تخطى إلى المحتوى

كيف تكون إقامة الدولة الإسلامية .!?!?!?! 2024.

ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ

ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ــــــﺮﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـــــــ

ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻﺗﺠﻮﺯﺍﻷﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ

ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ؟

_ﻓﺄﺟﺎﺏ _ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ_ ﻫﺬﺍ ﺑﺤﺚ ﻃﻮﻳﻞ ﻧﻘﻮﻝ ﺑﺈﻳﺠﺎﺯ

ﺍﻷﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ﺷﺮﻛﻴﺔ ﻭﺛﻨﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔً ﻋﻠﻲ

ﺧﻼﻑ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ

ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻲ ) ﻭَﺃَﻣْﺮُﻫُﻢْ ﺷُﻮﺭَﻯ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ ( ﻻﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻴﻦ ﺻﺎﻟﺤﻬﻢ ﻭﻃﺎﻟﺤﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﻬﻢ ﻭﺟﺎﻫﻠﻬﻢ ﻭﺇﻧﻤﺎ

ﻳﻘﺼﺪ "’" ﻭَﺃَﻣْﺮُﻫُﻢْ ﺷُﻮﺭَﻯ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻢْ "" ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﻬﻢ…. ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً

ﻭﻋﻠﻤﺎً ﻭﻓﻬﻤﺎً ﻭﻣﻌﺮﻓﺔً ﺑﺄﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺣﺎﺟﺎﺗﻬﻢ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ

ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﺻﻞُ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ

ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ وﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ

ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻪ ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﻔﺮﻕ ﺃﻭﻻً ﺑﻴﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﻛﺎﻓﺮ ﻭﺛﺎﻧﻴﺎً

ﺑﺎﻻﻭﻟﻲ ﻭﺍﻷﺣﺮﻩ ﺃﻻ ﺗﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺢ

ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ

ﻭﻣﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ

ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﺎﺕ ﻟﺬﻟﻚ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﻦ ﺑﺴﻨﺔ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺢ ﻟﻨﺎ

ﺃﻥ ﻧﺨﺎﻃﺒﻬﻢ ﺑﻘﻮﻝ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ { ﺃَﻓَﻨَﺠْﻌَﻞُ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ

ﻛَﺎﻟْﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ. ﻣَﺎﻟَﻜُﻢْ ﻛَﻴْﻒَ ﺗَﺤْﻜُﻤُﻮﻥَ } ﺃﻣﺎ ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ

ﺃﺳﺘﻨﺎﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻓﻬﺬﻩ

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺸﻐﻞ ﺑﺎﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻣﺨﺘﻠﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺃﺷﺪ

ﺍﻷﺧﺘﻼﻑ ﻭﻧﺤﻦُ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺒﻪ

ﻛﻠﻬﺎ ] ﻭﺧﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﻫﺪﻱ ﻣﺤﻤﺪ .[ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺌﻨﺎﻑ

ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ

ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ

ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺣﺘﻰ ﻣﻜّﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﻭ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ

ﻭﺃﻗﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻗﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻜﻔﺮ .

ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ ﻭﺷﺮﺣﻬﻤﺎ ﻳﺤﺘﺎﺝ

ﺍﻟﻲ ﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﺴﺠﻴﻼﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﻩ ﻓﻲ

ﺗﻔﺼﻴﻞ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﻭﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .ﺗﺼﻔﻴﺔ

ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺎ

ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺮﻗﺎﺋﻖ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻷﺣﺎﺩﻳﺚ

ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺻﺤﻴﺤﻬﺎ ﻣﻦ ﺿﻌﻴﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻔﻘﻪ ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ

ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺁﺭﺍﺀ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﻴﺮﺍً ﺗﺼﻔﻴﺔ

ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺼﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻴﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺤﺮﻓﺎﺕ

ﻭﺃﺧﻄﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛُﻔﺮﺍً

ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻳﻠﺘﻘﻰ

ﻣﻊ ﻗﻮﻝً ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻭﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻗﺎﺋﻤﺔً ﻓﻲ

ﻋﺼﺮﻧﺎ ﻫﺬﺍ ﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﺫﺍ ﺳﺌﻠﻮﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ

ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻠﻪ ؟

ﻗﺎﻟﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ !!

ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﻓﻜﺮﺓ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ . ﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺪﺧﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪُ ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻠﺖُ

ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ .

ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﻤﺼﻔﻲ ..ﻳﻮﻡ

ﻳﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﻳُﺮﺑﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ

ﻭﺃﻫﻠﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﻣﺌﺬً ﺗﺒﺪﺃ ﺗﻀﻬﺮ ﺗﺒﺎﺷﻴﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ

ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺛﻢ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ .

ﺃﻣﺎ ﺑﻘﺎﺀ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻭﺭﺛﻨﻪُ ﻭﻓﻴﻪ ﺍﻟﻐﺚ ﻭﺍﻟﺴﻤﻴﻦ

ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﻣﺜﻠﻪ ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻂ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻓﻬﻮ

ﺇﻻﻟﻢ ﻳﺰﺩ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﺮﺿﺎً ﻓﺴﻮﻑ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺑﻪ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ

ﺫﻟﻚ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺼﻔﻲ ﻣﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺟﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮﺗﻪُ ﺁﻧﻔﺎً. ﻫـ

ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺷﺮﻳﻂ ﺭﻗﻢ 399

ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ_

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻷﻭﻝ : ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ

ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ ) ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ( ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻌﻰ ﻣﻦ

ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ

ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ ؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺇﻥّ ﺃﺳﻌﺪ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﻳﻮﻡ

ﺗﺮﻓﻊ ﺭﺍﻳﺔ ) ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ

ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺟﻤﻴﻌﺎ

ـ ﻛﻞ ﺣﺴﺐ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ـ ﺃﻥ ﻳﺴﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ

ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻣﻦ

ﺍﻟﻤﻘﻄﻮﻉ ﺑﻪ ﻋﻨﺪ ﻛﻞ ﺑﺎﺣﺚ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ

ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ، ﻭﺃﻭﻝ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ

ﻳﻘﻮﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻣﺮﻳﻦ ﻫﺎﻣﻴﻦ ﺟﺪﺍ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،

ﻭﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺑﺄﻥ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺘﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ

ﺗﻮﺍﺭﺛﻮﻩ ﻣﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺎﺕ ﺣﺘﻰ

ﺻﺎﺭ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻬﻢ ): ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ (،

ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ

ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺣﺪﻩ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻐﺎﺙ ﺇﻻ ﺑﻪ، ﻭﻻ ﻳﺬﺑﺢ

ﻭﻻ ﻳﻨﺬﺭ ﺇﻻ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻌﺒﺪﻭﻩ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺷﺮﻉ ﺍﻟﻠﻪ

ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﺍ

ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﻗﻮﻟﻬﻢ ) : ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ (، ﻭﻫﺬﺍ

ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳُﺼَﻔُّﻮﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﻣﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ

ﻭﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ

ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻤﺎ ﺩﺧﻞ

ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻀﻌﻴﻔﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ،

ﻛﻤﺎ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻓﺎﺕ

ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺼﻮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻐﻠﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ

ﻭﺍﻟﺰﻫﺪ، ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺎﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻢ

ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ.

ﻭﺍﻵﺧﺮ: ﺃﻥ ﻳُﺮَﺑُّﻮﺍ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻭﺫﻭﻳﻬﻢ ﻭﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻣﻦ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ، ﻭﻳﻮﻣﺌﺬ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻤﻬﻢ

ﻧﺎﻓﻌﺎً ﻭﻋﻤﻠﻬﻢ ﺻﺎﻟﺤﺎً؛ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ }: ﻓﻤَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ

ﻟِﻘَﺎﺀَ ﺭَﺑِّﻪِ ﻓَﻠْﻴَﻌْﻤَﻞْ ﻋَﻤَﻼً ﺻَﺎﻟِﺤﺎً ﻭَﻻَ ﻳُﺸْﺮِﻙْ ﺑِﻌِﺒَﺎﺩَﺓِ ﺭَﺑِّﻪِ

ﺃَﺣَﺪﺍً{ ،ﻭﺣﻴﻨﺌﺬٍ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻣﺖ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻓﺴﻮﻑ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ

ﻳﺨﺘﻠﻂ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ؛ ﻷﻧﻬﻢ

ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﺮﻳﻌﺔ

ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺑﻤﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻭﻭﺳﺎﺋﻠﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﻣﻘﺎﺻﺪﻫﺎ ﻣﺜﻼ ﺍﻟﻨﻬﻲ

ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺭ ﻭﺗﺒﻨﻲ ﻭﺳﺎﺋﻠﻬﻢ ﻭﻧﻈﻤﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪﻫﻢ ﻭﻋﺎﺩﺍﺗﻬﻢ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ

ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ

ﻣﻊ ﻛﻔﺮﻫﻢ ﻭﺟﻬﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ

ﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻭﺍﻟﻄﺎﻟﺢ ﻭﻻ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﻷﻧﺜﻰ؛ ﻭﺭﺑﻨﺎ

ﻳﻘﻮﻝ }: ﺃَﻓَﻨَﺠْﻌﻞُ ﺍﻟﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ﻛَﺎﻟﻤُﺠْﺮِﻣِﻴﻦَ ﻣَﺎ ﻟَﻜُﻢْ ﻛَﻴْﻒَ

ﺗَﺤْﻜُﻤﻮﻥ{ ﻭﻳﻘﻮﻝ}:ﻭﻟَﻴْﺲَ ﺍﻟﺬَّﻛَﺮُ ﻛَﺎﻷُﻧﺜَﻰ .{

ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﺑﺪﺃ

ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺑﺎﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﻭﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ

ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﺪﻋﻮﺗﻪ ﻋﻠﻰ

ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔﺣﺘﻰ ﺻﺎﺭﻭﺍ ﻛﺎﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺇﺫﺍ ﺍﺷﺘﻜﻰ

ﻣﻨﻪ ﻋﻀﻮ ﺗﺪﺍﻋﻰ ﻟﻪ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﺎﻟﺴﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﻤﻰ ﻛﻤﺎ

ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻳُﺼِﺮُّ ﻋﻠﻰ

ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ ﻭﺍﻟﺮﺑﺎ ﻭﺍﻟﺰﻧﺎ ﻭﺍﻟﺴﺮﻗﺎﺕ ﺇﻻ ﻣﺎ ﻧﺪﺭ.

ﻓﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﺣﻘﺎ ﻻ ﻳُﻜﺘِّﻞ

ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻑ ﻓﻜﺮﻱ

ﻭﺗﺮﺑﻮﻱ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ

ﺍﻟﻴﻮﻡ، ﺑﻞ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺃﻓﻜﺎﺭﻫﻢ ﻭﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﻢ ﻋﻠﻰ

ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ : ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﻋﻠﻰ

ﻣﻨﻬﺞ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، } ﻭﻳَﻮْﻣَﺌِﺬٍ ﻳَﻔْﺮَﺡُ ﺍﻟﻤُﺆْﻣِﻨُﻮﻥ

ﺑِﻨَﺼْﺮِ ﺍﻟﻠﻪ{ ، ﻓﻤﻦ ﺃﻋﺮﺽ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ

ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﺔ ﻭﺳﻠﻚ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻓﻲ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻟﺘﻬﻢ

ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻫﻮ ) ﻛﺎﻟﻤﺴﺘﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﺮﻣﻀﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺭ !( ﻭﺣﺴﺒﻪ ﺧﻄﺄ

ـ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻗﻞ : ﺇﺛﻤﺎً ـ ﺃﻧﻪ ﺧﺎﻟﻒ ﻫﺪﻳﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ

ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺨﺬﻩ ﺃﺳﻮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻟَﻘَﺪْ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻜُﻢْ

ﻓﻲ ﺭَﺳُﻮﻝِ ﺍﻟﻠﻪِ ﺃُﺳْﻮَﺓٌ ﺣَﺴَﻨَﺔٌ ﻟِﻤَﻦ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﺮْﺟُﻮ ﺍﻟﻠﻪَ ﻭَﺍﻟﻴَﻮْﻡَ

ﺍﻵﺧِﺮَ ﻭﺫَﻛَﺮَ ﺍﻟﻠﻪَ ﻛَﺜِﻴﺮﺍً .{

ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻣﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻳﻴﺪ

ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﻴﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً ) ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ

ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ (؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻧﻨﺼﺢ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺇﺧﻮﺍﻧﻨﺎ

ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺮﺷِّﺢ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻧﺎﺋﺒﺎ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﻤﺎﻥ ﻻ

ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻧﺺ ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﻩ

) ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ( ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ

ﻋﻤﻠﻴﺎ ﺃﻧﻪ ﻭﺿﻊ ﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻴِّﺒﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ !!

ﺫﻟﻚ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻐﻴِّﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ

ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ، ﻛﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻟﺘﻲ

ﻓﻲ ﺩﺳﺘﻮﺭﻫﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ.

ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺭﻁ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺃﻥ ﻳُﻘﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ

ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻺﺳﻼﻡ ﺑﺪﻋﻮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺑﻌﺪُ

ﻟﺘﻐﻴﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﻳُﻐَﻴﺮِّ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺯﻳّﻪ

ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻳﺘﺰﻳّﺎ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﺴﺎﻳﺮﺓ ﻣﻨﻪ ﻟﺴﺎﺋﺮ

ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ! ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻟﻴُﺼْﻠِﺢ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺄﻓﺴﺪ ﻧﻔﺴﻪ،

ﻭﺃﻭَّﻝ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻗﻄﺮٌ ﺛﻢ ﻳﻨﻬﻤﺮ ! ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻨﺼﺢ ﺃﺣﺪﺍ

ﺃﻥ ﻳﺮﺷﺢ ﻧﻔﺴﻪ؛ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺭﻯ ﻣﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ

ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺷَّﺤﻴﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﺎﺩﻱ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻓﻴﻬﻢ

ﻣﺮﺷَّﺤﻮﻥ ﺇﺳﻼﻣﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ،

ﻓﻨﻨﺼﺢ ـ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻫﺬﻩ ـ ﻛﻞ ﻣﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ

ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﻴﻦ ﻓﻘﻂ ﻭﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ

ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ.

ﺃﻗﻮﻝ ﻫﺬﺍ ـ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺢ ﻭﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺏ

ﻻ ﻳﺤﻘﻖ ﺍﻟﻬﺪﻑ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ ﺑﻴﺎﻧﻪ ـ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ

ﺗﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﺮ، ﺃﻭ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﺑﺎﻟﻤﻔﺴﺪﺓ

ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ.

ﻋﻤﺎﻥ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻷﺭﺑﻌﺎﺀ 19 ﺟﻤﺎﺩﻯ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺳﻨﺔ 1412ﻫـ .

ﻭﻛﺘﺐ

ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺎﺻﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ

))ﺍﻧﻈﺮ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﺻﺎﻟﺔ (( ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﺹ 15) ـ .(22

ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ

ﻭﺳﺌﻞ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻲ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ _

ﻣﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ؟

_ ﻓﺄﺟﺎﺏ _ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ _ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺷﻮﺭﻯ .

) ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﺷﺮﻳﻂ 338 (

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.