السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالرغم من ظهور أبحاث و تجارب علمية كثيرة تثبت الطاقة الهائلة للقرآن الكريم إلا أن الكثير من الأشخاص – إلا من رحم ربي-
ما زالوا يتعامل مع القرآن الكريم ككتاب عادي يلجؤون إليه فقط :
في شهر رمضان أو عند المرض بغية كسب الحسنات أو الشفاء من مرض لا غير فهم يرون أن القرآن الكريم يختص بالأخلاق والتعاليم الدينية فقط وأن الهدف من تلاوته هو نيل الثواب باعتباره عبادة أو بغرض العلاج .
" وهذا أمر صحيح " لكنهم بهذا التصور حرموا أنفسهم من خير كثير
و اختزلوا عظمة كتاب لله و فائدته في شيئين أو ثلاث بالرغم من أن عجائب القرآن الكريم لا تنفذ.
إن الكلمات التي اختارها سبحانه وتعالى في قرآنه هي كلمات ليست كباقي الكلمات، ففيها من البركة والأسرار ما لا يعلمه إلا الله وحده.
و كل أية تتميز بخصائص معينة تنفرد بها عن غيرها لتكون دليل على عظمته سبحانه و تعالى و وحدانيته و لتكون سبب بعد الله في سعادة الانسان و هدايته.
لذا جدير بنا عند قراءة القرآن أن نكرر تلاوة الأيات التي تعبر عن حالتنا مرات عدة لنستفيد من بركة أيات القرآن الكريم ونحقق الهدف الأسمى الذي أنزل من أجله القرآن الكريم
فمن يريد أن يحافظ على الصلاة مثلا يركز و يكرر أيات الصلاة بخشوع عدة مرات ليحقق المطلوب باذن الله. او أيات التقوى لمن يرغب ان يرزقه الله التقوى و هكذا…. .ايات تفريج الهموم .الرزق.الشفاء….إلخ
قال سبحانه و تعالى" ما فرطنا في الكتاب من شيء " سورة الأنعام آية 38
فما أحوجنا لتلاوة القرآن الكريم في زمن كثرة فيه الهموم و الامراض النفسية و الجسدية
و ما أحوجنا للتقرب إلى الله عز وجل بشتى أنواع العبادات و الأعمال الصالحة
قال الله عز وجل :
"مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا
فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ
وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا"
النساء الاية 134
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا و نور صدورنا و جلال همومنا و ذهاب أحزاننا
جزاك الله كل خير