تخطى إلى المحتوى

استري نفسك 2024.

السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم

نريد أن نعيش الستر…فماذا نفعل لنتخلق بهذا الخلق؟

1ـ احتسبي يا أمة الستير أن الله حيي ستير ماذا نعني بهذا؟
بمعنى أن أي امرأة صالحة، أي عبد صالح عندما نقول له قال النبي صلى الله عليه وسلم "إن للهِ تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلا واحدًا، مَن أحصاها دخلَ الجنةَ ."[صحيح البخاري(2736)]
هل تعلم ما معنى كلمة أحصاها ؟
أي من عدها، من علمها، من حفظها، من عمل بمقتضاها، فأنتي أمة الستير إذا كنت تريدي أن يسترك الله استريه، فأول شئ لكي يكون لديك هذا المعنى، ما هو المحفظ على الستر ؟ أن تكوني أمة الستير.، استري كما يستر الله عليكي لأنك لو فضحتي سيفضحك الله ويتتبع عورتك ولو في جوف بيتك .
فمن صفات الله تعالى أنه ستير يحب الستر كما قال سبحانه وتعالى { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}[الشورى:25] أي أنه يعلم ما تفعلون فيستركم، وقوله تبارك وتعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌}
[الشورى:30] .
وقال شقيق ابن إبراهيم استتمام صلاح عمل العبد بست خصال، ست أشياء هذة هي علامات الصالحات، علامات الملتزمات، هؤلاء هم من يطلق عليهن اسم أخوات، والله ليس بحجاب ولا بنقاب، إنما استتمام صلاح عمل العبد بست خصال :
1ــ تضرع دائم وخوف من وعيد الله، هل أنتِ متضرعة وتخافي أن تقابلي وجه رب كريم أم مغرورة ؟
2ــ حسن الظن بالمسلمين.
3ــ اشتغاله بعيبه ولا يتفرغ لعيوب الناس.
4ــ يستر على أخيه عيبه ولا يفشي في الناس عيبه، رجاء رجوعه عن المعصية وإستصلاح ما أفسده من قبل، الســـتـــــر.
5ــ ما اطلع عليه من خسة أعماله يستعظمها وهو{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَعِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ}

[النور:15] وهو تعظيم الجناية، دائما الأشياء الذي يفعلها يرى أنها جبل، جبل على كتفه، دائما تري أنك فعلت أشياء تجعلك صامته، تجعلك في حالك وليس مشغولة، إنما عندما تكوني أنتِ عاصية وعندما يأتي أحد ويقول لكِ رأيت هذة الفضيحة تقولي ما هذا هؤلاء كذلك يعصوا؟! أصبح كله كذلك، أنا ظننت أني فقط أفعل هذا، بدلًا أن تقولي ربنا يسترنا، ربنا يسترنا، دائما اجعليها على لسانك، عندما يقول لكِ أي شخص عن شئ أولًا لا تسمعيه، وردِ هذا الكلام، بالله عليكم لا أسمع غيبة ولا نميمة ولا أخوض في الباطل ولا أي شئ من هذا، كلمة الفضيحة هذة كلمة مقذذة لدي، ودائما عندما يأتي أحد ويثني عليك أو يقول أي شئ من هذة الأشياء الذي فيها عيوب هذة رددي يارب استرنا، استرنا يارب، يارب استرنا اجعليها تحت لسانك دائما.
اســــتــــــــــري نــــــــــــفــــــســــــــــك.
6ــ عندما يحكي لك أحدًا شئ من تلك الأشياء أن يكون صاحبه عنده مصيبًا، دائما عندما يقول لكِ أحد على فكرة تقولي له: أنت أكيد على خير إن شاء الله، إن شاء الله أنت على صواب، إن شاء الله تكون تلك الأخت أرادت الخير، وهذا من باب إحسان الظن أيضًا معنى من هذة المعاني، أن يكون صاحبه عنده مصيبًا .
فأول شئ لكي تفعلي هذا الكلام أن تكوني أمة الستير.
2ـ لكي تستري تحتاجي إلى الإخلاص لماذا؟
من سمع سمع الله به، ومن رائى رائى الله به، كان بشر الحافي يقول: اللهم إنك تعلم أن الذل أحب إلي من العز، وان الفقر أحب إلي من الغنى، وأن الموت أحب إلي من البقاء، وكان يقول أن الإنسان قد يكون مرائيًا بعد موته يحب أن يكثر الخلق في جنازته، تريدي أن تتخلصي من أي مشكلة في حياتك أخلصــي تتـــخـلــــــــصي.
3ـ حتى تنالين هذا الستر، وتنالين عفو ربك عنك فأنت تحتاجي إلى التوبة والإنابة
الله من شأنه يحب الستر، والصون لعباده، ويحب من عباده أن يصنعوا ذلك مع الناس، اغفري يغفر لكِ، واعفو يعفى عنكِ، وتجاوزي يتجاوز عليكي، واستري يستر الله عليكي.
4ـ لا تجاهري بمعصية أبدًا، ولا تتكلمي عن معصية إقترفتميها أبدًا
حتى إن كنت تريدي أن تسألي سؤال من الجميل أن تقولي امرأة وقعت في كذا وكذا وكذا ما الحكم؟، ولا تقولي أنا فعلت كذا وكذا وإن كان يجوز شرعًا، لكن دائما تسعي إلى الستر، استري على نفسك ولا تجاهري بذنب.
كان يقول كما روى الحاكم والبيهقي " اجتنِبوا هذه القاذوراتِ التي نهى اللهُ تعالى عنها، فمن ألَمَّ بشيءٍ منها فلْيستَتِرْ بسِترِ اللهِ، و لْيَتُبْ إلى اللهِ، فإنه من يُبدِ لنا صفحتَه، نُقِمْ عليه كتابَ اللهِ"[قال الألباني صحيح، صحيح الجامع(1499] يعني الحدود.
5ــ إذا كنت تريدي أن تنالين مثل هذا، وتكوني ساترة لنفسك متحققة بهذا الخلق الكريم أن لا تتبعي سقطات أهل المعاصي .
وهذا من حقوق الأخوة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}[الحجرات:10]، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة كما قلنا.
بالتالي من الأشياء المهمة جدًا أن نسعى في هذا الأمرفي مسألة الستر والعلماء هنا جعلوا بعض الضوابط في هذة المسألة فقه الستر ضوابطه وحدوده :
أولًا: طالما لا يجاهر الإنسان بالمعصية ويتجرأ على الله فالأصل أن نعذره، في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده أن النبي قال" رأى عيسى بنُ مريمَ عليْهِ السَّلامُ، رجلًا يسرقُ فقالَ لَهُ : أسرقتَ قالَ لا واللَّهِ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هوَ قالَ عيسى عليْهِ السَّلامُ آمنتُ باللَّهِ وَكذَّبتُ بصَري"[قال الألباني صحيح، صحيح النسائي(5442)]
ثانيًا: أن لا يحاول المرء الإشتغال بعيوب الناس كما أفضنا في ذلك، والسكوت عن عيب الناس أولى من أن يفشي هذا الأمر.
ثالثًا:من الضوابط أيضًا أن الأمر طالما ليس متعلقًا بحد من الحدود ولم يرفع إلى السلطان فالأصل الستر.
أقول لكم على قصة سيدنا ابن عباس أتى إليه رجل وقال له: قتلت نفسًا فهل لي من توبة؟ فقال له: يا هذا هل لك من أم؟ قال:نعم، قال: فبرها، فقالوا له ما الذي أدخل بر الوالدين وصلة الأرحام في موضوع القتل؟
قال: لم أعرف طاعةً هي أعظم في تكفير الذنوب من البر والصلة.
الشاهد هنا في القصة أن الرجل جاء يعترف بالقتل، المفروض أن ماذا يفعل به؟ يبلغ عليه، لا، طالما لم يرفع شأنه إلى السلطان الأصل أن يستر.
ودليل ذلك أن قريش لما أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت وقالوا من يكلم فيها رسول الله ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب النبي فكلمه أسامة فقال رسول الله أتشفع في حد من حدود الله؟! طالما اترفع فلا، أما غير ذلك فاستري، وانصحي الناس أن يتستروا، أما الشخص الذي يجاهر بالمعصية ويستخف بحدود الله وبالناس، فليس لهذا الشخص ستر، وليس أهلًا للستر، الستر لا يتناول من كان منكره يلحقه الضرربالمجتمع عامةً .
الأصل أن تستري نفسك، وتستري عيوب الناس، ولا تأخذي أبدًا أبدًا في الفضائح، ولا تخوضي فيما يخوض فيه الناس بالباطل، كفِ لسانك، فإن من كفت لسانها نجت.
أذكرك دائما لا يستقيم إيمان العبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه
انشغلي بعيبك، انشغلي بنفسك، ولا تنشغلي بعيوب الناس تجدين الرحمة من الرحيم الرحمن.
~~~~~

~خير ماأختم به : لاإله إلا الله ..~
><سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك><
~~~~~

الجيريا

الجيريا
الجيريا

اللهم استرنا في الدنيا و في الآخرة

شكرا على الموضوع القيم

اللهم استرنا على اللرض ويو م العرض ولا تجعلنا من المفضوحين
ربي انا ظلما انفسنا فاغفر لنا جعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك و جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.