علو الله عزوجل
القرآن الكريم من أوله إلى آخره مليء بما هو إما نص وإما ظاهر في أن الله فوق كل شيء، وأنه عالٍ على خلقه ومستو على عرشه، وقد تنوعت تلك الدلالات، فوردت بأصناف من العبارات، وقد أشار العلماء إلى ذلك التنوع في العبارة، ومن ذلك:
التصريح بالفوقية مقرونة بأداة (من) المعينة لفوقية الذات نحو: {يخافون ربهم من فوقهم} [النحل50]
ذكرها مجردة عن الأداة، كقوله: {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام18]
التصريح بالعروج إليه، نحو: {تعرج الملائكة والروح إليه} [المعارج4]
التصريح بالصعود إليه، كقوله: {إليه يصعد الكلم الطيب} [فاطر10]
التصريح برفعه بعض المخلوقات إليه، كقوله: {بل رفعه الله إليه} [النساء158]، وقوله: {إني متوفيك ورافعك إلي} [آل عمران55]
التصريح بالعلو المطلق الدال على جميع مراتب العلو، ذاتاً وقدراً وشرفاً، كقوله: {وهو العلي العظيم} {وهو العلي الكبير} {إنه علي كبير}
التصريح بتنزيل الكتاب منه، كقوله: {تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم} [الزمر1] {تنزيل من حكيم حميد} [فصلت42] {قل نزله روح القدس من ربك بالحق} [النحل102]
التصريح باختصاص بعض المخلوقات بأنها عنده، وأن بعضها أقرب إليه من بعض، كقوله: {فالذين عند ربك} [فصلت38] وقوله: {وله من في السموات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون} [الأنبياء19]
التصريح بأنه سبحانه في السماء، كقوله تعالى: {أأمنتم من في السماء} [الملك16]
التصريح بالاستواء مقروناً بأداة (على) مختصاً بالعرش الذي هو أعلى المخلوقات مصاحباً في الأكثر لأداة (ثم) الدالة على الترتيب والمعنى، كقوله تعالى: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} [الأعراف54]
إخباره سبحانه عن فرعون أنه رام الصعود إلى السماء ليطلع إلى إله موسى فيكذبه فيما أخبر به من أنه سبحانه فوق السموات فقال: {يا هامان ابني لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذباً} [غافر36-37]، فكذب فرعون موسى في إخباره إياه بأن ربه فوق السماء..
هامش كتاب العرش للذهبي/ الجزء الثاني ص17
منقول