( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَالظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
وقال صلى الله عليه وسلم
( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)
وقال عمر بن الخطاب:
(لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها في الخيرمحملاً )
من أشد الآفات فتكاً بالأفراد والمجتمعات"سوء الظن"لأنه إن تمكن منهم قضى على روح الألفة والمحبة ..
وقطع أواصر المودة .. وولد الشحناء والبغضاء بينهم ..
ولما كان سوء الظن من الكبائر الباطنة والتي تترك أثراً عميقاً في قلب وصدر المسلم أولاً .. ثم
بالمجتمع ثانياً ذمه الإسلام وحذر منه ومن آثاره السيئة..
تعريف سوء الظن من " نضرة النعيم" :
( هو اعتقاد جانب الشر وترجيحه على جانب الخير فيما يحتمِلُ الأمرين معاً )
قال ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى :
(متى خطر لك خاطر سوء على مسلم , فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعو له بالخير، فإن ذلك
يغيض الشيطان ويدفعه عنك
وإذا تحققت هفوة مسلم , فانصحه في السر.. واعلم أن من ثمرات سوء الظن التجسس ..)
– فما هي مساوئ الظنّ وأضراره النفسية والاجتماعية؟
– وماذا كشف العلماء حديثاً حول هذا الموضوع؟
يجيبنا عن هذا الدكتور عبد الدايم الكحيل حفظه الله تعالى :
في دراسة ألمانية حديثة تؤكد أن الظن بالآخرين عندما يتكرر فإن الفكرة الخاطئة تترسخ حتى
تراها العين حقيقة واقعة
مع العلم أنها مجرد توقعات.
فقد قال علماء ألمان إن مخ الإنسان يتوقع ما ستراه عيناه في محيط مألوف,
وإنه لا يبذل جهداً إضافياً بصورة فجائية إلا إذا رصدت العين عنصراً غير متوقع..!!!
إذاً العمليات كلها تتم في الدماغ حتى تتأصل ويصبح على الإنسان من السهل الاعتقاد بها …
وقد أفاد الباحثون من معهد ماكس بلانك لأبحاث المخ والإدراك البشري في فرانكفورت:
" بأن المجهود الذي يبذله المخ يكون أقل في حالة النظر إلى شيء مألوف، مما يشير إلى أنه توقع ما سيراه الإنسان "
أثبت الدكتور أريان إلينك وفريق العلماء أن القشرة البصرية الأولية لمخ الإنسان تدرك الأشياء المتوقعة
بشكل أكثر سهولة من الأشياء التي لم تتوقع رؤيتها. وفي دراسات سابقة تبين أن كثرة إساءة الظن
بالآخرين وكذلك التجسس والنميمة … كلها عوامل تؤدي لاضطرابات نفسية قد تقود في نهاية الأمر لمرض الاكتئاب!
ويؤكد البحث أن الدماغ يحاول توقع الإشارات المألوفة، التي
عندما تصح فإنه يستفيد منها
في قدرته على الاستجابة بشكل أكثر فعالية, أما في حالة التوقع
بشكل خاطئ فإن ذلك يتطلب
استجابات هائلة لمعرفة سبب الخطأ والتوصل إلى توقع أفضل.
وفي كافة الأحوال فإن التوقعات الخاطئة تقود لترسيخ أفكار
خاطئة عن الآخرين مما يؤدي إلى
مشاكل إجتماعية خطيرة….
التشريع الإسلامي الرائع
أمرنا الله تعالى أن نتجنب الظن السيء فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)
وتأملوا معي كيف أمر الله باجتناب "كثير من الظن" وليس القليل،
مع العلم أن "بعض الظن" ممكن أن يسبب مشاكل للإنسان،
وهذا يدل على حرص الإسلام علينا ليجنبنا أقل مشكلة ممكن أن
تحدث معنا.
هناك عادات كثيرة كانت تُمارس في زمن الجاهلية
وكانت أموراً طبيعية مثل التجسس والغيبة والكلام على
الآخرين بما يكرهوا…
وجاء الإسلام ليحرم بشدة كل هذه العادات السيئة، يقول تعالى
في تتمة الآية السابقة:
(وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
وبالفعل أثبت العلماء أن عادة التجسس لها مساوئ نفسية
عديدة، مثل القلق والخوف والتفكير السلبي ،
وكذلك عادة التكلم على الآخرين بأمور يكرهونها عليهم،
فإن هذه العادة تسبب مشاكل اجتماعية ومشاكل نفسية أيضاً منها الاكتئاب…
وكل هذه العادات السيئة نهى عنها الإسلام في هذه الآية الرائعة:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
وذلك ليحفظ لنا حياتنا ويضمن لنا السعادة … فالحمد لله على نعمة الإسلام.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تتبع أمور الناس وعوراتهم ، حرصا منه صلى الله عليه وسلم على شغل المسلم نفسه بالخير ، وعدم الوقوع فيما لا يغني من الله شيئا ، فقال :
( يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلْ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ ! لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتَّبِع اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ ) رواه أبو داود وصححه الألباني
وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)
بارك الله فيك ام حسنى ….
و الله لو تأمل الناس هذه الآية و تدبروها … لكفوا أيديهم و ألسنتهم
عن إخوانهم المسلمين و لعاش الجميع سعداء
دائما مواضيعك رائعة و هادفة
جعل الله بكل حرف من حروفها حسنة يوم القيامة
تسلمي
الله يهدينا اجمعين
لكن صراحة بعض الناس من الصعب جداااااااااااااا ان احسن الظن بهم فهم يشعرونك انك محاطة بأفاعي وليس ببشر