كثيراً ما نحآول الخشوع
في صلآتنا .. نحآول ونحآول ولكن دون جدوى !
نغير من الأذكآر وسور القرآن .. ولا نخشع !
نحآول أن نستشعر أننا نقف أمام قيوم السماوآت والأرض .. فلآ نستطيع !
نتخيل الجنة عن يميننآ.. والنآر عن يسارنآ .. والصرآط من تحتنآ ..
والكعبة أمامنآ ولكن مه هذآ … فلآ فآئدة أيضاً !
شئ غريب حقاً ؟! .. ترى ما هو السبب ؟؟!
لمآذا دآئما عندما نحآول الخشوع لا نستطيع .. وغيرنا يخشع فور أن يبدأ في صلآته !
تخيلوا معي هذآ المثال …
لنفترض أن لدينآ كوباً صغيراً مليئاً بعصير [البرتقآل] مثلا !
والكوب ممتلئ عن آخره والعصير ينسكب على أطرآفه ..
إذآ أردنآ أن نضع مثلآ عصير [الليمون] في نفس الكوب ..
فمن سآبع المستحيلآت أن نتمكن من وضعه فوق عصير
البرتقآل لأنه بلآ شك سينسكب ولن يدخل دآخل الكوب أصلآ ..
بل يجب علينا أولآ أن نفرغ الكوب من بعض عصير
البرتقال حتى نتمكن من وضع ولو كمية قليلة من عصيرالليمون ..
وكلمآ فرغنآ الكوب أكثر من عصير البرتقآل .. وضعنا فيه كمية
أكبر .. من عصير الليمون صحيح ؟!
وكذلك القلب .. قلب الإنسآن إذا كآن مليئاً بشئ فلن نستطيع وضع شئ
دآخله قبل أن نفرغ قليلآ من الشئ الأول ..
فإذآ كآن قلبك مليئاً بالشهوآت والشبهآت وحب الدنيآ والرغبة فيهآ ..
من المستحيل أن تأتي أنتي في لحظة … وتضي الخشوع في قلبك بدل كل هذا !
وهذآ هو السبب ورآء عجزنآ عن الخشوع في صلآتنا ..
إذاً إن أردنآ ان نخشع ماذا نفعل ؟؟ ..
الجوآب .. علينا أولآ أن نفرغ قلبنا من الشهوآت وحب الدنيآ ..
لكي نتمكن من الخشوع !
ولكن بقي هنآك سؤال يطرح نفسه .. وهو :
كيف أفرغ قلبي من حب الدنيا ؟ كيف أضع فيه الخشوع ؟ كيف اجعله خاشعا لله ؟
لا تقلقي فهنآك جوآب بالتأكيد ..
نأتي الآن إلى أهم جزء في الموضوع وهو .. كيف أضع الخشوع في قلبي ؟ وأكون
من الخاشعين في صلآتي ؟؟
هنآك بعض الخطوآت عليكِ أن تتبعيها وهي :
* الاستعانة بالله والتوكل عليه :
أولآ وقبل كل شئ .. عليكِ أن تستعيني بالله سبحانه وتعالى وتتوكلي عليه
سليه في كل صلآة أن يضع الخشوع في قلبك ويملأ قلبكِ بالإيمآن .. وأن يبعد
عنه الشهوآت والشبهآت وحب الدنيا .. وأن يعينك ويقويك ِ على طآعته !
وأكثري من دعاآء (( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبآدتك ))
وأيضاً أكثري من دعآء (( اللهم ارزقني قلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً وعيناً دامعةً )) !
ولن يخيبك الله أبداً .. دعيه فقط يرى الخير في قلبكِ وأنكِ تريدين التقرب منه
ولن يخيبكِ أبداً ! …
* أكثري من ذكر الله سبحآنه وتعالى :
أكثري من الذكر والأستغفار وعودي لسآنك على الذكر .. فذكر الله هو أفضل العمل
ويبعد النفاق عن القلب ..
إذا رأيتي مثلا شيئاً أدهشك وقلتي " سبحان الله " .. استغلي الفرصة وكرريها أكثر
من مرة واستشعري معناها في قلبكِ .. وكذلك إن رأيتي أحداً ابتلاه بمرض أو بشئ
لم يبتليك له
.. فاحمدي الله .. أو كلما تذكرتي نعمة من نعم الله عليكِ وقلتي " الحمد لله "
كرريها أكثر من مرة .. مئة مرة أو أكثر ! واستشعري المعنى ومع كل مرة تقولين فيها
الحمد لله تذكري نعمة أنعم الله عليكِ بها !
وإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامك .. صلي عليه عشر مرآت على الأقل
وهكذا تدريجياً .. سيتعود لسانكِ على ذكر الله والصلآة على الرسول عليه الصلآة والسلآم
حتى يتعلق قلبكِ بهما ويصبحا أحب إليكِ من سواهما !
وهذا بلآ شك سيجلب الخشوع لقلبك ِ
* استعدي بقلبكِ وجوارحكِ قبل الصلآة :
لكي تخشعي في صلآتك ويحضر قلبك فيها .. يجب أن تستعدي لها أولآ ..
فأي حدث مهم يجب علينا الإستعداد له قبل بدأه .. ولآ شك أن الصلآة أمر مهم جدآ
فيكفي أنه لقآء يجمعكِ بفاطر السماوات والأرض ..
تخيلي مثلآ أنكِ ذاهبة إلى لقآء مع أحد الوزراء ؟ .. كيف ستكون استعداداتك ؟
هل ستذهبين هكذا بدون أي شئ ؟؟ قبل الموعد كيف سيكون حالك ؟ هل ستكونين أمام التلفاز
تشاهدين مسلسلكِ المعتاد .. وتتأخرين على اللقاء قليلا بسبب المسلسل ..
ثم تقومين هكذا وتذهبين للقاءه ؟؟ .. مستحيل !
بل ستسعدين جيدا وتحفظين كل كلمة ستقولينها أمامه وترتبين مظهرك وتهتمين بكل شئ !
فمن باب أولى .. إذا ذهبتي للقاء ملك الملوك .. رب السماوات والأرض .. فاستعدي !
قبل موعد الأذان بخمس أو عشر دقآئق .. قومي وتوضأي ..
وأثناء الوضوء .. استشعري وأنتِ تغسلين كل عضو من الأعضاء أن ذنوبك التي
ارتكبتيها به ستغفر لكِ بأذن الله .. وستنزل مع قطر الماء .. وتذكري كم من الذنوب التي
ارتكبتيها ..
ثم بعد هذا اذهبي وارتدي ملآبس الصلآة .. اجلسي على سجادتك واقرأي شيئاً من القرآن
اختاري بعضاً من قصار السور غير تلك التي تقرأينها في كل مرة !
واختاري لكل ركعة سورة .. وإن استطتعتي .. فصلي ركعتين نافلة قبل الصلآة
وعندما يؤذن رددي خلف المؤذن .. ثم قولي دعاء الأاذان ( اللهم رب هذه الدعوة التامة
… الخ ) وادعي لنفسك بين الأذآن والإقامة .. ثم قفي واستقيمي … طأطئي رأسك
وادخلي في صلآتكِ .. وليبدأ لقائكِ مع الله !
* حافظي على قيآم الليل :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((عليكم بقيام الليل، فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات
ومنهاة للإثم )) ..
لا تقولي وما دخل قيام الليل بالخشوع .. تأملي جيدا في هذا الحديث
تأملي " قربة إلى ربكم " أي أن قيام الليل يقرب العبد من ربه وهذا بلا شك سيجعل
القلب يخشع لله ..وتأملي أيضاً .. " مكفرة للسيئات " إذا قيام الليل يكفر السيئات
وقد ذكرنا أن السبب الرئيسي لعدم الخشوع هو الذنوب التي تملأ القلب والشهوات
وكلها سيزيلها قيام الليل .. إذاً سنتمكن بأذن الله من الخشوع بعد قيام الليل !
وأيضاً " منهاة عن الإثم " .. سيبعدكِ قيام الليل عن الذنوب المحرمات وبهذا
لن ترتكبي بأذن الله الكثير من المعاصي والتي من شأنها أن تبعد الخشوع عن قلبك !
إذا قيام الليل له دور مهم جدا جدا جدا في الخشوع فحافظي عليه قدر المستطاع
ولو حتى بركعتين فقط
وطبعا هذا لن يكون من أول يوم .. بل عليكِ الاستمرار عليه فترة طويلة
ولا تجعلي الشيطآن يلهيك ! فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم !
* معرفة الله سبحانه وتعالى والخوف منه :
عليكِ أن تعرفي الله سبحانه وتعالى جيدا وأن تعرفي أسماءه الحسنى وصفاته العلى
ومعانيه .. وأن تستشعري قوته وعظمته ورحمته بعباده ، وشدة عقوبته !
وغضبه على العبد وكيف يكون ؟ ورضاه وكيف يكون وغيرها من الاشياء ..
وأنصحك ببرنامج ( كيف تتعامل مع الله ) للشيخ مشاؤي الخراز سيفيدكِ جدا
في هذا الأامر ان شاء الله .. مدة الحلقة عشر دقائق فقط !
* معرفة الجنة والنار والدنيا والآخرة :
اعرفي الجنة وما فيها من نعيم .. والنار وما فيها من عذاب .. وكذلك القبر وما يحدث فيه
من سؤال الملكين وغيرها .. واعرفي أن الدنيا فانية وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة
وإلا لما سقى منها كافر شربة ماء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم !
اقراي كثيرا عن هذا الأشياء وستستفيدين بأذن الله ! وسيبتعد قلبكِ عن الدنيا ويرغب في الآخرة
كلمة أخيرة : كل هذه النصائح لا تطبق في يوم واحد .. بل عليكِ الاستمرار عليها
وبالتدريج سترين الفرق بأذن الله ! ..
هذا مالدي .. اتمنى أني استطتعت إفادتكن .. وهذه النصائح لي قبل أن تكون لكم
وأتمنى أن نطبقها جميعاً وأن يعيننا الله على فعلها ..
وأن يسهل علينا عبادته !
منقول للافادة.
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيّم
جزاك الله خيرا
شكرا جزيلاً.
كلنا نعاني من هذا المشكل
ان شاء الله نكونو من الخاشعين يااااارب