وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : " ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة " . قالوا : وكيف
تعرفهم يا رسول الله ! في كثرة الخلائق ؟ قال : " أرأيت لو دخلت صِيرة فيها خيل دُهم
بُهم ، وفيها فرسٌ أغرُّ مُحَجَّلٌّ ؛ أما كنت تعرفه منها ؟ " . قال : بلى . قال : " فإن أمتي يومئذٍ
غُرٌّ من السجود ، محجَّلون من الوُضوء " . ويقول : " إذا أراد الله رحمةَ من أراد من أهل
النار ؛ أمر الله الملائكة أن يخرجوا من كان يعبد الله ؛ فيخرجونهم ، ويعرفونهم بآثار
السجود ، وحرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار ، فكل ابن آدم
تأكله النار ؛ إلا أثر السجود " .
السُّجودُ على الأرضِ والحَصِير
وكان يسجد على الأرض كثيراً . و " كان أصحابه يصلون معه في شدة الحر ، فإذا لم
يستطع أحدهم أن يمكن جبهته من الأرض ؛ بسط ثوبه ، فسجد عليه " . وكان يقول : " …
وجعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجداً وطَهوراً ، فأينما أدركت رجلاً من أمتي الصلاةُ ؛
فعنده مسجده ، وعنده طهوره ، [ وكان مَنْ قبلي يعظمون ذلك ؛ إنما كانوا يصلون في كنائسهم
وبيعهم ] " . وكان ربما سجد في طين وماء ، وقد وقع له ذلك في صبح ليلة إحدى
وعشربن من رمضان ؛ حين أمطرت السماء ، وسال سقف المسجد ، وكان من جريد النخل ،
فسجد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الماء والطين ، قال أبو سعيد الخدري : " فأبصرت عيناي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
انصرف وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين " .
و " كان يصلي على الخُمرة " أحياناً . و " على الحصير " أحياناً . و " صلى عليه – مرةً – ،
وقد اسود من طول ما لُبِس " .
الرَّفعُ مِنَ السُّجود
أكبر . ويرفع رأسه حتى يستوي قاعداً " . و " كان يرفع يديه مع هذا التكبير " أحياناً .
الافتراش والإقْعَاءُ بين السَّجْدَتَيْنِ
ثم " يفرش رجله اليسرى ، فيقعد عليها [ مطمئناً ] " ، وأمر بذلك (المسيء صلاته) ؛
فقال له : " إذا سجدت ؛ فمكن لسجودك ، فإذا رفعت ؛ فاقعد على فخذك اليسرى " .
و " كان ينصب رجله اليمنى " . و " يستقبل بأصابعها القبلة " .
و " كان أحياناً يقعي ؛ [ ينتصب على عقبيه ، وصدور قدميه ] " .
وجوبُ الاطمئنان بين السجدتين
و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه " . وأمر بذلك (المسيء
صلاته) ، وقال له : " لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك " . و " كان يطيلها حتى تكون
قريباً من سجدته " . وأحياناً " يمكث حتى يقول القائل : قد نسي " .
وكان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول في هذه الجلسة :
1- " اللهم (وفي لفظ : رب !) اغفر لي ، وارحمني ، [ واجبرني ] ، [ وارفعني ] ،
واهدني ، [ وعافني ] ، وارزقني " . وتارة يقول :
2- " رب ! اغفر لي ، رب ! اغفر لي " . وكان يقولهما في صلاة الليل .
السجدة الثانية ، والرفع منها
ثم " كان يكبر ويسجد السجدة الثانية " . وأمر بذلك (المسيء صلاته) ؛ فقال له بعد
أن أمره بالاطمئنان بين السجدتين – كما سبق – : " ثم تقول : الله أكبر . ثم تسجد حتى
تطمئن مفاصلك ، [ ثم افعل ذلك في صلاتك كلها ] " . و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرفع يديه مع هذا
التكبير " أحياناً . وكان يصنع في هذه السجدة مثل ما صنع في الأولى . ثم " يرفع رأسه
مكبراً " . وأمر بذلك (المسيء صلاته) ؛ فقال له بعد أن أمره بالسجدة الثانية – كما مر – :
" ثم يرفع رأسه ، فيكبر " . وقال له : " [ ثم اصنع ذلك في كل ركعة وسجدة ] ؛ فإذا فعلت
ذلك ؛ فقد تمت صلاتك ، وإن انتقصت منه شيئاً ؛ انتقصت من صلاتك " . و " كان يرفع
يديه " أحياناً .
جَلْسَةُ الاسْتِراحَةِ
ثم " يستوي قاعداً " " على رجله اليسرى معتدلاً ؛ حتى يرجع كل عظم إلى
موضعه " .
القيام إلى الركعة الثانية
الاعتماد على اليدين في النُّهوض إلى الركعة
ثم " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينهض معتمداً على الأرض إلى الركعة الثانية " . و " كان يعجن في
الصلاة : يعتمد على يديه إذا قام " .
و " كان صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا نهض في الركعة الثانية ؛ استفتح القراءة بـ : { الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
العَالَمِينَ } ، ولم يسكت " . وكان يصنع في هذه الركعة مثل ما يصنع في الأولى ؛ إلا أنه
كان يجعلها أقصر من الأولى – كما سبق – .
وجوبُ قراءة { الفَاتِحَة } في كُلِّ ركعةٍ
وقد أمر (المسيء صلاته) بقراءة { الفَاتِحَة } في كل ركعة ؛ حيث قال له بعد أن أمره
بقراءتها في الركعة الأولى : " ثم افعل ذلك في صلاتك كلها " (وفي رواية : " في كل
ركعة ") . وقال : " في كل ركعة قراءة "
بارك الله فيك حبيبتي شموس وجعلها في ميزان حسناتك ان شاء الله.