أن المعاصي الظاهرة التي سببها ضعف الإنسان وغفلته، سرعان ما يتوب منها، بخلاف المعاصي الباطنة، التي سببها فساد القلوب، وتمكن الشر منها، فقلما يتوب صاحبها منها، ويرجع عنها.
وهذا هو الفارق بين معصية آدم، ومعصية إبليس.
معصية آدم كانت معصية جارحة، حين أكل من الشجرة، ومعصية إبليس كانت معصية قلب، حين
أبى واستكبر، وكان من الكافرين.
معصية آدم كانت زلة عارضة، نتيجة النسيان وضعف الإرادة، أما معصية إبليس فكانت غائرة
متمكنة، ساكنة في أعماقه.
الكبائر القلبية
الكبر
وقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً} وقول الله تعالى: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى
الْمُتَكَبِّرِينَ}.
العجب
وقول الله تعالى:{وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}
روي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه
قال: "الهلاك في اثنتين: القنوط والعجب".
الرياء والسمعة
وقول الله تعالى:{فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}.
عن
جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمَّع سمَّع الله به،
ومن يرائي يرائي الله به" أخرجاه [أي: البخاري ومسلم].
قيل معنى: (من سمع سمع الله) به أي فضحه يوم القيامة.
الفرح على وجه البطر اي الفرح المذموم
وقول الله تعالى:{إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُوراً} ، وقوله:{إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ}، وقوله:{فَلَمَّا
نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ
مُبْلِسُونَ}.
الياس من روح الله والامن من مكر الله
وقول الله تعالى:{إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، وقوله:{فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ
الْخَاسِرُونَ}.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "أكبر الكبائر: الإشراك بالله، والأمن من مكر الله
والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله"
سوء الظن بالله
وقول الله تعالى:{يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} وقول الله تعالى:{وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ
بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ} ، وقوله:{الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}. روي من حديث ابن
عمر رضي الله عنهما: "أكبر الكبائر سوء الظن بالله" رواه ابن مردويه
ارادة العلو والفساد
وقول الله تعالى:{تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً}.
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه
ما يحب لنفسه"
الفحش
وقوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا} ، وقوله:{إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ
وَرَسُولِهِ} .
مودة اعداء الله
وقوله تعالى:{لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}
قسوة القلب
وقول الله تعالى:{فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، وقوله تعالى:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذكر
اللَّهِ}، وقوله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ}. عن ابن
عمرو مرفوعا: "ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم. ويل لأقماع القول، ويل للمصرين الذين
يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون" رواه أحمد.
اللهم طهر قلوبنا من كل مرض قلبى واملاء قلوبنا بحسن الظن بك.
منقول للفادة.
اللهم طهر قلوبنا من كل مرض قلبى واملاء قلوبنا بحسن الظن بك.
طرح قيم