نتساءل كيف كان حال الرسول مع زوجاته ، كيف كان يتعامل معهن ؟ كيف كان يعدل بينهن ؟
لقد حقق صلى الله عليه و سلم السعادة لكل منهن و ذلك لأنه عرف كيف يتعامل مع المرأة ،
و توغل في أعماق نفسها الرقيقة و أخذ يناجيها بدفء العاطفة ويعينها على العمل لدينها ودنياها .
وماذا عن زوجاته الكريمات …أمهاتنا المؤمنات …إذا فتحنا كتب السيرة
التي تتحدث عن زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم سوف نجد بأن أكثر تلك الكتب
قد وصفت زوجات الرسول بصفة مشتركة فيهن جميعا …الصوّامة القوّامة
إذن فهن كن يتمتعن بقرب شديد من الله و بمناجاته في الليل
و لذلك استحققن ذلك الشرف العظيم ..
استحققن أن يكن أمهات المؤمنين ، زوجات الحبيب المصطفى في الدنيا و الآخرة
أصلحن ما بينهن و بين الله فأصلح الله لهن أمر دنياهم و آخرتهم.
وماذا عنا نحن إخوتنا ؟؟؟
أعلم أن الكثير ممن يقرأ هذا الموضوع متزوج ، أو حتى إن كان غير متزوج
فهو يلحظ الحياة الزوجية بدقائقها من خلال والديه أو أصدقائه …
لم ندرت الحياة الزوجية في يومنا هذا ؟
هل العيب في زماننا ؟؟
لا ..بل العيب في أنفسنا -رجالا ونساء- و التي أفسدناها بالحضارية
ونسينا ديننا و حضارتنا الإسلامية ، وابتعدنا عن تعاليم رسولنا و حبيبنا
و ابتعدنا عن حب الله …وارتكبنا معاصيه جهرا وعلانية ،
و توارينا من الخلق عند فعل المعصية
و لم تطرف أعيننا أو قلوبنا لحظة لنظر الإله إلينا ..
إذن ماذا نفعل الآن و نحن نبغى عودة الحب في حياتنا الزوجية ؟؟؟
طريق واحد فقط…طريق الله ورسوله …عندها سوف ينعم كل زوج بزوجته
و يستشعرا معنى السعادة الزوجية التي أوجدها الله
تعالى و لكننا بجهلنا حدنا عنها و تركناها
التلطف و الدلال مع زوجاته
من صور الملاطفة و الدلال نداء الزوجة بأحب الأسماء إليها
أو بتصغير اسمها للتلميح أو ترخيمه يعني تسهيله و تليينه ،
فقد كان صلى الله عليه و سلم يقول ل(عائشة ):((يا عائش ،
هذا جبريل يقرئك السلام .فقلت : وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ، ترى ما لا أرى .تريد رسول الله صلى الله عليه و سلم ))
-الراوي : عائشة ، -خلاصة الدرجة : صحيح
-المحدث : مسلم ، المصدر : المسند الصحيح
الصفحة أو الرقم : 2447
– والحديث متفق عليه
وكان يقول لعائشة أيضا : يا حميراء ، و الحميراء تصغير حمراء ويراد بها البيضاء ،
إذا فقد كان صلى الله عليه و سلم يلاطف عائشة ، ويناديها بتلك الأسماء مصغرة مرخمة .
و أخرج (مسلم) من حديث عائشة في الصيام قالت : " كان رسول الله
صلى الله عليه و سلم يقبل إحدى نسائه و هو صائم ثم تضحك رضي الله تعالى عنها "
وفي حديث عائشة أيضا أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا و ألطفهم بأهله "رواه الترمذي .
و من صور المداعبة و الملاطفة أيضا إطعام الطعام ، فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم :"….و إنك مهما أنفقت من نفقة
فإنها صدقة ، حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك .."رواه البخاري .
-فكون النبي صلى الله عليه و سلم يصف حبه وعاطفته لعائشة
رضي الله عنها فمعنى هذا أنه يلاطفها و يدللها و يعطي الزوجة
ما تتمنى سماعه من زوجها وهذا مقام عال في التعامل مع الزوجين ، ولهذا روى ابن عساكر عن السيدة عائشة (رضي الله عنها)
أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال لها : (( أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة ؟،
قلت : بلى ،قال: فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة ))رواه الألباني. (يتبع)