قد يظهر التلعثم عند الطفل بأكثر من شكل مثل أن يبدأ الطفل فى تكرار حروف معينة فى أول الكلمة، وأحيانا قد يتوقف الطفل تماما عن نطق حروف معينة. وعلى الأم أن تدرك أن التلعثم إذا بدا حادا عند طفلها فى أوقات، أو إذا استمر لأكثر من ستة أشهر، فإن هذا الأمر لا يعنى أن التلعثم سيستمر معه لفترات طويلة حتى وهو شخص بالغ، مع اعتبار أن معرفة الأم كيفية التعامل مع مشكلة التلعثم عند طفلها أمر شديد الإيجابية، وسيمكنه من مقاومة الأمر.
وهناك بعض العلامات أو الأعراض التى إذا ظهرت على الطفل قد تعنى أن التلعثم يمثل مشكلة للطفل مثل مواجهته لصعوبة فى استخدام تعبيرات وجهه أو ارتقاع نبرة صوته عند تكرار كلمات معينة. وفى حالات تلعثم أكثر شدة فقد يعانى الطفل من صعوبة عندما يبدأ فى الكلام. وقد يصل الأمر بالطفل إلى أن يبدأ فى محاولة تفادى الكلام فى كثير من المواقف. وقد اتفق الخبراء على وجود عدد من العوامل التى تمثل عناصر مهمة فى مشكلة التلعثم عند الطفل، ومن أهمها عامل الوراثة حيث عادة ما يكون الطفل المصاب بالتلعثم لديه شخص فى العائلة يعانى من التلعثم بنسبة 60 فى المائة، وقد يكون الطفل أيضا يعانى من تأخر فى النمو والتطور اللغوى. وعادة فإن التلعثم عند الطفل قد ينخفض بنسبة كبيرة عند دخول الطفل المدرسة والبدء فى التواصل مع الآخرين، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل قد يبدأ فى الشعور بالإحراج فى المدرسة بسبب مشكلة التلعثم تلك. إذا كان زملاء طفلكِ فى المدرسة يسخرون منه بسبب مشكلة التلعثم تلك، فعليكِ أن تتحدثى مع المعلمين فى المدرسة حتى يفكروا فى طريقة للتعامل مع هذا الأمر.
وهناك عدد من الأمور التى يمكن للأم أن تقوم بها لمساعدة طفلها الذى يعانى من التلعثم، فيمكنها مثلا ألا تفرض على الطفل أن يتحدث دائما بطريقة جادة وشديدة الدقة، بل عليها أن تجعل الأمر ممتعا بعض الشيء. يجب أن يكون وقت تناول الطعام عند العائلة وقتا مميزا يتحدثون فيه مع بعضهم البعض دون وجود التليفزيون أو أى عناصر أخرى. على الأم أن تحاول الابتعاد عن توجيه بعض التعليقات لطفلها مثل أن تقول له أن يأخذ نفسا عميقا عندما يبدأ فى الكلام أو أن يبطئ بعض الشيء لأن مثل تلك التعليقات قد تجعله غير مرتاح. لا تطلبى من طفلكِ إذا كان يتلعثم أن يقرأ أمام الآخرين بصوت عالٍ، ولا تقولى له أن يفكر قبل أن يبدأ فى الكلام. على الأم أن تحاول أيضا أن يكون جو المنزل هادئا.