تخطى إلى المحتوى

الدعاء بالألفاظ الشرعية لا بالتجارب الشخصية 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره عند تفسير آية السعي بين الصفا والمروة قال: (({وَمَن تَطَوَّعَ} أي: فعل طاعة مخلصاً بها لله تعالى، {خَيْرًا} من حج وعمرة وطواف وصلاة وصوم وغير ذلك، {فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ} فدل هذا على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله ازداد خيره وكماله ودرجته عند الله لزيادة إيمانه، ودلَّ تقييد التطوع بالخير أن مَن تطوع بالبدع التي لم يشرعها الله ولا رسوله أنه لا يحصل له إلا العناء وليس بخير له، بل قد يكون شراً له إن كان متعمداً عالماً بعدم مشروعية العمل))، وإن تحقق لبعض الناس شيء مما أرادوه فهو من الابتلاء الذي ينصرف به الناس عن الأدعية الشرعية إلى التجارب المحدثة.

ومن ذلك ما جاء في تسجيل لأحد الدعاة عمن لم يُرزق بالذرية أنه يدعو أربعين مرة في سجوده بدعاء زكريا: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، قال فيه: ((بالتجربة عند الكثير لا نستطيع أن نقول أنه واجب أن من قال: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، أربعين مرة بقصد الدعاء في سجوده في إحدى سجداته يعني صلى ركعتين نافلة وقال في سجوده {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، أربعين مرة أنه يرزق بنية أن يدعو فإن قال قائل من أين أتيتم بالأربعين قلنا الأربعين مذكورة فضلا في القرآن قال الله تعالى: {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}، هذا واحد ثم إن التجربة دلت يعني من جرب هذا وقالها أربعين مرة دلت التجربة على أنه يرزق)).

ولا شك أن خير الدعاء وأحسنه ما جاء منه في الكتاب والسنة المطهرة، وقد جاء الدعاء في ذلك في القرآن عن زكريا عليه الصلاة والسلام في موضعين وعن إبراهيم عليه الصلاة والسلام في موضع واحد، قال الله عز وجل في دعاء زكريا: {رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء}، وقال: {رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ}، وقال في دعاء إبراهيم: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}، فيدعو المسلم بهذه الأدعية ويكررها لكن بدون التقيد بعدد معين؛ لأن التقييد بالعدد يحتاج إلى دليل، وفي تكراره في سجوده أربعين مرة انشغال المصلي بالعد في سجوده أربعين مرة، وفي الاستدلال بالآية على فضل تكرار الدعاء أربعين مرة تكلف.

والمأمول من هذا الشيخ وفقه الله العناية بتوجيه الناس إلى ما ورد في السنة وعدم شغلهم بتجارب لم يأت بها سنة.

وأسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين في كل مكان إلى الفقه في الدين والثبات على الحق والهداية إلى الصراط المستقيم، إنه سميع مجيب.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.