تخطى إلى المحتوى

التميز طريق الفلاح والتميع طريق الخيبة 2024.

  • بواسطة
التميز طريق الفلاح والتميع طريق الخيبة

لقد ربى النبي – صلى الله عليه وسلم – فئة من أصحابه ألا يسألوا الناس شيئاً فكان إذا وقع شيء من أحدهم وهو على الناقة ينزل ويأخذه بنفسه، رباهم – صلى الله عليه وسلم – على التميز.. فمنهم من مات شهيداً فكان متميزاً في موته.. ومنهم من كانت الفتوحات وانتشار نور الإسلام في شتى بقاع الأرض على يديه، وقادوا العالم بعد ذلك.. و منهم من جمع بين الحسنيين..

فلكل باحثة عن التميز! رافضة للتميع! هل لك أن تكوني من الأوائل؟!
نحن لا ندعو إلى تميز الخدمات.. ولا إلى السلع والمبيعات!
إننا ندعو تلك النفس التي عرفها ابن عباس فقال: " إن لكل إنسان نفسان.. أحدهما نفس العقل التي يكون بها التمييز والأخرى نفس الروح التي تكون بها الحياة"..

– بداية.. من هو الفرد الذي ينبغي أن ندعوه للتميز؟

الدعوة للتميز موجهة إلى ذلك الفرد الذي انفرد عن غيره بصفاته.. انفرد عن غيره بأحواله.. انفرد عن غيره بنظرته للأمور.. نحن ندعوه للتميز في طريقة حكمه على الأمور وفي معالجة المواقف.. و لتسأل كل منا نفسها: بماذا أتميز؟
حاولي أن تجيبي الآن!!، في أحيان كثيرة لا يعرف الإنسان نفسه و لا بماذا يتميز، فالناظر لعالم البشر اليوم يجد أخلاطاً متباينة و اتجاهات مختلفة وأنماطا متفاوتة.
لكنهم كلهم يشتركون في أنهم واقعون في التميع برغم أنهم قد يكونوا باحثون عن التميز!.

فالفرد إما: (أعمى): لا يعرف نفسه و لا نقطة تميزه و يعرفه الآخرون. أو (غير معروف): لا يعرف نفسه و لا نقطة تميزه و لا يعرفه الآخرون. أو (واضح): يعرف نفسه و نقطة تميزه و يعرفه الآخرون. أو (مختبئ): يعرف نفسه و نقطة تميزه و لا يعرفه الآخرون.
– و ما هو الهدف من هذا التميز؟

إن أسوأ مخطط مسخر لحرب الإسلام و أسوأ مؤامرة على الأمة الإسلامية تبناها النظام العالمي الجديد في إطار نظرية الخلط بين الحق و الباطل – والصالح و الطالح – و السني و البدعي هي (العولمة)..
و التميز رد على: أنكى مكيدة لتذويب الدين في نفوس المؤمنين و تحويل جماعة المسلمين إلى سائمة تسام و قطيع مهزوز اعتقاده.. غارق في شهواته.. لا يعرف معروفا و لا ينكر منكراً.. فالتميز طريق الفلاح و التميع طريق الخيبة..

قال – تعالى -: {و نفس و ما سواها فألهمها فجورها و تقواها. قد أفلح من زكاها و قد خاب من دساها}.
– ما طريق الوصول إلى التميز المأمول؟

إن أهل الطب لم يصلوا إلى التقدم في طبهم إلا عندما عرفوا تركيبة جسم الإنسان، كذلك طالبة التميز لن تصل إلى تميزها إلا إذا تعرفت على طبيعة تكوينها و تركيب هذا التكوين {و في أنفسكم أفلا تبصرون}.. فعندما يعرف الإنسان نفسه يعرف نقطة تميزه، و كلنا يعرف أن الإنسان: جسد وروح و عقل.. و العقل هو مفتاح تميز الإنسان..
و طريقة التميز تعتمد على طريقة تغذية العقل و التي بدورها تتحدد من خلال الإجابة على أسئلة ثلاث: من أين أتيت؟، إلى أين المصير؟، و ماذا يجب علي أن أفعل؟!

فإذا تيقن من الإجابة فهذا تميَّز في استخدام طاقاته..
و إذا احتار في الإجابة فهذا تميَّع في استخدام طاقاته..
– ما الفرق بين شخصية المتميَّز و المتميع؟

الفارق يتضح من خلال فكر كل منهما فأقول: المميَّز (واثق) و يعلم: أن الله خالقه {و إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين} (ص: 71).

يوقن: أنه راجع إلى ربه {إن إلى ربك الرجعى} (العلق: 8).
إما إلى جنة {فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية}، و إما إلى نار {و أما من خفت موازينه فأمه هاوية و ما أدراك ما هي نار حامية} (القارعة: 6-7).
يقبل: المنهج و يأخذه من مصادره (القرآن و السنة).
يعمل: وفق المنهج في مسار واضح و نظام منضبط شامل منذ ولادته و حتى وفاته.
أما المتميع ((متردد)) لا يدري: هل الطبيعة خلقته أو أن الصدفة أوجدته أو ربما هو نتاج تطور؟
يشك: أن الموت فناء نهائي أو ربما تناسخ الأرواح.
ينتقل: محتار من منهج إلى منهج.
يتخبط: في مسار غير واضح و نظام غير ثابت أو غير شامل.
وعلى كل حال الفرد مزود بطاقات قابلة للاستثمار والإنتاج فهو على سبيل المثال يملك طاقة التعلم – يملك إرادة ضابطة – يملك القدرة على الإنتاج و الابتكار – يملك القدرة على الارتفاع، فلو سقط لا ينتهي! بل يبدأ من جديد!، و حاجاته نقاط ضعفه.
– هل لطريقة إشباع الحاجات العضوية و النفسية من تميَّز؟!

نعم! و لكن أولاً ما هي هذه الحاجات؟!
إن للإنسان حاجات متعددة و ضعها بعض علماء النفس بشكل هرمي و اعتبروا أن الإنسان إذا ما أشبع رغباته و احتياجاته الدنيا(العضوية) فإنه يرتقي إلى احتياجاته العليا..
وقاعدة الهرم تشمل: الاحتياجات الجسدية (الأكل الشرب النوم قضاء الحاجة)، فإذا تحققت شعر الإنسان بالأمان و الذي بدوره يترتب عليه الحب و التآلف الاجتماعي.. و إذا تحقق ذلك كان الاحترام و التقدير و الذي من خلاله يصل الإنسان إلى قمة الهرم و هي تحقيق الذات..
ولطريقة إشباع الحاجات تميز.. حيث أن حاجات الإنسان تتميز عن حاجات الحيوان

فالإنسان: – قادر على تأجيل إشباع حاجاته فيختار لحظة الإشباع.
يفرق بين المصادر و لا يقبل أي مصدر للإشباع.
حاجاته لها مبدأ و لا منتهى لها فلا يوقفها إلا العقل.

والحيوان:
– لا يسكن حتى يشبع حاجاته و لا يستطيع تأجيلها.
– يشبعها من أي مصدر و بأي طريقة.
– حاجاته لها مبدأ و منتهى فإذا شبع توقف.

والتميز يكون من خلال طريقة الإشباع لدى كل من شخص المتميز و المتميع:
بالنسبة للمتميز:
الحاجات الجسدية: ((ثلث لطعامه و ثلث لشرابه و ثلث لنفسه)).. {كلوا و اشربوا و لا تسرفوا} (الأعراف: 31).
يقوم الليل طالباً رضا مولاه {ومن الليل فاسجد له و سبحه ليلاً طويلاً} (الإنسان: 26).

الأمان: يتعلق بالله طالباً للأمان.. {الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون} (الأنعام: 82).
الحالة الاجتماعية: بالولاء و البراء على أساس عقيدة أصلية و مبادئ ثابتة.. (يد الله مع الجماعة) سنن الترمذي.
الحاجة للاحترام و التقدير: بالتقوى.. حيث أنها المقياس الوحيد للتقدير و الاحترام {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13).

تحقيق الذات: يعلم أن الدنيا دار ممر و ليست دار مستقر فيحقق نفسه بالعمل الصالح لينعم في دار المستقر {أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض}.
وبالنسبة للمتميع: – يأكل و يشرب حتى حد الشبع ثم يبحث عن مخرج.
ينام ملء جفنيه {يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام} (محمد: 12).
الأمان: يتعلق بمن لا يستحق التعلق به يعظم من لا يستحق التعظيم- و في الأزمات تظهر الحقائق الهشة للمتعلقات {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}.
الحالة الاجتماعية: تتقلب المبادئ لديه فتتغير الانتماءات {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء} (النساء: 143).
الحاجة للاحترام و التقدير: تختلف المقاييس فربما يحترم الشخص لماله أو جاهه فإذا سلب المال أو ضاع الجاه احتقر ((تعس عبد الدرهم.. تعس عبد الدينار)).
تحقيق الذات: يلهث وراء الدنيا معتقداً أنها دار مستقر ظاناً أنه محقق لذاته فلا يجد إلا سرابا {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً} (النور 39).

– ما هي نصيحتك لمن تريد أن تقف على عتبة التميز؟

أن تتبع المسار أولاً من خلال:
* معرفة الطريق: نتعلم عن الله – عز وجل – والنبي – صلى الله عليه وسلم – دين الإسلام {فاعلم أنه لا إله إلا الله} (محمد: 19).
* كمَّلي نفسك: فاعملي بإخلاص و دون زيادة (لا تبتدعي) و دون نقصان (لا تعصي).. {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} (الصف: 2).
* ادع غيرك: فادع إلى الدين بالحكمة و الموعظة الحسنة.. {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن} (النحل: 12).
* خذي بيدهم معك إلى طريق التميز: فاصبري على الأذى في دعوتهم و تذكري الأنبياء والمرسلين وعلماء هذه الأمة المميزين {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل}.
وبعد أن وقفتِ على عتبة التميز فابدئي الآن.. بخطوات ثابتة و اعلمي أن الله ميزك على غيرك من المخلوقات بحاجات وطاقات.. فاستثمري طاقاتك {وجعل لكم السمع و الأبصار والأفئدة.. } (النحل: 78)، و اضبطي حاجاتك {زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين والقناطير المقنطرة من الذهب و الفضة.. } (آل عمران: 14)..

وبهذا تتميزين في تصرفاتك و انفعالاتك.. فالطاقات و الحاجات نقاط ابتلاء، فعلى قدر طاقتك تكلف {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} (البقرة 268)، و على قدر الطاقات نبتلى..سئل رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أشد بلاء؟ فقال: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل..يبتلى العبد على حسب دينه)) رواه ابن حبان.

الجيريا

مشكورة على الطرح المميز
بارك الله فيك حبيبتي
بااااااااااااااارك الله فيك
موضوع في القمة
بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.