السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله حدة لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمدا صلى الله عليه وسلم
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار.
أخواتي في الله…
أولاً:
معنى احتقار الذنوب:
هو تصغير الذنب وتهوينه في عين الإنسان.
وتصغير الشيطان وتسهيله للذنب في عين الإنسان.
مثل سماع الأغاني والموسيقى والعباءه على الكتف.
والشيطان حريص على تصغير الذنب وذنب على ذنب يصبح جبال من الذنوب.
ثانياً:
خطورة احتقار الذنوب:
1. تجرأ على الله عز وجل.
يقول الله تعالى في الحديث القدسي:" ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً
وعلى حافتي الصراط سوران وعلى الأسوار أبواب وعلى الأبواب ستور
مرخاة وعلى راس الصراط داعٍ يقول: أدخلوا ولا تعوجوا ومن جوف الصراط
داعً يقول: لكل من اقترب من الباب إياك أن تفتحه إنك عن تفتحه تلجه"
ثم قال عليه السلام في تفسير الحديث:
الصراط المستقيم ==> دين الإسلام.
السوران ==> حدود الله.
الأبواب ==> محارم الله.
الداعي الذي على رأس الصراط ==> القرآن.
الداعي الذي في جوف الصراط ==>واعظ داخل الإنسان.
2. تسهيل الاستمرار فيها والمداومه عليها وهذا يوقع في الإصرار على الذنب..
وإذا أصر المرء على الذنب يصبح كبيرة من كبائر الذنوب.
وقال رسول الله:" ارحموا ترحموا واغفروا يُغفر لكم ويل لأطماع القوم
ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون".
عقوبات الإصرار على الذنب:
1. سوء الخاتمة.
2. سواد القلب.
3. حرمان الرزق وقد قال صلى الله عليه وسلم:
" إن العبد ليحرم الرزق بذنب يصيبه".
وكل ما يكون الإنسان في طاعة الله يفتح له أبواب الرزق.
ثالثاً:
الأسباب التي تجعلنا نحتقر ذنوبنا:
1. عدم المعرفة بالله عز وجل ونحن بحاجه إلى معرفه أسماء الله تعالى والعمل بها.
2. تكرار الذنوب.
3. الغرور بعدم نزول العقاب.
4. حسن الظن بالله الغير الصحيح.
5. طول الأمل والتسويف في التوبة.
رابعاً:
العلاج لترك احتقار الذنوب:
1. زيادة الإيمان بالقلب.
والإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
والأعمال الصالحة تزيد الإيمان.
2. تذكر أثار الذنوب:
أ- سواد في الوجه وظلمه.
ب- مرض في الجسم.
ت- وحشه بينه ( بينها) وبين الصالحين( الصالحات).
ث- حرمان الرزق.
ج- ضيق.
ح- كآبه.
خ- لم يوفق( توفق) في أمور الدنيا.
3. تذكر الآخرة ويوم العرض والسير على الصراط- تذكر الأهوال- الحشر
البعث- الميزان- سؤال منكر ونكير.
ومن ثبت على الطاعة في الدنيا يثبته الله في القبر
4. الرفقة الصالحة وصحبه الأخيار.
وفقنا الله وإياكم أن نحصن ألسنتنا من الشرك والنفاق.
اللهم طهر قلوبنا من الرياء و ألسنتنا من النفاق وأعمالنا من الكذب
اللهم أجعلنا من أهل التوحيد أهل لا إله إلا الله.
وصلي اللهم وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنه وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار
اللهم أرحمنا برحمتك يا عزيز يا رحيم.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا بين معصيتك
و طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا
ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أبقيتنا.
اللهم ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا
ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا وأجعل الجنة هي دارنا وقرارنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
يعطيك الصحة ايمان
نعم كثيرا ما نستهين بصغائر الذنوب، وننسى أنها قد تجتمع على الرجل فتهلكه، وقد انتشر بين الناس كثيرا أن الذنب ما دام صغيرا فلا خوف ولا حمل لهمه فإنه ولا شك ذاهب وهو مكفر بالطاعة. ولا شك أن الذنوب نوعان صغير وكبير، يقول ابن القيم رحمه الله: "الذنوب تنقسم إلى صغائر وكبائر بنص القرآن والسنة وإجماع السلف وبالاعتبار" (مدارج السالكين).
والذنوب الصغيرة بالفعل تكفر بالطاعات وباجتناب الكبائر مع التقوى، قال سبحانه وتعالى: {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا} [النساء: 31]، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «رمضان إلى رمضان، والجمعة إلى الجمعة، والصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (صحيح الجامع)، ومثاله من الأحاديث.
لكن هناك أمورا تعظم بها الصغائر وتكبر ويثقل اثرها على قلب المرء ونفسه حتى تهلكه وحتى تكبه على وجهه، فقد روى أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ. وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا: كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا فَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا» (صححه الألباني في صحيح الترغيب).
و بارك الله فيك
جزاك الله كل خير
موضوع مميز وهادف