تخطى إلى المحتوى

آثار المصالحة بين الناس 2024.

  • بواسطة

للمصالحة العديد من الآثار، من بينها إزالة دواعي الحقد الاجتماعي بين الناس وإشاعة العفو والصفح بينهم وتنمية روح الإخاء والتعاون من أجل تحقيق الصالح العام، بذلك تتفرغ النفوس بالمصالح بدل جدها وانهماكها في الكيد للخصوم وهكذا تحل الألفة مكان الفرقة ويستأصل داء النزاع قبل استفحاله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى" رواه مسلم، والتعامل مع الناس بالتي هي أحسن يشعر الجميع بالارتياح فلا حقد ولا كراهية مما يساعد على خلق ثقة متبادلة بين أبناء المجتمع.
ومن بين الآثار أيضا، حقن الدماء التي قد تراق بين المتنازعين، وصيانة أعراضهم، وحفظ أموالهم من التبديد، لأنّ شريعتنا تنهانا عن سفك الدماء أو صرف الأموال خارج أوجهها المشروعة كما ورد في الحديث النبوي الشريف: "كل المسلم على المسلم حرام ماله ودمه وعرضه"، وترسيخ ثقافة السلام والأمن والبناء والاستقرار، ونبذ ثقافة التمزق والهدم وعدم الاستقرار، وبناءا عليه "من المهم للأمة وقياداتها الفكرية والسياسية التي تدرك هذه الصورة وأن تعرف العوامل المؤثرة على حركة المجتمع الإيجابي منها والسلبي بالعمل على تمكين العوامل الإيجابية للتفاعل لدفع حركة المجتمع إلى آفاق أعلى وأوسع من البناء والاستقرار، وسد الطريق أمام العوامل السلبية التي تتفاعل لدفع عملية حركة المجتمع نحو الانحطاط والهدم وعدم الاستقرار".
ونجد كذلك نمو الحس الاجتماعي لدى أبناء المجتمع من خلال شعورهم بمواجع الآخرين والمساهمة الفعالة من أجل تخفيفها أو إزالتها فالضمير الجماعي الحي والمتيقظ يدفع صاحبه للمساهمة في التضامن مع الآخرين والتخلص من الأنانية، وبذل الجهد في الإصلاح بين الأشقاء وخلق جو من الصفاء النفسي والتراضي والقبول الاجتماعي فيما بينهم فالمؤمن الصادق لا يحس بالطمأنينة إلا برؤية أبناء مجتمعه يتفاعلون على هيئة جسد واحد متآلف ومتكامل، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم.
ولقد وعد الله تعالى عباده الصالحين المصلحين بتقليدهم وسام الاستخلاف الحضاري فالوراثة الحضارية "إنما تتحقق بالصلاح وإرادة الإصلاح، ذلك أن البقاء للأصلح، وليس البقاء للأقوى كما هو الحال في فلسفة الحضارة الغربية"، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" الأنبياء: 105، فالصالحون المصلحون الذين يقربون بين النفوس المتشاكسة والقلوب المتنافرة ويسعون في سبل الخير وإصلاح ذات البين، هؤلاء هم أنصار الحق وحراس الفضيلة وبناة المجتمع السليم من الأمراض الاجتماعية الخالي من عوامل الفرقة والتشتت، هذا الصنيع يستحقون من خلاله وسام الاستخلاف الحضاري، لأنّ العاقبة الحسنة تكون للصالحين المتقين، ولا ننسى أيضا المتصالحين الذين حطموا في أنفسهم أصنام الأثرة والأنانية وانصاعوا طائعين لدعوة الله ورسوله لهم بإيثار الصلح ونبذ الخلاف.
وعليه فالأمة التي يسودها التفاهم والود ويسري تيار العلاقات الاجتماعية بين أفرادا بشكل متوازن، الأمة التي لا تجد الشحناء إليها سبيلا، الأمة المتراصة كالبنيان الذي يشد بعضه بعضا، الأمة التي تقدم مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد، الأمة التي تعالج أدواءها وتضمد جراحها بجمع جهود أبنائها مصداقا لقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" الرعد: 11، هاته الأمة هي الجديرة بتسلم مشعل الريادة الحضارية دون منازع.

شكرااااا اختي على الموضوع القيم
بارك الله فيك على الطرح القيم
أكيد فالمصالحة بين الناس من ثمارها الملموسة الأمان…
مشكورة أختي ، موضوع جميل و هادف
بوركتِ على الطرح
إن شاء الله يفيد الأخوات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.