ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله تعالى من
شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله
صلى الله عليه و سلم
؛أما بعد:
أختاه: أيتها الطاهرة النقية التي نبتت في حقل الإسلام و سقيت
بماء الوحي فكانت زهرة غالية يجب إن نحفظها ، بل و نحافظ
عليها في كل وقت و حين.
إنني أخاطب ضميرك الحي و فطرتك النقية فإقرئي تلك الكلمات
بعيني قلبك و تحرري من قيود النفس و الهوى و إجعلي تلك
اللحظات بمثابة وقفة مع النفس لعلك تكونين بعدها في الفردوس
الأعلى.
تالله يا أختاه إني لأرجو أن تكوني من أهل الجنة و اعلمي أن
طريق الجنة سهل ميسور ، ولكن مهرها غالي ثمنها بيديك
¤¤ألا و هو طاعتك لله جلا و علا¤¤
إعلمي أيتها الأخت الغالية أن الإسلام يهدف في المقام الأول إلى
إقامة مجتمع طاهر نظيف لا تثار فيه الشهوات و لا تسثار فيه
دوافع الرغبة في كل حين .
و لذا حرم اللإسلام التبرج و فرض الحجاب على كل مسلمة
تؤمن بالله عز و جل .
و الإسلام ما فرض هذه الضوابط على المرأة المسلمة في ملبسها
و زينتها إلا لصيانتها و حمايتها من عبث العابثين ، و مجون
الماجنين، و إلا لتكون المرأة المسلمة كالدرة المصونة ،
و كاللؤلؤة المكنونة التي لا تصل إليها الأيدي الآثمة.
لقد فرض الإسلام عليك الحجاب…لا لأنك شيء مستقذر يستر
، و لكن لأنك جوهرة يجب أن تصان عن الأعين ،فإنه كلما
ازدادت القيمة كلما ازدادت الحاجة لسترها و حفظها ، فكلما
إستترت المسلمة كلما زادت علاوة و قيمة.
و لذلك وصف الحور العين في الجنة بقوله :
﴿ حور مقصورات في الخيام ﴾
(72) /*آلرحمن*
و قال صلى الله عليه و سلم :" و لنصيفها على رأسها خير
من الدنيا و ما فيها"
رواه الترمذي بسند صحيح.
فوصف خمار الحور العين ، و ياله من شرف عظيم
أختاه ، و يحضرني الآن سؤل أهمس به إليك … هل تحبين الله
و رسوله صلى الله عليه و سلم؟!!!
إذًا فلماذا تخلفين أمر الله و تخافين من الحجاب و العفة؟!
إن جمالك مستور في الدنيا ، و في الآخرة يعطيك الله أضعاف
أضعاف جمالك في الدنيا ، في تلك الجنة التي ما لا عين رأت
و لا أذن سمعت و لا خطر على قلب بشر.
أختاه ، يا من تريدين التوبة و العودة الى الله تأملي
قول الله عز و جل
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم
(53)*الزمر*
……………..
من محاضرة الشيخ محمود المصري
ربنا يجعلنا ممن يستمعون القول فايتبعون احسنه