣﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﻖٍ
ﺃﻭ ﺑﺒﺎﻃﻞ؛ ﻟﻤﺎ ﺗﺮﻙ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺼﺮ ﻟﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺒﺪﻋﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ،
ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺠﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺳﺒﺒﻪ ﻣﺠﺎﻟﺴﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ؛ ﻓﻌﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺎﺋﻔًﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺒﺘﻌﺪًﺍ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻷﻫﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﺃﻻ ﻳُﺴﻠﻢ
ﺳﻤﻌﻪ ﻟﻬﻢ؛ ﻓﻜﻢ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﻤﻦ ﻗﻴﻞ ﻋﻨﻪ ﺇﻧﻪ ﻗﻮﻱ ﻣﺘﻤﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ
ﺣﺮﻓﻮﻩ؛ ﻟﻤﺎ ﻓﺘﺢ ﻟﻬﻢ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﻳﻔﻴﺪﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﻓﻮﻩ؛ ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺢ ﻓﻲ ﺿﻔﺘﻬﻢ ﻓﻲ
ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻳُﺪﺍﻓﻊ ﻋﻨﻬﻢ .
ﺃﻭﻟًﺎ :ﺑﺪﺃ ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﻬﻢ، ﻳُﺸﻜﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻨﻬﻢ؛ ﻣﻦ ﻧﻘﻞ ﻫﺬﺍ؟! ﻫﺆﻻﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﻘﻠﻮﻥ ﻣﻦﻫﻢ؟! ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﻟﻜﻢ؛ ﻫﻞ ﻳﺜﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﻋﻨﻬﻢ، ﺍﻟﺘﺜﺒﺖ؛ ﺍﻳﺘﻮﻧﻲ ﺑﻪ؛
ﻟﻌﻠﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻛﺬﺍ. ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﺼﺒﺤﻮﻥ ﻫﻢﺃﺻﺤﺎﺑﻪ؛ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻋﺪﺍﺀﻩ
ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﺼﺎﺭ ﻭﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ؛ ﻓﻤﻦ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﺃﺑﻮ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻫﻢ ﻋﻠﻲ ﺣﺴﻦ؛ ﻓﻤﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﻋﻠﻲ
ﺣﺴﻦ؛ ﻓﺄﺻﺒﺤﻮﺍ ﻣﻊ ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻣﻊ ﺍﻟﺴﺮﻭﺭﻳﻦ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﻦ، ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﺐَّ
ﻭﺩﺏَّ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺎﻛﻠﺔ؛ ﺳﺒﺒﻪ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﻫﺆﻻﺀ؛ ﻭﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﺒﻄﻞ ﻳُﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﺒﻄﻞ؛
ﻣﻌﻮﺭ ﻋﻦ ﻣﻌﻮﺭ ﺇﻻ ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ – ﻧﻌﻮﺫ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ- ﻛﻞ ﺫﻟﻚ
ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ ﺃﻧﺘﻢ ﺟﺎﻣﺪﻭﻥ ﻭﻣﺘﻘﻮﻗﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ؛ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺘﻘﻮﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ
ﺑﺴﻼﻣﺔ ﺩﻳﻨﻚ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻓﻬﺬﻩ ﻭﺻﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻟﻨﺎ؛ ﻭﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺣﺘﻰ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ
ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﻌﺎﻓﻘﺔ! ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺄﻗﻮﺍﻟﻬﻢ – ﻓﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺿﻲ ﻋﻨﻪ – ﻳﻘﻮﻝ : " ﻳﺤﻤﻠﻚ
ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺤﻚ ﻓﻴﻪ، ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻟﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﻖ ﺃﻭ ﺑﺒﺎﻃﻞ ﻟﻴﺰﻳﻦ ﺑﻪ ﺑﺪﻋﺘﻪ
ﻭﻣﺎ ﺃﺣﺪﺙ "
**ﻭﺃﺷﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻭﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻳﻀﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ؛
ﻓﺄﺧﺬﻩ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﻳﺰﻳﻦ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺤﻖ ﻭﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﻭﺇﻥ ﻭﺿﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﻏﻴﺮﻩ،
ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢ ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﺋﺢ ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻳﺶ … ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻩ ﻭﻫﻮ ﻛﻠﻪ
ﻧﺴﻒ ﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻴُﺰﻳﻦ ﺑﺎﻃﻠﻪ ﻭﻳﺬﺏ ﻋﻦ ﺑﺎﻃﻠﻪ؛ ﻓﺮﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﺭﺣﻢ
ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻘﺪﻣﻮﺍ
ميراث الانبياء