ﻓﺎﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻣﺸﻐﻠﺔ ! ﻣﻊ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻨﻜﺮﻩ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﻓﻲ ﺁﻥ
ﻭﺍﺣﺪ ، ﻧﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ، ﻭﻧﺜﻨﻲ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺛﻢ ﺑﺎﻟﺴﻠﻮﻙ ؛ ﺗﺼﺤﻴﺤﺎً ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﺛﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﻳﻮﻡ ﻧﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ؛ ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻌﻨﺎﻩ : ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﻣﺔ ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻳﺮ ﺷﺆﻭﻥ ﺍﻷﻣﺔ ؟ ﻟﻴﺲ ﺯﻳﺪﺍً ،
ﻭﺑﻜﺮﺍً ، ﻭﻋﻤﺮﺍً ؛ﻣﻤﻦ ﻳﺆﺳﺲ ﺣﺰﺑﺎً ﺃﻭ ﻳﺘﺮﺃﺱ ﺣﺮﻛﺔ ، ﺃﻭ ﻳﻮﺟﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ !! ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺧﺎﺹ ﺑﻮﻟﻲ ﺍﻷﻣﺮ ؛ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺎﻳﻊ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺤﺪﻳﻦ –
ﻛﺤﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ – ﻓﻴﺘﻮﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻭﻟﻲ ﺃﻣﺮ ﺣﺴﺐ ﺣﺪﻭﺩ ﺳﻠﻄﺎﺗﻪ ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ ﺃﻣﻮﺭ ﻟﻮ ﺍﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ
ﻋﺮﻓﻨﺎﻫﺎ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻼ ﺗﻨﻔﻌﻨﺎ ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ ؛ ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ، ﻭﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻷﻣﺔ ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻭﺣﺪﻩ ﻋﺒﺚ ﻻ ﻃﺎﺋﻞ ﺗﺤﺘﻪ ، ﻭﻟﻨﻀﺮﺏ ﻣﺜﻼً ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻞ
ﻳﻔﻴﺪ ﺃ ﻥ ﻧﺸﻌﻞ ﺣﻤﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻣﻦ ﺇﻣﺎﻡ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻋﻘﺪﺕ ﻟﻪ
ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ؟ ! ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻤﻞ ، ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻮﺍﺟﺐ ! ﻭﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ : ﺇﻧﻪ ﺃﻣﺮ ﺳﺎﺑﻖ ﻷﻭﺍﻧﻪ ، ﻭﻟﺬﻟﻚ
ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺃﻥ ﻧﺸﻐﻞ ﻏﻴﺮﻧﺎ ﻣﻤﻦ ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺗﻨﺎ ؛ ﺑﺘﻔﻬﻴﻤﻬﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﺗﺮﺑﻴﺘﻬﻢ ﺗﺮﺑﻴﺔ
ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻧﺸﻐﻠﻬﻢ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﺣﻤﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﺎﻃﻔﻴﺔ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺼﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻤﻜﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻜﻠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ؛ ﻛﺘﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ،ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻭﻫﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻌﺬﺭ ﺍﻟﻤﻘﺼﺮ ﻓﻴﻬﺎ ،ﻭ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﺒﻌﻀﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﻔﺎﺋﻴﺔ ، ﻛﻤﺜﻞ ﻣﺎ
ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑـ ( ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ) ﻭﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻣﺴﺌﻮﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﺤﻞ ﻭﺍﻟﻌﻘﺪ ، ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﻴﺪﻭﺍ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻤﻠﻴﺎً ، ﺃﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ ﺣﻞ ﻭﻻ ﻋﻘﺪ ﻭﻳﺸﻐﻠﻮﺍ
ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﻤﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻢ ، ﻓﺬﻟﻚ ﻣﻤﺎ ﺻﺮﻓﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ! ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻤﺎ ﻧﻠﻤﺴﻪ ﻟﻤﺲ ﺍﻟﻴﺪ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﺣﻴﺚ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻧﺼﺮﻑ ﻋﻦ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻤﺘﻜﺘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻠﺘﻒ ﺣﻮﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻢ ﻭﻳﻔﻬﻢ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺒﻌﺾ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ
ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ! ﻓﺼﺮﻓﻬﻢ ﻫﺬﺍ ﻋﻦ ﺍﻷﻫﻢ ﻭﺍﺷﺘﻐﻠﻮﺍ ﺑﻤﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻬﻤﺎ ً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺍﻵﻥ .
ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺫﻣﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻫﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ ؛ ﻓﻨﻘﻮﻝ : ﻛﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺤﺴﺒﻪ ، ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ : ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﺃﻛﻤﻞ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺑﻜﺘﺎﺑﻪ ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺩﺳﺘﻮﺭﺍً ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻪ ، ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺎﻝ :{ … ﻓَﺎﺳْﺄَﻟُﻮﺍ
ﺃَﻫْﻞَ ﺍﻟﺬِّﻛْﺮِ ﺇِﻥْ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻻ ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ }( ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 7) ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺪ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ
ﻗﺴﻤﻴﻦ :
ﻋﺎﻟﻤﺎً ، ﻭﻏﻴﺮ ﻋﺎﻟﻢ ، ﻭﺃﻭﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻮﺟﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﺮ ، ﻓﻌﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻟﻮﺍ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺒﻮﻫﻢ ﻋﻤﺎ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﻋﻨﻪ ، ﻓﺎﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ – ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ – ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ، ﻓﺎﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻻﺳﺘﻄﺎﻋﺔ ، ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ
ﻳﻬﻤﻪ ﺑﺤﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺭﺍﻋﻴﺎً ؛ ﻛﺰﻭﺟﺔ ﺃﻭ ﻭﻟﺪ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ – ﻣﻦ ﻛﻼ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ – ﺑﻤﺎ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ؛ ﻓﻘﺪ ﻧﺠﺎ ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻳﻘﻮﻝ : { ﻻ ﻳُﻜَﻠِّﻒُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻧَﻔْﺴﺎً ﺇِﻟَّﺎ ﻭُﺳْﻌَﻬَﺎ }(ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ 286) .
ﻧﺤﻦ – ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻣﺄﺳﺎﺓ ﺃﻟﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻟﻬﺎ ﻣﺜﻴﻼً ، ﻭﻫﻮ ﺗﺪﺍﻋﻲ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ، ﻛﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ :" ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻷﻣﻢ ﻛﻤﺎ
ﺗﺪﺍﻋﻰ ﺍﻷﻛﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﻌﺘﻬﺎ " ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﻧﺤﻦ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﻻ ، ﺃﻧﺘﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻛﺜﻴﺮ ، ﻭﻟﻜﻨﻜﻢ
ﻏﺜﺎﺀ ﻛﻐﺜﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﻞ ، ﻭﻟﻴﻨﺰﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭ ﻋﺪﻭﻛﻢ ﻟﻜﻢ ، ﻭﻟﻴﻘﺬﻓﻦ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ ﺍﻟﻮﻫﻦ " ، ﻗﺎﻟﻮﺍ : ﻭﻣﺎ
ﺍﻟﻮﻫﻦ
ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ؟ ﻗﺎﻝ : " ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻛﺮﺍﻫﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ".(13)
ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﺫﺍً ، ﺃﻥ ﻳﺠﺎﻫﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺗﺼﺤﻴﺢ
ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ، ﻭﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ، ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺠﻬﺎﺩ
ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﺻﻒ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺎﺩﺍﻣﻮﺍ ﻛﺤﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻣﺘﻔﺮﻗﻴﻦ ، ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﺑﻠﺪ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻻ ﺻﻒ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﻟﺼﺪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺪﺍﻋﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﻢ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﺍ ﻛﻞ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ
ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﺬﻭﻫﺎ ، ﻷﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ، ﻭﻟﻮ ﺍﺳﺘﻄﻌﻨﺎ ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﺮﻙ ﻓﻌﻼً ، ﻷﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺣﻜﻮﻣﺎﺕ ﻭﻗﻴﺎﺩﺍﺕ ﻭﺣﻜﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺘﺒﻨﻮﻥ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ – ﻣﻊ
ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ – ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺤﻘﻖ – ﺑﺈﺫﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ _ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﻴﻦ ﺍﻟﻠﺬﻳﻦ ﺫﻛﺮﺗﻬﻤﺎ ﺁﻧﻔﺎً
ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ، ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻻ ﻳﺘﺒﻨﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻻ ﺗﺘﻔﻖ
ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ، ﻭﻳﺠﺘﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ، ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ – ﻳﻮﻣﺌﺬ – ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺼﺪﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰﻭﺟﻞ :{ ﻭَﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﻔْﺮَﺡُ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ . ﺑِﻨَﺼْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪ )( ﺍﻟﺮﻭﻡ : ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺔ
من شريط التوحيد اولا يا دعاة الاسلام,,,,,للشيخ الالباني رحمه الله4