أيها المسلمون: اتقوا الله عزَّ وجلَّ، واحذروا بطشه وانتقامه؛
فإن بأسه شديد، وهو عزيزٌ ذو انتقام، وسنة الله واحدة في خلقه،
تقول عائشة رضي الله عنها: {ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلماً
مستجمعاً ضاحكاً حتى أرى منه لهاته -أي: لا أراه يضحك ويفتح
فاه حتى أرى أقصى فمه- إنما كان يتبسم تبسماً صلى الله عليه وسلم،
وكان إذا رأى غيماً أو ريحاً عُرف ذلك في وجهه، فقلت: يا رسول الله!
إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر،
وأراك إذا رأيته عرفت في وجهك الكراهية! فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا عائشة ! وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب }
الله أكبر! من كان بالله أعرف كان لله أخوف.
أما نحن فنقول: الجو جميل وطيب لنأكل في الملاهي، ونبارز ربنا في البراري،
لنعصي الله عزَّ وجلَّ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{وما يؤمنني أن يكون فيه عذاب }
أخرجه البخاري ومسلم
فقد عُذِّب قومٌ بالريح، وقد رأى قوم العذاب، وقالوا: هذا عارضٌ ممطرنا.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا عصفت الريح قال: اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها،
وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به }
وقالت رضي الله عنها: {وإذا تخيلت السماء تغير لونه صلى الله عليه وسلم،
وخرج ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا أمطرت سري عنه، فعرفت ذلك فسألته،
فقال صلى الله عليه وسلم: لعله يا عائشة كما قال قوم عاد: فَلَمَّا
رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ
رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ [الأحقاف:24] }.
لاتحرمنا من جديدك
في امان الله