يظهر من الأحاديث أن أتباعه كثر و أن القلة هي التي تثبت على الإيمان ، وأن أكثر أهل الأرض يومئذ هم من أتباع الدجال .ولهذا حذر رسول الله من فتنته فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ( إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ ، يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ) .رواه مسلم.
وأخرج أبو نعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من " الحلية " بسند حسن صحيح إليه قال : ( لا ينجو من فتنة الدجال إلا اثنا عشر ألف رجل ، وسبعة آلاف امرأة ) وهذا لا يقال من قبل الرأي ، فيحتمل أن يكون مرفوعا أرسله ، ويحتمل أن يكون أخذه عن بعض أهل الكتاب ".
وبينت الأدلة الصحيحة أن خروج المسيح الدجال يبدأ من المشرق ، وتحديدا من إقليم خراسان، بل بالأخص من أصبهان في إقليم خراسان ، وهي من بلاد إيران اليوم :
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ )رواه الترمذي (2237) وقال : حديث حسن غريب ، وحسنه الألباني .
فيتبع الدجال طوائف كثيرة من الناس يومئذ ، وهم على أصناف :
1) الكفار عموما ، فهم أكثر الناس فتنة به وبما يظهره الله على يديه من الخوارق .
2) اليهود خاصة ، حيث ورد أنه يتبعه سبعون ألفا من يهود أصبهان .
3) كثير من المسلمين الذين يفتنهم بالخوارق التي تظهر على يديه ، وخاصة عوام المسلمين وجهلتهم من الأعراب والنساء والصغار .
)روى أحمد (23139) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أنذرتكم المسيح وهو ممسوح العين قال أحسبه قال اليسرى يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد الكعبة ومسجد الرسول والمسجد الأقصى والطور " والحديث صححه شعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند .
وقد جاء الأمر بالنأي عن الدجال عند خروجه خشية الافتتان بما معه من الشبهات والخوارق ، فإن الرجل يأتيه وهو يظن في نفسه الإيمان والثبات فيتبعه .
روى أبو داود (4319) وأحمد (19888) عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من سمع بالدجال فلينأ عنه فو الله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات أو لما يبعث به من الشبهات " والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وهذا الحديث دليل على أنه يمكن الفرار منه ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من أدركه أن يقرأ عليه فواتح سورة الكهف . رواه مسلم ( 2937 ) .
أعاذنا الله من فتنة المسيح الدجال آميين.
اللهم اني اعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال
بآرك الله فيك حبيبتي
بارك الله فيك أخية