تعتبر تغذية الاطفال امرا بالغ التعقيد. فهي يجب ان تقدم للطفل بحذر شديد وبشكل يتلاءم مع جيله ومع العناصر الغذائية التي يتالف منها الطعام. لذلك, تنشر وزارات الصحة في كثير من دول العالم تحذيرات مختلفة حول انواع الطعام وعناصره الغذائية التي لا يجوز تقديمها للاطفال بعد الولادة. على الاهالي الذين يرغبون بتقديم الغذاء المصرح لهم لاطفالهم، الانتباه لهذه التحذيرات، وكذلك الاستعانة بالمعلومات والتوصيات التي يحصلون عليها من طبيب الاطفال.
تنبع بعض القيود المفروضة على تقديم انواعا محددة من المنتجات الغذائية, من كون جهاز المناعة لدى الاطفال بعد الولادة, ما زال ضعيفا الى حد كبير وغير قادر على مواجهة هذه الانواع من الاغذية في هذه المرحلة العمرية. كذلك، من الممكن ان تكون القيود نابعة من صعوبة ابتلاع ومضغ هذه الاغذية، الامر الذي قد يؤدي لاختناق الطفل. في كلا الحالتين، عدم انتباه الاهل لهذه القيود قد بشكل خطرا على صحة الطفل وحتى على حياته,لا قدر الله.
اهمية الرضاعة الطبيعية في الاشهر الاولى بعد الولادة
اول نصيحة نقدمها للاهالي الجدد بعد الولادة، هي الارتكاز على الرضاعة الطبيعية وحليب الام في تغذية الطفل, على الاقل في نصف السنة الاولى، دون اضافة اي نوع اخر من الغذاء. اما الامهات اللاتي تقررن عدم ارضاع اطفالهن، فبامكانهن منحهم بدائل الحليب الصناعية دون اية اضافات. اما النصيحة الثانية, هي انه لا بد ان يتم غلي المياه قبل اعطائها للطفل، كي لا يبقى فيه اي نوع من انواع الجراثيم. ولا يهم ان كان مصدر المياه من الصنبور او مياه معدنية.
كذلك، ومن اجل التحقق من وجود حساسية لدى الطفل لنوع من انواع الفواكه والخضار، لا بد ان نقدم له انواع الفواكه والخضار على انفراد (في كل مرة نوع واحد فقط دون الخلط بينها). هكذا يستطيع الاهل التمييز ان كان طفلهم يعاني من حساسية ما لنوع معين من الخضار او الفواكه. اذا كان الطفل يعاني من حساسية او ظهر لديه طفح جلدي بسبب نوع معين من الخضار او الفواكه، فيجب التوقف عن اطعامه اياه. لا بد ان تكون الخضار والفواكه التي يتم تقديمها للطفل طازجة.
نوصي بعدم تقديم العسل للطفل. وذلك بسبب وجود جرثومة البوطولونيوم فيه، والتي تسبب الاصابة بالتلوثات الحادة لدى الاطفال بعد الولادة. كذلك، نوصي بعدم تقديم الحليب له, اذا لم يكن من حليب الام، كي لا تحفز لديه ردة فعل حساسية (الارجية).
وهناك ماكولات اضافية لا يجوز تقديمها للاطفال الرضع بعد الولادة:
البيض المقلي او المسلوق غير الناضج تماما – بسبب وجود جرثومة السلمونيلة ( Salmonella ) فيه، كذلك المسليات والاغذية التي من الممكن ان تسبب الاختناق، الحلويات التي من الممكن ان تسبب تسوس الاسنان، منتجات الالبان (الحليب) الخالية من الدسم، وطبعا الاسماك التي تحتوي على الزئبق ومن الممكن ان تؤدي لحدوث تلوثات او ردات فعل حساسية لدى الطفل. واخيرا، من المحبذ، قدر الامكان، تجنب قدر الامكان, مختلف انواع المشروبات المحلاة بسبب كمية السكر الكبيرة الموجودة فيها.
لا بد من التنويه الى ان حالات الحساسية التي تنشا لدى الطفل، قد تختفي تلقائيا مع مرور الزمن، خصوصا اذا تم التعامل معها وعلاجها بشكل صحيح. ومع ذلك، وبسبب ضعف الجهاز المناعي لدى الاطفال بعد الولادة، فانهم يعتبرون اكثر عرضة للاصابة بهذه الانواع من الحساسية، ولذلك لا بد من الامتناع عن تقديم هذه الاغذية لهم. لا بد ان يتم تعريف الطفل على كل نوع من انواع الغذاء بشكل يتلاءم مع جيله، وكذلك بشكل ملائم لمدى تطوره ونموه، ولتوصيات طبيب الاطفال المسؤول عنه.
صحيح ان هنالك اهمية كبيرة لطبيعة الغذاء الذي نتناوله، لكن طريقة تناول هذا الغذاء، لا تقل اهمية عن الغذاء نفسه.
تقليل عدد وجبات الطعام خلال النهار، يقلل بشكل ملحوظ من معدل فقدان الوزن. بالمقابل، من المفترض ان يؤدي توزيع نفس كمية الغذاء على عدد اكبر من الوجبات، الى زيادة وتيرة فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
ما هي تاثيرات اختزال الوجبات لوجبة واحدة كبيرة؟
- يؤدي النقص في تزويد الطاقة بشكل منتظم, لفترة طويلة، للشعور بالجوع بشكل متواصل، الامر الذي يمس بشكل كبير بقوة الارادة، ويزيد الشعور بالتهيج / التململ / الارق سوءا.
- قد يؤدي انخفاض مستويات السكر في الدم للشعور بالتعب, الصداع, واضطرابات في التركيز.
- من الممكن ان يؤدي تناول الطعام على فترات متباعدة، وعدم تزويد الجسم بالطاقة بشكل منتظم، الى تفكك البروتينات في عضلات الجسم، والى الشعور بالضعف والتعب.
- تتمثل ردة فعل الجسم على تقليل استهلاك الطاقة بتخفيض وتيرة عمليات الايض. والنتيجة, حدوث تراجع كبير بوتيرة انخفاض الوزن، الامر الذي يؤثر كثيرا على استمرارية الانخفاض بالوزن.
- عند تناول وجبة واحدة كبيرة في اليوم، تتبقى كميات فائضة من المواد الغذائية في الجسم، وسرعان ما تتحول الى دهون.
- يؤدي تناول وجبة واحدة كبيرة في اليوم الى زيادة كبيرة في حجم المعدة. والنتيجة، معدة اكبر حجما تتطلب قدرا اكبر من المواد الغذائية للشعور بالشبع.
- ينطوي تناول وجبة واحدة كبيرة في اليوم على الحاجة لامداد الجهاز الهضمي بكمية اكبر من الدم لاتمام عملية الهضم، الامر الذي يسبب شعورا بالارهاق الشديد.
- يؤدي تناول وجبة واحدة في اليوم الى رفع مستوى السكر والدهون في الدم. بينما عند تناول عدة وجبات صغيرة، تنخفض هذه المستويات بشكل كبير.
- عند تناول وجبة واحدة كبيرة في اليوم، يتم افراز كميات كبيرة جدا من الانسولين، بهدف موازنة نسبة السكر في الدم. لكن ما تبقى من كميات الانسولين، يساهم بتحفيز الشعور بالجوع مجددا.
- يفشل كثير من الناس في محاولة تخفيف وزنهم عبر اتباع الحمية القائمة على وجبة واحدة في اليوم، بينما يساعد تقسيم نفس كمية الطعام على عدد كبير من وجبات الطعام, في زيادة فرص النجاح في تخفيف الوزن