**ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻣﺸﺘﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻣﻦ ) ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ( ، ﻭﻫﻮ : ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻟﺤﺪ، ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻧّﻪ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ) ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻪ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﺪﻩ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﻮﺩ، ﺃﻭ ﻣﺘﺒﻮﻉ، ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ ( ﻛﻤﺎ ﻋﺮّﻓﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠّﺎﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ : ﻓﻲ " ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ ."
ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ ﻓﻲ " ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ " ﻣﻌﻠﻘﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ : "ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ ﻣﻦ
ﻛﺎﻥ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﺬﻟﻚ، ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ : ﻫﻮ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻋﺎﺑﺪﻩ، ﻭﺗﺎﺑﻌﻪ، ﻭﻣﻄﻴﻌﻪ؛ ﻷﻧﻪ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻪ ﺣﺪﻩ ﺣﻴﺚ ﻧَﺰَّﻟﻪ ﻓﻮﻕ
ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ، ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺩﺗﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻪ ﻟﻤﺘﺒﻮﻋﻪ، ﻭﻃﺎﻋﺘﻪ ﻟﻤﻄﺎﻋﻪ ﻃﻐﻴﺎﻧﺎً؛ ﻟﻤﺠﺎﻭﺯﺗﻪ ﺍﻟﺤﺪ
ﺑﺬﻟﻚ ."
ﻭﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴّﺔ : ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ) 16/565 ( ﻣﻌﺮّﻓﺎً )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ 🙁 " ﻭﻫﻮ ﺍﺳﻢ ﺟﻨﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ :
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻮﺛﻦ، ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺪﺭﻫﻢ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ."
ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻟﻔﻆ )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺪﻉ، ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ، ﻭﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣَﻦ ﺻَﺮﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ.
ﻭﺍﻧﻈﺮ : " ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ " ) 10/104 ( ،
ﻭ " ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ " )ﻣﺎﺩﺓ : ﻃﻐﻰ ( ، ﻭ "ﻣﻔﺮﺩﺍﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ﻟﻠﺮﺍﻏﺐ ﺍﻷﺻﻔﻬﺎﻧﻲ ) ﺹ 305: ـ ﻣﺎﺩﺓ : ﻃﻐﻰ ( ، ﻭ " ﺷﺮﺡ
ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ " ﻟﻺﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ )ﺹ .(151:
ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻛﻼﻡ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ : ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﻳﻄﻠﻖ ﻟﻔﻆ ) ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﻔِّﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻪ : ﻓﻲ " ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ " )1/137 🙁 "ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻤﺴﺔ : ﺃﻭﻟﻬﻢ
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﻮﺭ، ﻭﺁﻛﻞ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ، ﻭﻣﻦ ﻋُﺒﺪ ﻓﺮﺿﻲ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ."
ﻭﻫﻞ ﻳﻠﺰﻡ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﺗﺼﻒ ﺑﺄﻧﻪ ) ﻃﺎﻏﻮﺕ (؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺿﻼﻟﺔ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ ﻭﺟﻮْﺭ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ
ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺫﻧﺐ، ﻛﻤﺎ ﺗﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
ﻓﻤﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻮﻥ ـ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺠﺪﺩ ـ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﻢ ـ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻮﻥ ـ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻣﺼﻄﻠﺢ
)ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻋﻠﻰ ﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻣﺮﻳﺪﻳﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻜﻔﻴﺮﻫﻢ ﻣﻄﻠﻘﺎً، ﺑﺪﻋﻮﻯ ﻋﺪﻡ ﺣﻜﻤﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﻮ ﺟﻬﻞ
ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﻟﻠﻬﻮﻯ، ﻭﺧﺮﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﺮَّﺭﻩ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ـ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻭﺣﺪﻳﺜﺎً
ـ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ.
ﻓﻜﻠﻤﺔ )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺷﺮﻋﻲٌّ، ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻋﻴﺎً ﻓﺈﻥّ ﻣﺮﺩَّ
ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺗﺄﻭﻳﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺮﺍﺳﺨﺔ ﻓﻬﻮﻣﻬﻢ، ﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺍﻃﻒ ﻭﺍﻟﺘﻬﻴﻴﺞ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﺍﻡّ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﺃﺑﺠﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻫﻢ ﻋﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻬﻢ؛ ﻷﻥّ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ) ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ( ، ﻭﻻ ﺇﻟﻰ
ﻣﻦ ﺗﺤﺰّﺏ ﻭﺗﻌﺼّﺐ ﻓﺮﻣﻰ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ـ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮ ـ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻟﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺑﻪ ﺃﺟﺪﺭ ﻭﺃﻟﻴﻖ . ﻭﻻ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻋﻴﺎﺀ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ) ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ( ﻣﻤﻦ ﺃﻓﺴﺪﻭﺍ ﺑﺎﺳﻢ )ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ( ـ ﻭﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﺷﺮﻋﻲ ﻛﺬﻟﻚ ـ ﺃﻳﻤﺎ ﺇﻓﺴﺎﺩ.
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥَّ ﻗﺼﺮ ﻣﺼﻄﻠﺢ )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻋﻠﻰ ﺻﻨﻒ ﻣﻦ )ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ
ﺍﻷﺻﻨﺎﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺸﻤﻠﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﺿﻼﻟﺔ ﻋﻤﻴﺎﺀ، ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺕ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺨﻮﺍﺭﺝ ﺍﻟﺠﺪﺩ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺠﺎﺋﺮ
ﻋﻦ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﻳﻨُﻢُّ ﻋﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻃﻮﻳﺔ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻘﻮﻡ، ﻭﺍﺗﺒﺎﻋﻬﻢ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﻓﻲ ﻗﺒﻮﻝ ﻣﺎ ﻳﺸﺘﻬﻮﻥ، ﻭﻧﺒﺬ ﻣﺎ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ،
ﻭﺇﻥ ﻭﺍﻓﻖ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﺻﺎﺑﻪ.
ﻛﻤﺎ ﺃﻥّ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ـ ﻣﻄﻠﻘﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﻔﺼﻴﻞ ـ ﻟﻤﻦ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻭﺻﻒ ) ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻓﻜﺮﺓ ﻃﺎﻏﻮﺗﻴﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ، ﺗﺄﺑﺎﻫﺎ
ﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻭﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻷﻛﺎﺑﺮ؛ ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻛﻔﺮ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺿﻼﻟﺔ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻇﻠﻢ
ﻭﺟﻮْﺭ، ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺫﻧﺐ، ﻛﻤﺎ ﺳﻴﺘﺒﻴﻦ ـ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻘﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ .
ﻭﻟﻮ ﺃﻥَّ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﻴﻦ ﻭﺃﻧﺼﺎﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻴﻦ والاخوانيين ﺗﺤﻠّﻮﺍ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ـ
ﻓﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ـ ﺣﻘﺎً ﻻ ﺯﻋﻤﺎً ـ ﻭﻭﻗﻔﻮﺍ ﻋﻨﺪ ﺗﻘﺮﻳﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭِﻗﻔﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﻣﻞ ﺍﻟﻤﺘﺄﻧﻲ
ﺍﻟﻤﻨﺼﻒ، ﻟﻮﺟﺪﻭﺍ ﺃﻥّ ﻭﺻﻔﻬﻢ ـ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ـ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺃﻟﻴﻖ ﻭﺃﺟﺪﺭ؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ
ﻭﺍﻹﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺼﺐ، ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ ﻭﺍﻟﺘﻠﺒﻴﺲ، ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻟﺘﺰﻭﻳﺮ ﻭﻗﻠﺐ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ، ﻭﺍﻟﺠﻮﺭ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ
….يتبع
ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻤﻦ ﻗﺼﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻐﻴﺮ
ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ :
ﺃﻭﻻً : ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻐﺔ :
* ﻗﺎﻝ ﻓﻲ " ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ " ) ﻣﺎﺩﺓ : ﻃﻮﻍ 🙁
"ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕُ ﻣﺎ ﻋُﺒِﺪَ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ـ، ﻭﻛﻞُّ ﺭﺃْﺱٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻝِ ﻃﺎﻏﻮﺕٌ، ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕُ : ﺍﻷَﺻْﻨﺎﻡُ، ﻭﻗﻴﻞ :
ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥُ، ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻜَﻬَﻨﺔُ، ﻭﻗﻴﻞ ﻣَﺮَﺩﺓُ ﺃَﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ "…
* ﻭﻧﻘﻞ ﺻﺎﺣﺐ " ﺗﺎﺝ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ " ﺗﺤﺖ ﻣﺎﺩﺓ ) ﻃﻮﻍ ( ﻛﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭ ﻓﻲ "ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ " ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﻗﺎﻝ : " ﻭﺯﺍﺩَ ﺍﻟﺮﺍﻏﺐ :
ﻭﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ، ﻭﺍﻟﻤﺎﺭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻦ، ﻭﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻱ ﻓﻲ "ﻣﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ " )ﻣﺎﺩﺓ : ﻃﻐﻰ 🙁
"ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕُ : ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ، ﻭﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﻛﻞ ﺭﺃﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻼﻝ ."
ﺛﺎﻧﻴﺎً : ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ :
* ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ) ﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺁﻱ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ( ) 5/419 ﻁ : ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ، ﺗﺤﻘﻴﻖ : ﺷﺎﻛﺮ 🙁
" ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻋﻨﺪﻱ ﻓﻲ "ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ " ﺃﻧﻪ ﻛﻞ ﺫﻱ ﻃﻐﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻪ، ﺇﻣﺎ ﺑﻘﻬﺮ ﻣﻨﻪ ﻟﻤﻦ ﻋﺒﺪﻩ،
ﻭﺇﻣﺎ ﺑﻄﺎﻋﺔ ﻣﻤﻦ ﻋﺒﺪﻩ ﻟﻪ، ﻭﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩ، ﺃﻭ ﺷﻴﻄﺎﻧﺎً، ﺃﻭ ﻭﺛﻨﺎً، ﺃﻭ ﺻﻨﻤﺎً، ﺃﻭ ﻛﺎﺋﻨﺎً ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﻲﺀ .
ﻭﺃﺭﻯ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ " ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ " ، "ﺍﻟﻄﻐﻮﻭﺕ " ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ": ﻃﻐﻰ ﻓﻼﻥ ﻳﻄﻐﻮﺍ " ، ﺇﺫﺍ ﻋﺪﺍ ﻗﺪﺭﻩ، ﻓﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻩ،
ﻛـ " ﺍﻟﺠﺒﺮﻭﺕ " ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺒﺮ، ﻭ "ﺍﻟﺨﻠﺒﻮﺕ " ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻠﺐ ]ﻗﻠﺖ : ﻭﻫﻮﺍﻟﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻜﺬﺏ[ ، ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ " ﻓﻌﻠﻮﺕ " ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺍﻭ ﻭﺍﻟﺘﺎﺀ. ﺛﻢ ﻧﻘﻠﺖ ﻻﻣﻪ ـ ﺃﻋﻨﻲ ﻻﻡ "ﺍﻟﻄﻐﻮﻭﺕ " ـ ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻟﻪ ﻋﻴﻨﺎً، ﻭﺣﻮﻟﺖ ﻋﻴﻨﻪ
ﻓﺠﻌﻠﺖ ﻣﻜﺎﻥ ﻻﻣﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﻴﻞ ":ﺟﺬﺏ ﻭﺟﺒﺬ " ، ﻭ "ﺟﺎﺫﺏ ﻭﺟﺎﺑﺬ " ، ﻭ "ﺻﺎﻋﻘﺔ ﻭﺻﺎﻗﻌﻪ " ، ﻭﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ " ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ " ) 8/465 🙁
" ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻞ ":ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﺠﺒﺖ ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ " ، ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ : ﻳﺼﺪِّﻗﻮﻥ ﺑﻤﻌﺒﻮﺩَﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ،
ﻳﻌﺒﺪﻭﻧﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻳﺘﺨﺬﻭﻧﻬﻤﺎ ﺇﻟﻬﻴﻦ.
ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ " ﺍﻟﺠﺒﺖ " ﻭ " ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ :" ﺍﺳﻤﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﻣﻌﻈَّﻢ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓٍ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻃﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﺧﻀﻮﻉ ﻟﻪ، ﻛﺎﺋﻨًﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻌﻈَّﻢ، ﻣﻦ ﺣﺠﺮ ﺃﻭ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺷﻴﻄﺎﻥ . ﻭﺇﺫ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﺗﻌﺒﺪﻫﺎ،
ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻈﻤﺔ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺟُﺒﻮﺗًﺎ ﻭﻃﻮﺍﻏﻴﺖ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺗﻄﻴﻌﻬﺎ ﻓﻲ
ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﺍﻟﻠﺬﺍﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻻ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻲ ﺑﻦ
ﺃﺧﻄﺐ ﻭﻛﻌﺐ ﺑﻦ ﺍﻷﺷﺮﻑ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻣﻄﺎﻋﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﻣﻠّﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﻭﺑﺮﺳﻮﻟﻪ،
ﻓﻜﺎﻧﺎ ﺟﺒﺘﻴﻦ ﻭﻃﺎﻏﻮﺗﻴﻦ ."
ﻭﻗﻴﻞ : ﻫﻮ ] ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ[ ﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﻦ.
ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﺠﺒﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻐﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ "
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲُّ ﻓﻲ " ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ) 5/248 ـ :(249
…" ﻭﻗﻴﻞ : ﻫﻮ ]ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ [ ﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺴﻦ … ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﺠﺒﺖ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻄﻐﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ. ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ "
* ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﻲ " ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ " ) 10/103 ( ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ـ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ : ) ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ 🙁
" ﺃﻱ : ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﻛﻞ ﻣﻌﺒﻮﺩ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻛﺎﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻜﺎﻫﻦ، ﻭﺍﻟﺼﻨﻢ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻼﻝ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻟﻮﺳﻲ ﻓﻲ " ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ " ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﻔﺮﻭﺍ ﺃﻭﻟﻴﺎﺅﻫﻢ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : :[257
" ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ؛ ﺃﻱ : ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ، ﺃﻭ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﺃﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺍﻟﻤﻀﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺤﻖ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺣﻴﺎﻥ ﺍﻷﻧﺪﻟﺴﻲ ﻓﻲ "ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ " ﻋﻨﺪ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ـ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ : ) ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻔﺮ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻓﻘﺪ ﺍﺳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﻌﺮﻭﺓ ﺍﻟﻮﺛﻘﻰ ( ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ :[256/
"ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ . ﻗﺎﻟﻪ ﻋﻤﺮ، ﻭﻣﺠﺎﻫﺪ، ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ، ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﺴﺪّﻱ. ﺃﻭ : ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ،
ﻭﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ . ﺃﻭ : ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ، ﻗﺎﻟﻪ ﺟﺎﺑﺮ ، ﻭﺍﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ، ﻭﺭﻓﻴﻊ ، ﻭﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺢ . ﺃﻭ : ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺿﻰ
ﺫﻟﻚ : ﻛﻔﺮﻋﻮﻥ، ﻭﻧﻤﺮﻭﺩ، ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ. ﺃﻭ : ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ، ﻗﺎﻟﻪ ﺑﻌﻀﻬﻢ .
ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﺠﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻗﻮﺍﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻤﺜﻴﻼً، ﻷﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻣﺤﺼﻮﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺎﺩﻝ ﺍﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻓﻲ " ﺍﻟﻠﺒﺎﺏ " )4/330 ـ 331 ﻁ : ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ 🙁
"ﻭﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﻄَّﺎﻏﻮﺕ ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ ، ﻭﻣﺠﺎﻫﺪٌ ، ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ : ﻫﻮ ﺍﻟﺸَّﻴﻄﺎﻥ . ﻭﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ : ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ . ﻭﻗﺎﻝ
ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ : ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ . ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ : ﺍﻷَﺻﻨﺎﻡ. ﻭﻗﻴﻞ ﻣﺮﺩﺓ ﺍﻟﺠﻦّ ﻭﺍﻹﻧﺲ، ﻭﻛﻞُّ ﻣﺎ ﻳﻄﻐﻰ ﺍﻹِﻧﺴﺎﻥ.
ﻭﻗﻴﻞ :ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕُ ﻫﻮ ﻛﻞّ ﻣﺎ ﻋُﺒِﺪَ ﻣِﻦْ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺍﺿﻴﺎً ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻣﻌﺒُﻮﺩﺍً ، ﻓﻌﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻳﻜُﻮﻥُ ﺍﻟﺸَّﻴﻄﺎﻥ ﻭﺍﻟﻜﻬﻨﺔ ،
ﻭﺍﻟﺴَّﺤﺮﺓ، ﻭﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺍﻟﻨﻤﺮﻭﺩ ﻛﻞُّ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً؛ ﻷﻧﻬﻢ ﺭﺍﺿﻮﻥ ﺑﻜﻮﻧﻬﻢ ﻣﻌﺒﻮﺩﻳﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥُ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ، ﻭﻋﺰﻳﺮ ،
ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻟﻴﺴﻮﺍ ﺑﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ، ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﺿﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﻌﺒﻮﺩﻳﻦ
..يتبع
* ﻗﺎﻝ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﻓﻲ " ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ " (187) ﻁ : ﻣﺤﻤﺪ ﺭﺷﺎﺩ ﺳﺎﻟﻢ :
"ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻛﻞ ﻣﻌﻈﻢ ﻭﻣﺘﻌﻈﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ؛ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻥ، ﺃﻭ ﺷﻴﻄﺎﻥ، ﺃﻭ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺛﺎﻥ ."
* ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً ] ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ، ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻻﺓ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺩﺍﺓ، ) 28/201 :[(
"ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻓﻌﻠﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﻜﻮﺕ ﻓﻌﻠﻮﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﻮﺕ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﻮﺕ ﻓﻌﻠﻮﺕ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭﺍﻟﺮﻫﺒﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ، ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻟﺤﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺒﻐﻲ، ﻓﺎﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻛﺎﺭﻫﺎ
ﻟﺬﻟﻚ ﺳﻤﻲ ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻭﻳﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻳﻌﺒﺪ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ
ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ. ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﺤﻖ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺒﻮﻻً ﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ
ﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻋﺎً ﺃﻣﺮﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻒ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻃﺎﻏﻮﺕ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺳﻤﻰ ﻣَﻦ ﺗﺤﻮﻛﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﻣِﻦ ﺣﺎﻛﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﻃﺎﻏﻮﺕ، ﻭﺳﻤﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻋﺎﺩﺍ ﻃﻐﺎﺓ، ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﺻﻴﺤﺔ ﺛﻤﻮﺩ ﻓﺄﻣﺎ ﺛﻤﻮﺩ ﻓﺄﻫﻠﻜﻮﺍ ﺑﺎﻟﻄﺎﻏﻴﺔ "…
* ﻭﻗﺎﻝ ـ ﺃﻳﻀﺎً ـ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻮﻉ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ) 16/565 🙁
)ﻭﻫﻮ ]ﺃﻱ : ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ[ ﺍﺳﻢ ﺟﻨﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ : ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺍﻟﻮﺛﻦ، ﻭﺍﻟﻜﻬﺎﻥ، ﻭﺍﻟﺪﺭﻫﻢ، ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﺎﺭ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ .(
* ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ " ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ " )]1/50 ( ﻁ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﺠﻴﻞ، ﺗﺤﻘﻴﻖ : ﻃﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺅﻭﻑ ﺳﻌﺪ :[
"ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺣﺪﻩ؛ ﻣﻦ ﻣﻌﺒﻮﺩ، ﺃﻭ ﻣﺘﺒﻮﻉ، ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻉ ."
* ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ ﺑﺎﺯ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻣﺒﻴﻨﺎً ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ـ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ : )ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻓِﻲ
ﻛُﻞِّ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺭَﺳُﻮﻟًﺎ ﺃَﻥِ ﺍُﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ( ] ﺍﻟﻨﺤﻞ :[36:
"ﺃﻱ : ﻭﺣﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ، ﺃﻱ : ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ، ﻭﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﻋﻨﻬﺎ.
ﻭﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋُﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺲ ﻭﺍﻟﺠﻦ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ، ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ
ﻭﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ. ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ : ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ، ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ ، ﺃﻣﺎ
ﻣﻦ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ؛ ﻛﺎﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻓﺎﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﻢ، ﻭﺯﻳﻨﻬﺎ
ﻟﻠﻨﺎﺱ . ﻓﺎﻟﺮﺳﻞ ﻭﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ، ﻭﻛﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻻ ﻳﺮﺿﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺑﺪًﺍ، ﺑﻞ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﺤﺎﺭﺑﻪ،
ﻓﻠﻴﺲ ﺑﻄﺎﻏﻮﺕ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ : ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﺒﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﻛﻔﺮﻋﻮﻥ ، ﻭﺇﺑﻠﻴﺲ ﻭﺃﺷﺒﺎﻫﻬﻤﺎ ﻣﻤﻦ
ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﻭ ﻳﺮﺿﻰ ﺑﻪ . ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﺩﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﻭﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﻤﻌﺒﻮﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻛﻠﻬﺎ
ﺗﺴﻤﻰ : ﻃﺎﻏﻮﺗﺎ ؛ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺒﺎﺩﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ ." ] ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﺚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺑﻌﺚ ﺑﻪ
ﺧﺎﺗﻤﻬﻢ ﻣﺤﻤﺪﺍً ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ[
* ﻭﻓﻲ " ﺍﻟﺪﺭﺭ ﺍﻟﺴﻨﻴﺔ " )1/137 ( ﻳﻄﻠﻖ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻮﻫﺎﺏ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻨﺎﻑ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺠﺎﻭﺯﻭﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻜﻔﺮ ﻛﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﻮﺭ، ﻭﺁﻛﻞ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ
ﺃﻥّ ﻣﺼﻄﻠﺢ )ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﻣﻄﻠﻘﺎً. ﻓﻘﺎﻝ :
"ﻭﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﻴﻦ ﻟﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ ﺧﻤﺴﺔ : ﺃﻭﻟﻬﻢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻭﺣﺎﻛﻢ ﺍﻟﺠﻮﺭ، ﻭﺁﻛﻞ ﺍﻟﺮﺷﻮﺓ، ﻭﻣﻦ ﻋُﺒﺪ ﻓﺮﺿﻲ،
ﻭﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻢ ."
** ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻓﺴّﺮ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻥّ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻪ :
…" ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﻟﻬﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﻳَﺎ ﺃَﻳُّﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﺎﺱُ ﺍﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺭَﺑَّﻜُﻢُ
ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺘَّﻘُﻮﻥَ ( ]ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ [21: ، ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻘﻮﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﺭﺳﻞ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ـ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ـ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : )ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺑَﻌَﺜْﻨَﺎ ﻓِﻲ ﻛُﻞِّ ﺃُﻣَّﺔٍ ﺭَﺳُﻮﻟًﺎ ﺃَﻥِ ﺍُﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ( ] ﺍﻟﻨﺤﻞ :
[36 ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ : )ﺍُﻋْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ( ﻳﻌﻨﻲ ﻭﺣﺪﻭﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻃﻴﻌﻮﺍ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ. ) ﻭَﺍﺟْﺘَﻨِﺒُﻮﺍ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕَ ( ﻳﻌﻨﻲ : ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ
ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ." ] ﻣﺠﻤﻮﻉ ﻓﺘﺎﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﺑﺎﺯ ) 9/48 [(
*ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺻﻨﻴﻊ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻧﺼﺮ ﻓﺘﻮﺡ ﺍﻷﺯﺩﻱ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪﻱ :
"ﻭﻛﻞ ﻣﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺤﺪ ﻓﻲ ﻋﺼﻴﺎﻧﻪ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺼﻴﺎﻥ ﺑﻪ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﻭﺯ ﻣﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ؛
ﻳﻘﺎﻝ ﻃﻐﻰ ﻃﻐﻴﺎﻧﺎ ﻓﻬﻮ ﻃﺎﻍ ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻃﻐﻰ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﺎﺀ ﻛﺜﻴﺮ ﻳﺠﺎﻭﺯ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺑﻪ ﻭﻃﻐﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻫﺎﺟﺖ
ﺃﻣﻮﺍﺟﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﻃﻐﻰ ﺍﻟﺪﻡ ﺗﺒﻴﻎ ﻭﺛﺎﺭ "… ] ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻏﺮﻳﺐ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺹ .[(132)
* ﻭﻳﻘﺮّﺭ ﺍﻟﻌﻼَّﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ ﻓﻲ " ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻤﻮﻗﻌﻴﻦ " ) 1/244 ( ﺃﻥّ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﺭﺩّ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻉ ﻓﻴﻪ
ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﻌﻨﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻃﻮﺍﺋﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻔﻘﻬﺔ ﺍﻟﻤﻘﻠّﺪﺓ، ﻭﺍﻟﻤﺘﺼﻮّﻓﺔ ﺍﻟﻀﺎﻟّﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺘﻜﻠّﻤﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺘﻔﻠﺴﻔﺔ ﺍﻟﻤﻌﻄّﻠﺔ، ﻓﻴﻘﻮﻝ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ :
"ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺮﺩ ﻣﺎ ﺗﻨﺎﺯﻋﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺭﺳﻮﻟﻪ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻓﻠﻢ ﻳﺒﺢ ﻟﻨﺎ ﻗﻂ ﺃﻥ ﻧﺮﺩ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ
ﺭﺃﻱ، ﻭﻻ ﻗﻴﺎﺱ، ﻭﻻ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﺇﻣﺎﻡ، ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻡ، ﻭﻻ ﻛﺸﻮﻑ، ﻭﻻ ﺇﻟﻬﺎﻡ، ﻭﻻ ﺣﺪﻳﺚ ﻗﻠﺐ، ﻭﻻ ﺍﺳﺘﺤﺴﺎﻥ، ﻭﻻ ﻣﻌﻘﻮﻝ، ﻭﻻ
ﺷﺮﻳﻌﺔ ﺍﻟﺪﻳﻮﺍﻥ، ﻭﻻ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ، ﻭﻻ ﻋﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﺿﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻜﻞ ﻫﺬﻩ
ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ؛ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﺃﻭ ﺩﻋﺎ ـ ﻣﻨﺎﺯﻋﺔً ـ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻓﻘﺪ ﺣﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ."
* ﻭﻳﻄﻠﻖ ﺍﻟﻌﻠّﺎﻣﺔ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴّﻢ ـ ﺃﻳﻀﺎً ـ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﻮْﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﻃﻠﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻟﻔﻆ
) ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ( ، ﻗﺎﻝ ﻓﻲ " ﺍﻟﺼﻮﺍﻋﻖ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻄﻠﺔ " )] 2/632 ( ﻁ : ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﺍﻟﺮﻳﺎﺽ، ﺗﺤﻘﻴﻖ :
ﺩ . ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ :[
" ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺪﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻧﺘﻬﻜﻮﺍ
ﺑﻬﺎ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻣﺤﻮﺍ ﺑﻬﺎ ﺭﺳﻮﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻫﻲ :
– ﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﻥَّ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻼﻡ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺃﺩﻟﺔ ﻟﻔﻈﻴﺔ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﻋﻠﻤﺎً ﻭﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﻘﻴﻦ .
– ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺠﺎﺯﺍﺕ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻬﺎ.
– ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﻥ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻭﺍﻫﺎ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻭﺗﻠﻘﺘﻬﺎ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﺎﻟﻘﺒﻮﻝ ﻻ ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻴﺪ
ﺍﻟﻈﻦ.
– ﻭﻗﻮﻟﻬﻢ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻧﺼﻮﺹ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﺃﺧﺬﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﻟﻢ ﻧﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺣﻲ .
ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﺍﻷﺭﺑﻊ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺤﺖ ﺭﺳﻮﻣﻪ، ﻭﺃﺯﺍﻟﺖ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ، ﻭﻫﺪﻣﺖ
ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ، ﻭﺃﺳﻘﻄﺖ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ، ﻭﻧﻬﺠﺖ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻄﻌﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻜﻞ ﺯﻧﺪﻳﻖ ﻭﻣﻠﺤﺪ، ﻓﻼ ﻳﺤﺘﺞ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻟﻤﺤﺘﺞ ﺑﺤﺠﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺳﻨﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺇﻻ ﻟﺠﺄ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻭﺍﻋﺘﺼﻢ ﺑﻪ ﻭﺍﺗﺨﺬﻩ ﺟﻨﺔ ﻳﺼﺪ
ﺑﻪ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺤﻮﻟﻪ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﻭﻣﻨﻪ ﻭﻓﻀﻠﻪ ﻗﺪ ﻛﺴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً ﻃﺎﻏﻮﺗﺎً، ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻨﺔ
ﺧﻠﻔﺎﺀ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﻭﺭﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﺎﺋﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺰﻝ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻳﺮﺟﻤﻮﻧﻬﻢ ﺑﺸﻬﺐ
ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ … " ﺍﻫـ.
** ﻓﻠﻴﺴﺄﻝ ﺃﺗﺒﺎﻉ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﻫﻞ ﻫﻢ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺭﺩ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻭﺃﻧﻪ
ﻳﻔﻴﺪ ﺍﻟﻈﻦ ﻭﻻ ﺗﺜﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﻘﻴﺪﺓ، ﻭﻣﺴﺄﻟﺔ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ، ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﻥ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻣﺠﺎﺯﺍﺕ …
ﺃﻡ ﺃﻧﻬﻢ ﺗﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻮﺍﻏﻴﺖ؟ !
ﻓﺎﻧﻈﺮ ـ ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻛﻴﻒ ﺭﻣﻮْﺍ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻠﻔﻆ ) ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ـ ﻭﺃﻗﺼﺪ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ـ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﻌﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﺍﻟﺰﺍﺋﻐﺔ
ﻭﺍﻗﻌﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﻣﺴﻤﺎﻩ ﻭﻣﻀﻤﻮﻧﻪ .
* ﻭﻋﻘﺪ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴّﺔ ـ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻓﻲ "ﺍﻟﺤﻤﻮﻳﺔ " ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻦ ) ﻧﻔﺎﺓ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﻌﻄﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻬﻤﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ( ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ـ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻗﺼﺪ ﻭﺭﺿﺎً ﻭﻣﺤﺒﺔ ـ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ،
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ :
ﺍﻷﻭﻝ : ﺃﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﻳﻘﻴﻦ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﺆﻣﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ـ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ـ ﻣﻊ ﺃﻧﻬﻢ ﻻ
ﻳﻘﺒﻠﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ.
ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﺇﺫﺍ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻣﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻟﻠﻪ ﺃﻋﺮﺿﻮﺍ ﻭﺍﻣﺘﻨﻌﻮﺍ، ﻛﻤﺎ
ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺇﺫﺍ ﻗﻴﻞ ﻟﻬﻢ : ﺗﻌﺎﻟﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﺪﻭﺍ ﻭﺃﻋﺮﺿﻮﺍ.
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﻟﻬﻢ ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﻳﻘﻠﺪﻭﻧﻬﻢ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ
ﺍﻟﺮﺳﻞ ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺎﻛﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ﻭﻗﺪ ﺃﻣﺮﻭﺍ ﺃﻥ
ﻳﻜﻔﺮﻭﺍ ﺑﻪ.
ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ : ﺃﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﻔﺎﺓ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﻋﻤﻼً ﺣﺴﻨﺎً ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺴﻤﻊ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻳﺤﻠﻔﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩﻭﺍ ﺇﻻ ﺇﺣﺴﺎﻧﺎً ﻭﺗﻮﻓﻴﻘﺎً. ] ﻓﺘﺢ ﺭﺏ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﺑﺘﻠﺨﻴﺺ ﺍﻟﺤﻤﻮﻳﺔ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺜﻴﻤﻴﻦ .[
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻥّ ﺗﻌﻄﻴﻞ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺗﺤﺮﻳﻔﻬﺎ، ﺃﻭ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ـ ﻛﻤﺎ ﺗﺰﻋﻢ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺑﺪﻋﺔ ﻃﺎﻏﻮﺗﻴﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﺳﻤﺎﻫﻢ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑـ ) ﻃﻮﺍﻏﻴﺖ ﻳﻘﻠﺪﻭﻧﻬﻢ ﻭﻳﻘﺪﻣﻮﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺳﻞ
ﻭﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺤﺎﻛﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻻ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ .(…
يتبع
– ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ .
– ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ.
– ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ.
– ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻀﻼﻟﺔ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﺰﻳﻎ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ .
– ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻔﺮ، ﺃﻭ ﺍﻟﻀﻼﻝ ﻭﺍﻻﺑﺘﺪﺍﻉ .
– ﻧﻔﺎﺓ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻣﻌﻄﻠﻮﻫﺎ ﻭﻣﺆﻭّﻟﻮﻫﺎ .
– ﻣﻦ ﻋُﺒﺪ ﻓﺮﺿﻲ.
– ﻣﻦ ﺩﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﻧﻔﺴﻪ
..يتبع
ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺃﻥّ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺣﻜﻢ ﻭﺍﺣﺪ، ﺑﻞ ﻳُﻔﺼّﻞ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﻖ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ :
– ﺣﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻔﺮﺍً ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺨﺮﺟﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠّﺔ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﺤﻞّ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ
ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺣﻜﻤﻪ ﺫﺍﻙ ﺍﺳﺘﺤﻼﻻً ﻗﻠﺒﻴﺎً، ﺃﻭ ﻓﻀّﻞ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﺣﻜﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻋﻦ ﺭﺿﻰً ﻭﻣﺤﺒﺔ.
ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﺃﻓﺼﺢ ﺑﻠﺴﺎﻧﻪ ﻋﻦ ﺧﺒﻴﺌﺔ ﻗﻠﺒﻪ، ﺇﺫ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺋﻦ ﻣﻬﻤﺎ
ﻛﺜﺮﺕ. ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺻﻒ ) ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ .(
– ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﻔﺮﺍً ﺃﺻﻐﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻠّﺔ ﻭﻟﻜﻨّﻪ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻳﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ
ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻮﺑﻘﻪ ﺑﺎﻟﻜﻔﺮ ﺍﻷﻛﺒﺮ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻻ ﺍﺳﺘﺤﻼﻻً ﻟﺤﻜﻤﻪ، ﻭﻻ ﺗﻔﻀﻴﻼً ﻟﻪ
ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﺸﻬﻮﺓ ﻣﺎ، ﻛﺎﻟﻤﺎﻝ، ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ، ﺃﻭ ﻟﺨﻮﻑٍ ﻣﻦ ﻋﺪﻭٍّ ﺃﻭ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺬﺍﺭ . ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﻃﻼﻕ ﻭﺻﻒ ) ﺍﻟﻄﺎﻏﻮﺕ ( ﻋﻠﻴﻪ.
– ﻭﺣﺎﻟﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﻄﺌﺎً، ﻭﺫﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺟﻬﻞ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﺃﺧﻄﺄﻩ ﻣﻊ ﺗﺤﺮّﻳﻪ ﻟﻪ . ﻭﻫﻮ ﺑﺬﻟﻚ ﻣﺄﺟﻮﺭ ﻣﺜﺎﺏ ﻋﻠﻰ
ﺍﺟﺘﻬﺎﺩﻩ ﻭﺗﺤﺮﻳﻪ ﺍﻟﺤﻖ.
ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻛﻞ ﺣﺎﻛﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻓﻘﻴﻬﺎً، ﺃﻡ ﻗﺎﺿﻴﺎً، ﺃﻡ ﻣﻌﻠﻤﺎً، ﺃﻡ ﺃﺑﺎً، ﺃﻡ ﺃﻣﻴﺮﺍً، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﻪ ﻭﻻﻳﺔ ﻋﻠﻰ
ﺷﻲﺀ. ﻭﻛﻞ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ، ﺃﻡ ﻋﻘﺪﻳﺔ، ﺃﻡ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ …
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻛﻢ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ.
***_ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﻦ ﻓﻮﺯﺍﻥ ﺍﻟﻔﻮﺯﺍﻥ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻗﻮﻟﻪ ـ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ : )ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﺃَﻥْ ﻳَﺘَﺤَﺎﻛَﻤُﻮﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕِ 🙁
…"ﻭﻛﻞّ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺳﻨّﺔ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺴﺘﺤﻼً ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻃﺎﻏﻮﺕ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﻜُﻔﺮ ﺑﻪ . ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ : ) ﻭَﻗَﺪْ
ﺃُﻣِﺮُﻭﺍ ﺃَﻥْ ﻳَﻜْﻔُﺮُﻭﺍ ﺑِﻪِ ( ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ـ ﺗﻌﺎﻟﻰ ـ : ) ﻻ ﺇِﻛْﺮَﺍﻩَ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻗَﺪْ ﺗَﺒَﻴَّﻦَ ﺍﻟﺮُّﺷْﺪُ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﻐَﻲِّ ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻜْﻔُﺮْ
ﺑِﺎﻟﻄَّﺎﻏُﻮﺕِ ﻭَﻳُﺆْﻣِﻦْ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻓَﻘَﺪِ ﺍﺳْﺘَﻤْﺴَﻚَ ﺑِﺎﻟْﻌُﺮْﻭَﺓِ ﺍﻟْﻮُﺛْﻘَﻰ ﻻ ﺍﻧْﻔِﺼَﺎﻡَ ﻟَﻬَﺎ "…
( ]ﺇﻋﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺷﺮﺡ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ[
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ
ﺇﻋﺪﺍﺩ :
ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺭﺍﺋﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﺒﺎﺭﺍﻟﻤﻬﺪﺍﻭﻱ
سحاب السلفية