ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ
ﻭﻣﻦ ﻭﺍﻻﻩ
ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ :
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ /7) (436 ": ﻭﻣﻦ
ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺇﻳﻤﺎﻧﺎ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ
ﺇﻻ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻻ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻻ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻣﻦ ﻛﺎﻥ
ﻟﻪ ﺧﺒﺮﺓ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺬﻫﺐ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺃﺭﺟﺢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺒﺘﺪﻉ ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻻ
ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﺧﻄﺄ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ "
ﻓﻤﻌﺮﻓﺔ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻴﺎﺭ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺒﺪﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻤﺎ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ
ﺃﻗﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻬﻮ ﺑﺪﻋﺔ ، ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺠﻤﻊ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ
ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺑﻬﺎ
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻨﺎﺋﻲ ": ﻭﻛﻼﻡ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ
ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﺑﻌﻴﺪﻭﻥ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻛﺄﻧﻬﻢ
ﻏﺮﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﺩﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻟﻢ ﻳﺘﺪﺑﺮﻭﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻭﻻ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭﻻ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻭﻻ ﻛﻼﻡ ﺃﺋﻤﺔ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﺪﺃ ﺍﻻﺳﻼﻡ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻭﺳﻴﻌﻮﺩ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻛﻤﺎ ﺑﺪﺃ "
ﻓﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺿﻼﻝ ﺍﻷﺧﻨﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪﻩ ﻋﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺩﺭﺀ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﺽ /3) (348 ": ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻟﻬﻢ
ﺑﺈﺣﺴﺎﻥ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ ﺑﻞ ﻭﺍﻟﻨﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﻀﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ
ﻣﻮﺍﻓﻘﺔ ﻟﻺﺛﺒﺎﺕ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺣﺮﻑ
ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﻭﻣﻦ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺔ ﻓﻲ ﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺼﻨﻔﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺮﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻟﻸﺛﺮﻡ ﻭﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ
ﺍﻟﺪﺍﺭﻣﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﺍﻟﺴﺠﺴﺘﺎﻧﻲ
ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺠﻌﻔﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻦ ﻣﻌﺒﺪ ﺍﻟﺨﺰﺍﻋﻲ ﻭﺣﺸﻴﺶ
ﺑﻦ ﺃﺻﺮﻡ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﻧﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺨﻼﻝ
ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺧﺰﻳﻤﺔ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﻌﺴﺎﻝ ﻭﺃﺑﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻷﺻﺒﻬﺎﻧﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺤﺴﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺭﻗﻄﻨﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺣﻔﺺ ﺑﻦ ﺷﺎﻫﻴﻦ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﻣﻨﺪﻩ
ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻄﻠﻤﻨﻜﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺍﻟﻬﺮﻭﻱ ﻭﺃﺑﻲ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻼﻝ ﻭﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺑﻮﻧﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﻧﺼﺮ ﺍﻟﺴﺠﺰﻱ
ﻭﺃﺑﻲ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺒﺮ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺋﻢ ﺍﻟﻼﻟﻜﺎﺋﻲ ﻭﺃﺑﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺘﻴﻤﻲ ﻭﺃﺿﻌﺎﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ
ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺗﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﻌﻪ
ﺑﺎﻻﺿﻄﺮﺍﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﻘﺘﻀﻰ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻣﺪﻟﻮﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺛﺒﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﻴﻦ ﻟﻌﻠﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻤﺜﺒﺘﻴﻦ ﻟﺮﺅﻳﺘﻪ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﻴﻦ ﺑﺄﻥ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺨﻠﻮﻕ ﺑﺎﺋﻦ ﻋﻨﻪ
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺼﻴﺮ ﺩﻟﻴﻼ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺇﺟﻤﺎﻉ ﺍﻟﺴﻠﻒ
ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﻤﻌﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻓﻜﻴﻒ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻮﻝ
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﻮﺍﻓﻖ ﻣﺪﻟﻮﻝ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ
ﻭﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻮﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻗﺾ ﺫﻟﻚ
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺩﺭﻛﻮﺍ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻮﻻ ﺑﺎﻹﺛﺒﺎﺕ
ﻭﺇﻧﻜﺎﺭﺍ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻳﺰﻳﺪ ﺑﻦ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﻮﺍﺳﻄﻲ ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺇﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ ﺧﻼﻑ ﻣﺎ ﻳﻘﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻬﻮ
ﺟﻬﻤﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻛﻨﺎ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻮﻥ ﻣﺘﻮﺍﻓﺮﻭﻥ ﻧﻘﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ
ﻋﺮﺷﻪ ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺭﺩﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺗﻪ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻋﻨﺎﻳﺔ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﻘﻴﻨﻴﺎ ﺃﻥ ﻗﻮﻝ
ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻇﻬﺮ
ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺠﻌﺪ ﺍﺑﻦ ﺩﺭﻫﻢ ﻭﺍﻟﺠﻬﻢ ﺑﻦ ﺻﻔﻮﺍﻥ ﻭﻗﺪ ﻗﺘﻠﻬﻤﺎ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻡ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﺃﻋﻈﻢ ﻭﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻳﺨﺮﺟﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺪﺍﺩ
ﺍﻷﻣﺔ "
ﻭﺍﻷﻣﺮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺑﺂﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻪ ﺷﺪﺓ ﺿﻼﻝ ﺍﻟﻤﻌﻄﻠﺔ ﻭﻣﺒﺎﻳﻨﺔ ﻗﻮﻟﻬﻢ ﻟﻈﻮﺍﻫﺮ
ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻮﻥ
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺕ ﻋﺰﻳﺰ ﺷﻤﺲ
) 5/158 ": ( ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺒﺪﻉ ﻭﺍﻟﻔﺘﻦ ﻟﻤﺎ ﺧﻔﻴﺖ ﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ. ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺧﻴﺮ ﻗﺮﻭﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺃﻓﻀﻠﻬﺎ، ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ
ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﻢ "
ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻔﻴﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻓﺈﺧﻤﺎﺩﻫﺎ
ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ) 6/52 ": ( ﻭ ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻰ ﻭﻣﻦ ﺳﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺘﻪ ﻓﻤﺎﻟﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﻣﺬﻫﺐ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺃﺑﺎ
ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻲ ﻛﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻌﺔ ﻟﻜﺘﺐ ﺃﺑﻲ ﻫﺎﺷﻢ ﻗﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻻﺛﺎﺭ
ﻓﺎﺛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻻﻣﺮﻳﻦ "
ﻭﺍﻟﺠﻮﻳﻨﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺟﻨﺢ ﺑﺎﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﻝ ﺍﻟﻤﺤﺾ ،
ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ﻭﻣﺎ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ،
ﻭﻗﺪ ﺗﺒﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻋﺎﻣﺔ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﻢ
ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻳﻀﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻀﻞ ﺑﻤﺠﻤﻮﻉ
ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ
ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺑﺎﻵﺛﺎﺭ ، ﻭﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ
ﻭﺗﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻛﻞ ﻣﺒﺘﺪﻉ ﺗﻌﺮﻓﻪ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﺍ ﻓﻴﻪ ﺟﻠﻴﺎً
ﻭﺇﻥ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻜﺎﺳﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻥ ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺂﺛﺎﺭ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺳﺒﺒﺎً ﻟﻠﻀﻼﻝ ! ، ﺃﻭ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺪﻉ ، ﻭﻣﺎ
ﺭﺃﻳﻨﺎ ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺨﻴﺮ ﻋﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺗﻤﺴﻚ
ﺑﺎﻷﺛﺮ
ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﻭﻋﺒﺎﺩﺍﺕ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﺷﺮﺍﻙ ﺹ 102 ": ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻓﻲ
ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ، ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻴﺦ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺃﻋﻈﻢ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﺤﻴﺚ
ﻳﺴﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺸﺘﻤﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺑﺸﻴﺨﻪ ﻣﻜﺮﻭﻫﺎ ، ﻛﻤﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﻟﻄﺎﺋﻔﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻭﻣﻦ ﺳﺐ ﺷﻴﺨﻪ ﺣﺎﺭﺑﻪ ، ﻭﻣﻦ ﺳﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺎﻟﻤﻪ
"
ﻭﺃﻗﻮﻝ ﺗﺠﺎﻭﺑﺎً ﻣﻊ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ : ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ
ﻓﻲ ﺷﻴﻮﺧﻪ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻃﻌﻦ ﻭﻻ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻪ ﻟﻠﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻃﻌﻨﺎً ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﻮﺧﻪ ﺣﺎﻛﻤﺎً
ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺿﺤﺎً ﺃﺑﺪﺍً
ﻣﺸﻜﻞ ﻭﻣﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻪ ﻳﻀﻞ ، ﻭﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﺿﺤﺔ
ﻭﺑﻴﻨﺔ ﻭﻣﺘﻮﺍﻃﺌﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻳﻀﺎﺡ ) ﺗﺤﺮﻳﻒ ( ﻭﻻ
ﻳﻘﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻼﻡ ﺷﻴﻮﺧﻪ ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻛﻞ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻓﻲ ﺗﻘﻠﻴﺪ
ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻮﺍ ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺆﺍﺧﻲ ﻣﻦ
ﻳﺴﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ، ﻭﻻ ﻳﺆﺍﺧﻲ ﻣﻦ ﻳﺴﺐ ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ ﺃﻭ ﺷﻴﻮﺧﻪ ﻓﺎﻟﺘﻨﻈﻴﻢ
ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ
ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﻭﻳﺪﻋﻮﻥ
) ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ( ﻭﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﺳﻠﻒ ﻳﻨﺘﺴﺒﻮﻥ ﻭﺃﻱ ﺃﺛﺮ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ
ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ
الورقات