من الطبيعي تماماً القلق بشأن كمية الحليب الذي تنتجينه، خاصة عندما تبدئين بالرضاعة الطبيعية. في الواقع، أكثر ما يدفع الأمهات للتخلي عن الرضاعة الطبيعية هو شعورهن بأن أجسامهن لا تنتج ما يكفي من الحليب. الخبر السار هو أن لدى جميع الأمهات تقريباً القدرة على إنتاج الكثير من الحليب لأطفالهن.
لا أشعر بأنني أنتج الكثير من الحليب، هل يجب أن أقلق؟
أولا، اصرفي النظر عن كل الإنذارات الخاطئة المتعلقة بمدى كفاية حليبك. إن متابعة زيادة طفلك في الوزن من الطرق الجيدة لمعرفة ما إذا كان يحصل على ما يكفي من الحليب.
خلال الأيام القليلة الأولى من عمره، سيخسر مولودك الجديد على الأرجح بين خمسة إلى عشرة في المئة من وزنه عند الولادة. في هذه المرحلة، من الطبيعي أن يحدث تراجع طفيف في وزن الأطفال حديثي الولادة.
لكن بعد بضعة أيام، يبدأ طفلك باكتساب الوزن مرة أخرى. في حال زنته مجدداً ما بين عمر خمسة وسبعة أيام، يجب أن تلاحظي أنه بدأ ينمو.
كما توجد طرق أخرى لمعرفة ما إذا كان طفلك ينمو بصورة جيدة. اطمئني أن طفلك يحصل على ما يكفي من حليب الأم إذا كان:
- يبلل من خمسة إلى ثمانية حفاضات يومياً
- يتمتع بمظهر صحي وحيوي
- لون برازه أصفر خردلياً ويصبح لون البراز فاتحاً أكثر في اليوم الخامس بعد الولادة
ربما تعتقدين أنك لا تنتجين ما يكفي من الحليب في الحالات التالية:
- تشعرين بانخفاض في منسوب إفراز الحليب أو بعدم امتلاء أو انتفاخ الثدي. في الحقيقة، هذه علامة تدلّ على تكيّف جسمك مع حاجات طفلك ومتطلبات إرضاعه.
- توقف الحلمات عن إخراج أو تسريب الحليب. مجدداً، يحدث ذلك عندما يتكيف جسمك مع نمط رضاعة طفلك.
- أبدى طفلك رغبته في المزيد من الحليب على غير المعتاد. تأكدي من أن طفلك يضع الثدي في فمه بإحكام. حاولي تغيير وضعية الرضاعة الطبيعية للتأكد من أنه يرضع بشكل مريح.
- قَصُرَت المدة التي يرضع فيها طفلك. ببساطة يصبح بعض الأطفال أكثر خبرة وأسرع في الرضاعة. قد تشعرين أن حليبك غير كاف، بينما في الواقع، أصبح صغيرك قادراً على ملء بطنه بسرعة أكبر.
ما الذي يسبب انخفاض إنتاج الحليب؟
ينتج ثديك الحليب بما يتناسب مع متطلبات وحاجات طفلك. وكلما رضع طفلك أكثر كلما زاد إفراز الحليب. لذا، إذا انخفض إنتاجك الحليب مؤقتاً، فقد يكون هناك سبب لذلك. يمكن أن يقل إنتاج الحليب لديك إذا تأثرت الرضاعة الطبيعية لأي من هذه الأسباب:
- كنت تعانين من تقرح الحلمتين وتؤلمك الرضاعة.
- كنت تعطين طفلك لهاية (مصاصة أو سكاتة)، ما يقلل الوقت المخصص للرضاعة من ثديك في كل 24 ساعة.
- كنت تحاولين الالتزام بإرضاع طفلك كل أربع ساعات بدلاً من الرضاعة عند الطلب.
- كان طفلك نعساً ويحتاج باستمرار إلى التشجيع على الرضاعة.
إذا كان مولوداً جديداً كثير النوم، فقد تحتاجين لإيقاظه بلطف وتشجيعه على الرضاعة بشكل متزايد. ستحفز هذه الخطوة ثديك على إفراز المزيد من الحليب.
إذا وجدت صعوبة في إيقاظ طفلك أو لم يرضع جيداً، جربي شفط بعض اللبأ أو الحليب وإعطائه له في زجاجة. سيلبي ذلك احتياجات طفلك وفي نفس الوقت يحث ثديك على تكوين مخزون إضافي.
يتأثر إنتاج الحليب أحياناً بالظروف الطبية. راجعي طبيبتك إذا كانت تنطبق عليك أي من هذه الحالات:
- الإصابة بالاضطرابات الهرمونية، على سبيل المثال، انخفاض (وأحياناً ارتفاع) مستوى إفرازات الغدة الدرقية.
- الخضوع لجراحة في الثدي أو إذا كنت قد تعرضت سابقاً لإصابة في الثدي.
- نزف كميات كبيرة من الدم أثناء الوضع أو بعده، فقد يستمر التأثير على منسوب الحليب حتى شفائك.
- بقاء جزء من المشيمة في الرحم قد يوقف إفراز الحليب حتى تتم إزالته.
- تؤدي بعض الأدوية، مثل حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على هرمون الأستروجين أو بعض علاجات الزكام مع أدوية السيلان كالبسيدوفيدرين، إلى تقليل إنتاج الحليب.
غير أنه في معظم حالات انخفاض إنتاج الحليب، تكمن المشكلة الحقيقية في إيصال الحليب إلى طفلك وليس في كمية الحليب الذي تنتجينه.
إذا كان طفلك لا يمسك بالثدي جيداً، فقد لا يحصل على كفايته من الحليب. ألقي نظرة على دليلنا بالصور لمساعدتك على معرفة ما إذا كان طفلك يطبق فمه على الثدي بإحكام.
كما يوجد الكثير الخبراء لتوفير المساعدة اللازمة. اسألي طبيبتك أو ممرضة التوليد للنصيحة بشأن الذهاب إلى أخصائية رضاعة طبيعية بعينها.
ما الذي يمكنني القيام به لزيادة إنتاج الحليب؟
بعد التأكد من أن طفلك يتمسك بالثدي جيداً، يمكنك أيضاً تجريب التالي:
- أرضعي طفلك كلما أراد ذلك، وامنحيه الوقت الذي يشاء. اتركيه يفرغ الحليب من الثدي الأول دائماً قبل أن تعرضي عليه الثاني.
- أرضعي طفلك من ثديك فقط. قد يغري جعل طفلك يشعر بالامتلاء بإعطائه زجاجة من الحليب الاصطناعي المخصص للأطفال، لكن إذا سددت جوع طفلك بزجاجة من الحليب الصناعي، فسيطلب حليبك بدرجة أقل وينخفض بالتالي منسوب إفراز الحليب ليدك.
- تجنبي إعطاء طفلك لهاية أو مصاصة.
- حاولي شفط الحليب من ثديك بعد كل رضعة. يساعد إخراج الحليب المتبقي في ثديك على زيادة إنتاج الحليب.
هل سيؤثر انخفاض كمية إنتاج الحليب على طفلي؟
إذا استمر طفلك يحصل على أقل من حاجته من الحليب، فقد يتأخر في النمو مقارنة بأقرانه. تسمّى هذه الحالة عدم القدرة على النمو. إذا فقد طفلك من وزنه أو لم يكتسب المزيد، اتصلي بطبيبك فوراً وخذي موعداً لمعاينته. في معظم الحالات، تحل المشكلة عبر تحسين تقنيات الرضاعة.
إذا كانت كمية الحليب التي تنتجينها قليلة جداً، فينصح أخصائيو الرضاعة بأخذ دواء يسمى دومبريدون أو موتيليوم.
لا يعتبر دواء دومبريدون أو موتيليوم مرخصاً للاستخدام في زيادة إفراز الحليب، فهو دواء مضاد للغثيان. إلا أن رفع نسبة البرولاكتين في الدم من الآثار الجانبية لهذا الدواء، والبرولاكتين هو الهرمون المسؤول عن إطلاق عملية إفراز الحليب والمحافظة عليه خلال الأيام الأولى.
ستحتاج طبيبتك إلى وصف دواء دومبريدون أو موتيليوم. كما ستحتاجين إلى استعماله إلى جانب وسائل أخرى لزيادة الحليب وليس بديلاً عنها. تحدثي إلى أخصائية أو استشارية في الرضاعة الطبيعية إذا رغبت في معرفة المزيد.