ويجب على المرأة المسلمة أن تستحضر نية على قدر كبير من الأهمية في جميع تعاملاتها مع أهل زوجها وهي أن تحاول أن تقتنص أكبر قدر ممكن من الحسنات، وأن يزيد الله – عز وجل- في ميزانها من الحسنات من خلال الكلمة الطيبة، والعشرة الحسنة، وتحمل أي نوع من الأذى سواء كان بالكلمة أو بالفعل.
ومن المهم في هذا السياق أن تدرك الزوجة المسلمة أن عليها دور شديد التأثير في أن يكون زوجها واصلاً لرحمه حرصًا من جانبها على أن يكون زوجها موصولاً بالله عز وجل فقد صح الحديث عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أن الرحم من الرحمن من وصلها وصله الله تعالى ومن قطعها قطعه الله، فالزوجة المسلمة إيمانًا منها بهذا المعنى، ورغبة في أن يكون زوجها مسدد الخطى في كل تصرفات حياته موصولاً بربه جل في علاه، تبذل جهدًا حقيقيًا من أجل إقامة جسور الصلة والمودة بين زوجها وأقربائه.
ويزداد هذا الاهتمام من جانب الزوجة المسلمة خطورة في علاقتها بوالدة زوجها، فعليها أن تضع نصب عينيها دائمًا أن مفتاح رضا الله تعالى عنها يكمن في رضا هذا الرجل الذي قدر ربها أن يكون هو زوجها، وفي الوقت نفسه فإن مفتاح رضا ربها عن زوجها يكون في مدى رضا والدته عنه فهي أحق الناس بحسن صحبته.
وعلى الزوجة أن تكرس داخل كيانها مبدأ أساسيًا حتى تستطيع أن تعبر كل المواقف الجزئية والتفصيلات الصغيرة فيما يخص علاقاتها مع والدة زوجها سواء كان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهذا المبدأ هو أن توقن الزوجة المسلمة أن الأم تريد دائمًا وأبدًا أن تشعر بأنها الوحيدة التي تملك المكانة والمحبة الأولى والتقدير الذي ليس له حدود داخل نفس ابنها، ومن ثم فإن الأم تنظر دائمًا وبصورة قد تكون لاشعورية إلى كل من يمكن أن يحتل مكانة مميزة داخل قلب ابنها ولذلك يجب على زوجة الابن أن تستحضر في ذهنها دائمًا حقيقة أنها في المرتبة الثانية وأن هذا من حكمة الله عز وجل وتدبيره لأن هذه الزوجة في يوم من الأيام ستكون صاحبة المرتبة الأولى في قلب ابنها.
وكلما استطاعت الزوجة المسلمة أن تشعر والدة زوجها بأن هدفها الحقيقي هو أن تكون الأم راضية عنها وأن تبذر في نفسها الثقة الكاملة بأن مكانتها في قلبها لا تدانيها مكانة أخرى حتى مكانة عائلتها هي نفسها، كلما شعر الزوج في هذه الحالة أن الله قد امتن عليه بالمرأة التي تضحي بنفسها وكيانها كله من أجل إرضائه ولا تدخر وسعًا في سبيل الوصول به إلى مرضاة الخالق عز وجل فهي تعلم أن رضاء أمه عنه هو الباب الواسع لدخول الجنة.
ومن الضروري أن تراعي الزوجة المسلمة في الوقت نفسه بقية قريبات زوجها حيث إن برها وإحسانها لا يتوقف فقط عند حدود والدة زوجها وإنما يمتد إلى بقية قريباته مثل عماته وخالاته فكثيرا ما تكون هذه العلاقات شبه معدومة لكونها غير ذات منفعة دنيوية مباشرة.
والزوج في ظل مشاغل حياته وسعيه لكسب الرزق وأداء الرسالة التي أناطها الله به قد يكون منشغلاً عن وصل الرحم البعيدة على الرغم مما لهذا الأمر من تأثير كبير على مستوى إيمانه وارتباطه بربه، ومن ثم فإن الزوجة التي تسعى إلى الوصول بزوجها إلى مرضاة الله تعالى تهتم بشكل كبير بأن تذكره دائمًا بضرورة أن يكون على صلة بقريباته لاسيما عماته وخالاته اللاتي قد يكن في سن متقدم ويحتجن إلى الرعاية والاهتمام، أو حتى مجرد السؤال.
وكعادة الأعمال الصالحات التي تكون في حاجة إلى تقديم الكثير من الترتيب والتجهيز والاستعداد حتى يكون أداءها على الوجه الأكمل الذي يرضى المولى سبحانه، فإن نية الزوجة في أن يكون زوجها بارًا بأهله واصلاً لرحمه تستلزم منها أن تقوم بالعديد من الخطوات التمهيدية، ومن أهم هذه الخطوات أن تحرص على أن تبدأ في الاتصال بقريبات زوجها خاصة أولئك اللاتي لم تكن صلته بهن قوية، فتبدأ معهن بأسلوب الإحسان والتودد حتى تستطيع بذلك أن تعطي الفرصة لزوجها كي يبدأ في التواصل مع هؤلاء القريبات.
ومع اهتمام الزوجة المسلمة بمد جسور التواصل مع عمات وخالات زوجها فإنها يجب ألا تنسى جدته وجده سواء كانا لأمه أم لأبيه فكلما منحت هؤلاء حقهم في التدخل اللطيف في بعض الأمور البسيطة، زادهم شعوراً بانتمائها للعائلة وبالعرفان من جانبها تجاه أسرة زوجها التي قد أصبحت عضواً فاعلاً فيها، خاصة أن الجد والجدة يحبان أن يشعرا بأنهما لم يصبحا على هامش الحياة بل إن لهما دورًا مؤثرًا ومهمًا، ومن ثم فإن سؤال الزوجة المسلمة لهما الاستشارة والنصح في أي من أمور الحياة يزيد من إحساسهما بالسعادة والرضا.
ومن الأشياء المهمة كذلك التي يجدر بالزوجة المسلمة أن تراعيها هي أن تعمل على أن تبادر هي بالإحسان إلى قريبات زوجها، وأن تتوقع احتمال الإساءة مسبقًا حتى تكون جاهزة بشكل كامل للرد على أية إساءة بالإحسان، إدراكًا منها لخطورة هذه العلاقات مع قريبات الزوج وأن أي رد فعل من جابنها ستكون له تداعياته على علاقة زوجها مع عائلته ككل.
[frame="3 98"]وفي النهاية ينبغي على الزوجة المسلمة أن تعي جيدًا أنه ليس لدى الزوج أناس يحبهم أكثر من أهله فإدا أحب أهله زوجته زاد حبه هو لها , وإذا هي أحبتهم زاد حبه لها أكثر وأكثر, وإذا قلّ حبهم لها أو حبها لهم قلّت محبتها ومكانتها عند زوجها.[/frame]
[gdwl]والزوجة الذكية النبيهة هي التي تتودد لأهل زوجها باستمرار وتعمل على إرضائهم ولكن يجب أن تحذر من أن تقع فيما يغضب الله عز وجل ظنًا منها أن سعيها لإرضاء أهل زوجها قد يعطيها المبرر لمخالفة شرع الله في أي من الأمور، والأولى بها في هذه الحالة أن تلجأ إلى ستر قبيحهم وإظهار جميلهم , وعدم التسرع في نقدهم لاسيما إن كان نقدًا لا يراعي ضوابط الدعوة إلى الله تعالى.[/gdwl]
اسال الله المنفعة لي ولكن …
م.ن للفائدة
جعله الله في موازين حسناتك
لك ودي
ألف شكر لك أختي
الشكر لك على المرور والاهتمام
نفعنا الله واياك بجميل القيم والاخلاق
نفعنا الله واياكم