فإن بعض الأطفال ما بين سن 6 و8 سنوات يبرعون في الكتابة، لكن الغالبية منهم يجدونها
في غاية الصعوبة، ويرى الاختصاصيون أن ما يزيد مشكلة الكتابة صعوبة هو ارتباطها بعدة عوامل،
فمثلاً، يجد الطفل نفسه مضطراً إلى ترتيب أفكاره ليتمكن من كتابة الجملة، وإذا توصل اليها
يصبح مطلوباً منه ترتيب كلماتها ولفظ الحروف بالشكل الصحيح ليتمكن من كتابتها بصورة صحيحة،
ويشير الاختصاصيون إلى أن الأولاد يواجهون صعوبة أكثر في الكتابة من البنات، ويحتاجون إلى
وقت أطول لتطوير مهاراتهم الكتابية. كما لا ينبغي أن نغفل عامل الخوف والرهبة،
حيث يشعر الأطفال بالخوف من عدم قدرتهم على صياغة أفكارهم، أو عدم تناسق خطوطهم،
وهذا كله يجعل من الكتابة تحدياً كبيراً بالنسبة لهم،
وهنا نطرح سؤالاً مهماً:
ماذا بمقدور الأسرة أن تفعل لتساعد طفلها على تجاوز هذه المشكلة؟
في كتابه "طرق تساعد الأطفال على التغلب على صعوبات الكتابة"
ينصح البروفيسور روبرت مالوي، أستاذ التعليم العام بجامعة "ماساشوستس" الأمريكية،
بعدم التركيز على الأخطاء الإملائية أو النحوية في الكتابة. وأثناء الكتابة، إذا طلب الطفل
مساعدة تتعلق بالإملاء نقدمها له، على أن نتجنب التصحيح له بينما هو منشغل بالكتابة كي
لا يصاب بالتشوش أو الإحباط، مشيراً إلى أن تعلم الكتابة يشبه سباق المارثون الطويل،
الذي يحتاج النجاح فيه إلى فترات طويلة من التدريب والتمرين، ويعتقد الكاتب أننا لا نستطيع أن
نعتمد على المدرسة بالكامل، وأن جهود المدرسة تحتاج إلى دعم من قبل المنزل. فمثلاً يمكن
تشجيع الطفل على الكتابة من خلال تزويده بأدوات كتابية مزخرفة وجميلة تشجعه على الكتابة،
وحثى على كتابة الرسائل لأصدقائه، لئلا يشعر بأن عملية الكتابة تقتصر على الوظائف المدرسية فقط. ولكي يتقن الكتابة، عليه أن يجيد القراءة وهذا يتطلب تشجيعه عليها من خلال تزويده بالقصص
والمجلات وحثى على نسخ الجمل والعبارات أو النكات أو الأغاني التي تثير إعجابه