جواب21: أعوذ بالله أعوذ بالله ، لعلك قرأت في كتب التفسير هذه الأقاويل المكذوبه فاستغفر ربك واصغ إلي : مر رجل فلاح بسيط على أحد الوزراء المتخصصين في الزراعة وهو يخلع الزيتون وعمر الزيتونة أربعين سنة وهو يعلم أن الرجل لم يخلع الزيتون عبثا وأنه أعلم منه بالزراعة فقال متعجبا: أنت تعلم ما لا نعلم يا أبا فلان , نحن نغرس شجرة الزيتون ونتعب عليها سنين طويلة حتى تكون بهذا الحجم وأنت تخلعها لتغرس شجرة غيرها وليست شجرة تعمر ما تعمر الزيتونة . فقال له الوزير : نعم أنا أعلم ما لا تعلم وسترى , فِعْلاً خلع الزيتون وغرس مكانه العنب والتفاح والبرقوق والأشجار المناسبة لطبيعة الأرض, بعد خمس سنوات كانت الأرض تعطي خمسة أضعاف ما تعطيه من الفائدة عندما كانت مغروسة بالزيتون , عند ذلك قال الوزير لقرابته الفلاح البسيط وهو يقطف الثمار عنده بالأجرة : ألم أقل لك إني أعلم ما لا تعلم ؟ هذا ما حدث تماما مع الملائكة , قالوا متعجبين من واسع علم الله وبالغ حكمته مظهرين لجلاله غاية الإذعان لاهجين بالتعظيم والتنزيه لكبرياء ربهم :"أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك" يعني سبحانك ما أعلمك وما أحكمك , نحن غاية علمنا أن من يسبح خير ممن يسفك الدماء ولكن علمك فوق علمنا وحكمتك فوق مدركاتنا , فيقول سبحانه مسبحا نفسه زيادة على تسبيحهم : "اني أعلم مالا تعلمون" وكان من أمر آدم ما كان أنه بفضل الله تعالى أصبح معلما للملائكة "فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون " وهذا زيادة تقديس لنفسه وهو المتكبر جل جلاله وإن كان الملائكة يعلمون ذلك من قبل كما علمهم جل جلاله فالملائكة لا يجهلون الله ولا يجهلون أن الله يعلم كل شئ. و أما قوله تبارك وتعالى " إن كنتم صادقين" , فالصدق ينقسم إلى قسمين: صدق الخبر وصدق الظن , أما صدق الخبر فالملائكة متصفون به لأن الكذب معصية لله والملائكة "لا يعصون الله" أما كذب التقدير فلا معصية فيه . والمراد هنا صدق التقدير يعني أين ظنكم الذي أدليتم به من الواقع الذي يعلمه الله وذلك من الله سبحانه تقديسا لنفسه وهو سبحانه لذلك أهل. فحاشى لملائكة الله أن يعترضوا على الله أو أن ينسبوه إلى الخطأ , قال سبحانه : "و هم من خشيته مشفقون" والاعتراض ينافي الخشية . أما قصة هاروت
وماروت فقصة مكذوبة من أصلها ويقولون إن الله مسخ الزهرة أي المرأة وجعلها نجما في السماء , وقد ثبت علميا أن الزهرة أكبر من الأرض فما هو حجم تلك المرأة ومن هي أمها التي حملت بها وكيف ؟ أما الآية رقم ( 102) من سورة البقرة فافهمها على النحو التالي "واتبعوا" يعني اليهود "ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان" يعني أيام ملك سليمان واليهود يقولون إن سليمان ملك بالسحر "وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت" ما هنا نافية , يعني هذه القصة المختلقة غير صحيحة فلا ملكين ولا بابل ولا هاروت وماروت وما أنزل السحر على ملكين أصلا ويبررون ذلك بقولهم "وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر", فلا داعي إلى هذا المبرر " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه" وهذا تكذيب لمزاعم اليهود وافتراءاتهم بأن السحر يفرق بين المرء وزوجه وهذا ليس من عمل الملائكة ولا من أجله خلقوا ثم يتم الله سبحانه وتعالى البحث للفائدة فيقول سبحانه :"وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله" …إلى آخر الآية .
…….. الشيخ محمد علي سلمان القضاة رحمه الله
السؤال الأول :
قول الملائكة :
(أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ٌال إنى أعلم ما لا تعلمون)
30 سورة البقرة
السؤال الثانى يرتبط بالسؤال الثالث :
وهل هذان الملكان هاروت وماروت الذان يعلمان الناس السحر ؟
وهل نجمة الزهرة هى المرأة التى زنا بها الملكان ؟
الجواب :
أستأذنكم فى البدء بالسؤال الأخير ثم الإنتقال لقصة الملكين :
نجمة الزهرة كوكب بارد أكبر من الأرض فى الحجم وايس نجما أو نجمة
الملائكة غير مكلفين بالإختيار بين طريقى الخير والشر ويفعلون ما يؤمرون ولن يأمر الله بإثم الزنا
لا يكون الساحر ساحرا إلا بعد أن يتعلم السحر ولا يكون ساحرا إلا بعد أن يكفر بالله ويعبد الشيطان
والسحر استخدام لكفرة الجن وتوظيفهم لأداء أعمال يطلبها الساحر منهم للإفساد فى الأرض
فالساحر يعبد الجن الكافر أى شياطين الجن أو إبليس نفسه
ويطيع أوامره ولن يأمر إبليس وشياطين الجن بخير
المقابل لهذه العبادة للشيطان مشكلات يسببها الجن لبعض البشر بطلب من الساحر
الساحر والشيطان يعرفون أن مصيرهم النار
يئس الشيطان من رحمة الله وفضل إضلال البشر على التوبة
والساحر من البشر اشترى الدنيا بالآخرة فخسر الدنيا والآخرة
هل تعتقد أخى القارىء أن الساحر بعد كفره يكون من الصادقين
كذبوا على نبى الله سليمان وادعوا كذبا أنه كان يسيطر على الشياطين بسحره ليقللوا أمام الناس حجم معجزة الله لسليمان وليعظموا أمام الناس بالباطل فعل السحر الذى يفعلون
وكذبوا على الأنبياء
وكذبوا على الملكين هاروت وماروت
ادعوا عليهما بالكذب الزنا بامرأة صارت بعد ذلك كوكب الزهرة أو نجمة الزهرة تكريسا لعبادة النجوم والكواكب ونشرا لأديان الباطل لإفساد عقيدة الناس الصحيحة فى عبادة الله وحده
فقصة زنا الملكين قصة فاسدة مكذوبة لما أسلفنا
الحديث فى الآية 102 من سورة البقرة عن بنى إسرائيل المعاصرين لمحمد صلى الله عليه وسلم وينتقد تاريخ بنى إسرائيل فى إفسادهم
فتتبع معى أيها القارىء الكريم نص قول الله :
(ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون101 * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ، يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل ههروت وماروت ، وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ، فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ، ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، ولقد علموا لمن اشتراه ما له من خلاق ، ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون 102*) سرة البقرة
101 – فأصل الكتاب موجه لبنى إسرائيل
الذين جاءهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن مصدقا لما معهم مما تبقى من التوراة
نبذذوا كتاب الله القرآن وراء ظهورهم
كأنهم ليس لديهم علم من الكتاب ينبئهم بأن القرآن حق
فكتاب الله عائدة على القرآن
لأن الله يعلم أن كنابه إليهم وهو التوراة باتت فيها نقص
ولكن فيها ما يعلمهم بأن القرآن حق
تجاهلوا ما لديهم من علم
فهم أوتوا الكتاب التوراة ولكن ما لديهم الآن مما تبقى منه علم وليس الكتاب كاملا
وهم تصرفوا كأنهم لا يعلمون
102 – واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان
كان لسليمان سلطان على شياطين الجن وكان يسخرهم لبعض الأعمال بسلطان الله له عليهم وساءهم منه عذاب مهين
ومات سليمان عليه السلام وأفسد بعده شياطين الإنس والجن فى مملكته وتقولوا عليه بالباطل والكذب
فقالوا أنه كان يسيطر على الشياطين بسحره
(وما كفر سليمن ولكن الشياطين كفروا)
الساحر لا بد أن يكون كافرا ولم يكفر سليمان ولكن كان له سلطان عليهم من الله
ولكن الشياطين هم الذين كفروا وكذبوا على الناس بعد سليمن متهمين نبى الله بالسحر وهو صفة الكافرين
وإمعانا فى كفرهم كانوا يعلمون الناس السحر والسحر كفر فهم قد كفروا ويعلمون الناس كفرهم
ويعلمونهم ما أنزل على الملكين ببابل
أنزل على الملكين فتنة هى فتنة السحر
والملكين هما هاروت وماروت
كانا يعلمان الناس فتنة السحر وما كانا يعلمان من أحد من الناس السحر حتى يحذراه من أن ما يعلماه لهم هو فتنة
ويقولا له (إنما نحن فتنة فلا تكفر) فهم ينصحانه بعدم الكفر ليتخذ قراره فالخيار للإنسان إن شاء حافظ على ما فطره الله عليه من الإيمان وإن شاء استجاب للفتن وكفر
فكانوا يتعلمون ما يضرهم فى دينهم وأخراهم ولا يتعلمون منهما ما ينفعهم
كانوا يتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه
وما يضر فعلهم السحر إلا إن إذن الله بأن يضر
ولقد علموا بسبب تحذير الملكين وبسبب ما يعلمون من الدين أن من يشترى بدينه السحر ليس له فى الآخرة نصيب طيب
وبئس ما باعوا أنفسهم به فى سبيل منافعهم الضئيلة من السحر الذى باعوا دينهم وأنفسهم للشيطان فى سبيل تعلمه