تخطى إلى المحتوى

من اسباب الفتن والمشاكل والبلايا .التي حلت على بعض البلدان . 2024.

ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻭﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ

ﻣﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻦ : ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻴﺔ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺒﻠﻴﺔ | ﻟﻠﺸﻴﺦ : ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺪﺧﻠﻲ

ﺃﻧﺘﻢ ﺍﻵﻥ ﺗَﺮﻭْﻥ ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ، ﻭﺗَﺮﻭﻥ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻐﻴﺮﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ، ﻭﺍﻟﺒﻼﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻠَّﺖ ﺑﻬﻢ:
· ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻭﻟًﺎ : ﺍﺑﺘﻼﺀٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺷﻚَّ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ.
· ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ: ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺬُّﻧﻮﺏ، ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻟﺬُّﻧﻮﺏ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺬُّﻧﻮﺏ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﺃﺷﺪّ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻭﺑﺪﻋﺔ
ﺍﻟﺜَّﻮﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤُﻜﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺭﺗﻀﻮﻩ، ﻭﻣﻦ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، ﻭﺍﺭﺗﻜﺒﻮﻩ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻦ، ﻭﺍﻟﻘﻼﻗﻞ

ﻣﺎ ﺣﻠَّﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻵﻥ ﻣُﺮﻛَّﺒﺔ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻴﻦ، ﺧﺒﻴﺜﻴﻦ، ﻓﺎﺟﺮﻳﻦ: ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻭﻣﺬﻫﺐ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
· ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ: ﻓﻬﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﻭﺗﻌﺮﻓﻮﻧﻪ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳُﻜﻔِّﺮﻭﻥ ﺣﻜَّﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺑﻞ ﻭﻳﺘﻠﻤَّﺴﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﻭﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨَّﺎﺱ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﻘﺼﺪ، ﺃﻭ ﻟﻢ ﺗُﻘﺼﺪ ﻳﺠﻌﻠﻮﻧﻬﺎ ﻣﻘﺼﻮﺩﺓ، ﺛﻢ ﻳﻀﺨﻤﻮﻧﻬﺎ، ﻭﻳﺒﺎﻟﻐﻮﻥ
ﻓﻴﻬﺎ، ﺛﻢ ﻳﺤﻜﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻧﻴَّﺎﺕ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﺛﻢ ﻳُﻨﺰﻟﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﺑﺪﻋﺔ
ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ، ﻭﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ، ﻭﺭﺃﻱ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺟُﺮِّﺩ ﺍﻟﺴَّﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺔ ﻣﺤﻤﺪ – ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ – ﻓﺰﻟﺰﻟﻮﺍ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘِﺪﻡ، ﻭﻣُﺼﻴﺒﺘﻬﻢ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻤﻬﻢ ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ- ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻫﺬﺍ ﺃﻭﻟًﺎ .
ﻭﺛﺎﻧﻴًﺎ: ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﺪﺍﺩﻫﻢ ﺑﻔﻬﻢ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ – ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ- ﻓﻼ ﻫﻢ ﻓﻬﻤﻮﺍ، ﻭﻻ ﻫﻢ ﺭﺿﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﻳُﻔَﻬَّﻤُﻮﺍ،
ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻋﻤﻠًﺎ ﺑﻘﻮﻟﻪ: } ﻭَﻣَﻦْ ﻟَﻢْ ﻳَﺤْﻜُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ { ] ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ : .[44
ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻘﺖ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﺪﻋﺔ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ، ﻭﻳُﻨﺎﺩﻯ ﺑﻬﺎ، ﻭﻳُﺪﻋﻰ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﻥ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻟﻸﺳﻒ ﺩﻋﻮﻯ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺗﻘﻠﺐ ﻋُﺮﻭﺵ، ﻭﻳُﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺣُﻜَّﺎﻡ، ﺍﺭﺣﻞ، ﺍﺭﺣﻞ، ﻭﻣﺎ ﻭﺍﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸِّﻌﺎﺭ ﻣﻦ ﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﺸِّﻌﺎﺭﺍﺕ، ﺛﻢ ﺗﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘَّﺠﻤﻬﺮﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺸَّﺮﻕ .
ﺃﻭﻟًﺎ : ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸَّﺮﻕ ﻗﺪﻳﻤًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ، ﻭﺇﻧَّﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺸَّﺮﻕ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺇﻟَّﺎ ﺍﻟﻜﺒﺖ، ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺪ،
ﻭﺍﻟﻨَّﺎﺭ، ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﺍﻟﺸّﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ، ﻟﻜﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻐﺮﺏ، ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ، ﺍﻟﺨﻂ ﺍﻟﺘَّﻘﺴﻴﻢ ﻟﺒﺮﻟﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻻﺳﻜﺎ، ﻭﺷﻤﺎﻝ ﻛﻨﺪﺍ،
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﻮﻛﻼﻧﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻧﺸﺄﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﻠﻮﻫﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ، ﻓﺎﻟﺘﺤﻢ ﻫﺆﻻﺀ
ﻭﻫﺆﻻﺀ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ، ﻳﻨﺎﺩﻭﻥ ﺑﺎﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﺤﺼﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻼﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺒﻼﺩ
ﺍﻹﺳﻼﻡ.
ﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻧﻚ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪُّﻋﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺣُﻜﻢ ﺍﻟﺸُّﻌﻮﺏ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﻫﺎ، ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ
ﻳﻬﻮَﻭﻥ، ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧًﺎ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘَّﻌﺒﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ، ﻭﺣﺮﻳَّﺔ ﺍﻟﺮَّﺃﻱ، ﻭﺍﻟﺮَّﺃﻱ ﺍﻵﺧﺮ،
ﺗﻤﺎﻣًﺎ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺑُﻠﺪﺍﻥ ﻣﻨﺸﺄ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺃﻭﺭﺑﺎ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﺮﻭﻥ، ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺍﻟﺪِّﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ،
ﻭﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻟﺮﺃﻱ، ﻭﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻟﺘَّﻌﺒﻴﺮ، ﻭﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ، ﻭﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻟﻔِﻜﺮ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ، ﺭﺃﻳﺘﻢ ﻣﺎﺫﺍ
ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻣﻤﻨﻮﻉ، ﺻﺢ ﻭﺇﻻ ﻻ؟ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻴﻪ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻬﻢ، ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﻧﺤﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﺸﻨﺎ ﻋﻨﺪﻫﻢ،
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻵﻥ؟!! ﺫﻫﺒﺖ.
ﺃﻳﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؟ !! ﺫﻫﺒﺖ.
ﺃﻳﻦ ﺣﺮِّﻳﺔ ﺍﻟﺮَّﺃﻱ؟!! ﺫﻫﺒﺖ.
ﺍﻟﻔِﻜﺮ؟!! ﺫﻫﺒﺖ.
ﺍﻟﺘَّﺪﻳﻦ؟ !! ﺫﻫﺒﺖ.
ﺍﻟﺸَّﺎﻫﺪ: ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ، ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪِّﻋﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻓﻌﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﺳﻮﺍﺀً ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ
ﺍﻷﺻﻠﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﺴُّﺬَّﺝ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺒﻠﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﺃﻭﻃﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻭ
ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺒﻮﻫﺎ ﻟﻴﺘﻮﺻﻠﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺂﺭﺑﻬﻢ، ﻓﺎﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﺟﻤﻴﻌًﺎ ﻓﺄﺣﺪﺛﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸُّﺮﻭﺭ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺮﻭﻧﻬﺎ، ﻣﺎ ﻭﺍﺟﺒﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻧﺤﻮ ﻫﺬﺍ؟
ﺃﻭﻟًﺎ : ﻧﺤﻦ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ َّﻫﺬﺍ ﻻﺷﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﻼﺀ ﺍﻟﻠﻪ -ﺟﻞَّ ﻭﻋﺰ :- } ﻭَﻟَﻮْ ﺃَﻥَّ ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟْﻘُﺮَﻯ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺍﺗَّﻘَﻮْﺍ ﻟَﻔَﺘَﺤْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﺑَﺮَﻛَﺎﺕٍ
ﻣِﻦَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻛَﺬَّﺑُﻮﺍ ﻓَﺄَﺧَﺬْﻧَﺎﻫُﻢْ ﺑِﻤَﺎ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻳَﻜْﺴِﺒُﻮﻥَ { ] ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ: [96 ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺰﻝ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ
ﺫﻧﻮﺑﻬﻢ، ﻻ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ،
ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞَّ ﻭﻋﺰ ـ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻭَﻣَﺎ ﺭَﺑُّﻚَ ﺑِﻈَﻠَّﺎﻡٍ ﻟِﻠْﻌَﺒِﻴﺪِ { ] ﻓﺼﻠﺖ : [46 } ﻭَﻣَﺎ ﻇَﻠَﻤْﻨَﺎﻫُﻢْ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻛَﺎﻧُﻮﺍ ﻫُﻢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ {
] ﺍﻟﺰﺧﺮﻑ: [76
ﻓﺎﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ ﺇﺫﺍ ﻭﻗﻊ ﺣﺼﻞ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻻ ﻳﻌﺰﺏ ﻋﻨﻜﻢ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨَّﺒﻲ ـ ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢ ـ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻭﺍﻩ
ﺛﻮﺑﺎﻥ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ـ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﺄﻟﻪ ﺭﺑﻪ ﺛﻼﺛًﺎ، ﻓﺄﻋﻄﺎﻩ ﺍﺛﻨﺘﻴﻦ، ﻭﻣﻨﻌﻪ ﺍﻟﺜَّﺎﻟﺜﺔ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺃﻻ ﻳﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺘﻪ ﻋﺪﻭًﺍ ﻣﻦ
ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻓﻴﺴﺘﺒﻴﺢ ﺑﻴﻀﺘﻬﻢ، ﻓﻠﻢ ﻳﻌﻄﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﺟﻞَّ ﻭﻋﻼ ـ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﻣﻄﻠﻘًﺎ، ﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻣﻮﺍ، ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻢ ﻟﻢ
ﻳﺴﺘﻘﻴﻤﻮﺍ، ﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻫﻨﺎ ﻫﻲ )) ﺣﺘَّﻰ ﻳَﻘْﺘُﻞَ ﺑﻌﻀُﻬُﻢ ﺑَﻌْﻀًﺎ، ﻭﻳَﺴْﺒِﻲ ﺑَﻌﻀُﻬُﻢ ﺑَﻌْﻀًﺎ (( ﻓﺈﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ، ﺗﺴﻠَّﻂ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻋﺪﻭﻫﻢ، ﻭﺍﻟﺴَّﺒﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻀﻌﻔﻮﻥ، ﻭﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺳﺒﺐ ﻗﻮﺗﻬﻢ، ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﺤﺒﻞ
ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ: } ﻭَﺍﻋْﺘَﺼِﻤُﻮﺍ ﺑِﺤَﺒْﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻔَﺮَّﻗُﻮﺍ { ] ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : [103
} ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻛَﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺗَﻔَﺮَّﻗُﻮﺍ ﻭَﺍﺧْﺘَﻠَﻔُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺑَﻌْﺪِ ﻣَﺎ ﺟَﺎﺀَﻫُﻢُ ﺍﻟْﺒَﻴِّﻨَﺎﺕُ ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻟَﻬُﻢْ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ (105) ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﺒْﻴَﺾُّ ﻭُﺟُﻮﻩٌ
ﻭَﺗَﺴْﻮَﺩُّ ﻭُﺟُﻮﻩٌ ﻓَﺄَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺳْﻮَﺩَّﺕْ ﻭُﺟُﻮﻫُﻬُﻢْ ﺃَﻛَﻔَﺮْﺗُﻢْ ﺑَﻌْﺪَ ﺇِﻳﻤَﺎﻧِﻜُﻢْ ﻓَﺬُﻭﻗُﻮﺍ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏَ ﺑِﻤَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻜْﻔُﺮُﻭﻥَ { ] ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 105 ،
.[106
ﻓﺴَّﺮﻫﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ـ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ـ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ , ﻭﺗﺒﻴﺾّ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴُّﻨﺔ، ﻓﻬﺆﻻﺀ ﻭﻫﺆﻻﺀ، ﻻ ﺷﻚ
ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺪﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﺼِّﺮﺍﻁ ﺍﻟﺴَّﻮﻱ، ﻭﺍﻟﺼِّﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ، ﻭﻫﻮ ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ـ ﺟﻞَّ ﻭﻋﻼ ـ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﻳﻠﺘﻤﺴﻮﻥ
ﺍﻟﻬﺪﻯ، ﻭﺍﻟﻨُّﻮﺭ، ﻭﺍﻷﻣﻦ، ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻭﺳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺯﻕ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻓﻨﺰﻝ ﺑﻬﻢ ﻣﺎ ﻧﺰﻝ، ﺗﺸﺘﺖ، ﻭﺗﻔﺮﻕ، ﻭﺗﺤﺎﺭﺏ، ﻭﺗﻨﺎﺣﺮ،
ﻭﺳﻴﻼﻥ ﺩﻣﺎﺀ، ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﻙ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺃﻋﺮﺍﺽ، ﺧﻮﻑ ، ﺟﻮﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻃﺎﻳﺢ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺴﺒﺐ؟ ﺑﺴﺒﺐ
ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﺷﻚ، ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻼﺀ، ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ -ﻭﻟﻨﻜﻦ ﺻﺮﺣﺎﺀ- ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺴﻤﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮَّﺑﻴﻊ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ، ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ
ﺃَﺗﺎﻙَ ﺍﻟﺮَﺑﻴﻊُ ﺍﻟﻄَﻠﻖُ ﻳَﺨﺘﺎﻝُ ﺿﺎﺣِﻜًﺎ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺤُﺴﻦِ ﺣَﺘّﻰ ﻛﺎﺩَ ﺃَﻥ ﻳَﺘَﻜَﻠَّﻤﺎ
ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺭﺑﻴﻌًﺎ، ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺇﻻ ﺩﻣﺎﺀ ﺗﺴﻔﻚ، ﻭﺣﺮﻣﺎﺕ ﺗﻨﺘﻬﻚ، ﻭﺃﻋﺮﺍﺽ ﺗﻨﺘﻬﻚ، ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺪﻣﺮ، ﻭﺑﻠﺪﺍﻥ ﺗﻄﻴﺢ، ﺃﻳﻦ
ﺍﻟﺮَّﺑﻴﻊ؟ !!

بارك الله فيك أختي الفاضلة لطرحك لهذا الموضوع المهم والمفيد الذي أصبح يهدد أمن البلدان العربية المسلمة

فتن تهدد أمنها واستقرارهاوتفرق جماعتها وتزعزع دولهم بتخطيط من الأعداء وتنفيذ من الغوغائيين والأغرار من أبناء تلك الدول المستهدفة دون تفكير في العواقب ومآلات الأمور تأثراً بالوعود الكاذبة وجرياً وراء السراب الخادع حتى أصبحت لا تسمع ولا تقرأ في وسائل الإعلام إلا ما يزعجك من تقتيل وتشريد وسقوط حكومات وتغير أحوال وقد تحقق في هؤلاء الذين يوقدون تلك الفتن قول الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم " (دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها )

ولذلك أول ما رد به أهل العلم حول الدعوة إلى الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات بأن ديننا يمنع من ذلك كله ولا يجيزه ويأمر بالهدوء والسكينة والتلاحم بين الراعي والرعية وينهى عن الفوضى ويأمر بالقضاء على الفتن وأهلها فهو ينهى عن البغي والعدوان والخروج على ولي الأمر ويأمر بالإصلاح .

أسأل الله ان يحفضنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن و أن يتم علينا الأمن و الاستقرار في بلادنا .

الحمد لله يوووووجد من يدعوا الى اصلاح بلدانهم بالتي هي احسن……..

جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.