جزاكم الله خير شيخنا، وهذا السؤال الثاني؛ تقول السائلة من فرنسا: هل يجوز في حفل زواج وضع منظومات؛ مثل منظومة القحطاني، وابن القيم، وغيرهما، للاستفادة بدلًا من وضع المعازف المحرَّمة والأناشيد المسماة بالإسلامية؟ الجواب: يا بنتي هذه مواعظ، والمحقِّقون من أهل السُّنة على أنَّ حفلات الزواج، العروسات؛ هذه فرح وسرور فلا تُشرع فيها الموعظة؛ هذا في قول جملة من المحقِّقين، فلا تُشرع فيها الموعظة، لأن النبي – صلَّى الله عليه وسلم – لم يُنقل عنه أنه وعظ، والمشروع الذي جاءت به السنة ضرب النساء على الدف، هذا مُرَخَّص في العُروسات، والدُّف ينبغي أن يسمعه الكل الرجال والنساء وخارج مكان الحفل؛ لا مانع، ثم إن كان المنشدات بالغات أو قريبًا من البالغات؛ فيجب أن يقصرن أصواتهن على مكانهن، ويجب أن يغطِّي الدُّف على أصواتهن، وإن كان بنيات صغيرات – بعضهم قال دون السبع، وبعضهم قال دون التسع – فلا مانع أن يسمعهن الرجال. ثُمَّ يجب التنبيه إلى انه لا يجوز إحياء الليل كله في هذا، وإنما ما يكون به إعلان الفرح والسرور لمدة ساعة أو ساعتين أو ثلاث، وما دَرَجَ عليه جماهير الناس في زماننا من إحياء الليل كله، واستئجار من يسمونها الدَّقاقة، وبعضهم يقول فيها الطقاقة، إلى غير ذلك من التسميات؛ هذا خطأ، وإنما واحده أو اثنتان تضربان على الدف بقدر ما يكون به الإعلان، والأشد فضاعة وشناعة أن تستأجر مطربة؛ مثل: فلانة وعلَّانة تٌحيي الحفل من قبل وقت العشاء إلى الفجر و قد يستمر بعد الفجر! هذه من الأخطاء الفاحشة والمنكرات التي بُلِيَ بها جماهير من المسلمين، ونسأل الله لنا ولكم جميعًا العفو والعافية في الدِّين والدُّنيا والآخرة . للشيخ عبيد بن عبدالله الجابري -حفظه الله – .
و جعل الله ما نقلته في ميزان حسناتك
و حفظ لنا شيوخنا الأجلاء الذين ينيرون لنا دروب الفقه و الشريعة التي اصبحت صعبة المنال و التطبيق
مع كل هته الفتن و الفتاوى الخاطئة
دمتي ودام عطاءك