لا شيء يعدل الصدق في حياة المسلم ، سواء كان الصدق في الاعتقاد، أو في الأقوال و الأفعال، ومن الخصال الحميدة أن يكون للإنسان موقف محدد تجاه الأشخاص و الأحداث، ويكون ذا مبدأ واضح وهوية محددة ملامحها، ومن شر الخصال أن يكون الإنسان مخادعا عند افتراق الناس يظهر لكل فريق أنه معهم و هذا النوع من الناس أشبه بالمنافق و قد ورد فيه حديث: "تجدون شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه" و في لفظ " تجد من شرار الناس يوم القيامة عند الله ذا الوجهين".
و أصح ما قيل في تفسير ذي الوجهين هو المنافق كما قال النووي: (ذا الوجهين) هو المنافق الذي يسعى بين الطائفتين من المسلمين فيأتي كلا بوجه يختلف عما يأتي به الآخر.
و قال صاحب عمدة القاري: وذو الوجهين هو المنافق وهو الذي يمشي بين الطائفتين بوجهين يأتي لإحداهما بوجه ويأتي للأخرى بخلاف ذلك وقال الله تعالى "مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء"،
قال المفسرون : مذبذبين يعني المنافقين متحيرين بين الإيمان والكفر فلا هم مع المؤمنين ظاهرا وباطنا و لا هم مع الكفار ظاهرا وباطنا بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين ومنهم من يعتريه الشك فتارة يميل إلى هؤلاء وتارة يميل إلى هؤلاء.
وقال القرطبي: إنما كان ذو الوجهين شر الناس لأن حاله حال المنافق إذ هو متملق بالباطل وبالكذب مدخل للفساد بين الناس وقال النووي هو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها فيظهر لها أنه منها ومخالف لضدها وصنيعه نفاق ومحض كذب وخداع وتحيل على الاطلاع على أسرار الطائفتين وهي مداهنة محرمة.
وقد ورد ما يفيد أن عقوبة ذي الوجهين أن يجعل الله له يوم القيامة لسانين من نار و هذا كما في الحديث "من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار".
قال المناوي: من كان له وجهان في الدنيا، يعني من كان مع كل واحد من عدوين كأنه صديقه ويعده أنه ناصر له ويذم ذا عند ذا أو ذا عند ذا، يأتي قوما بوجه وقوما بوجه على وجه الإفساد، كان له يوم القيامة لسانان من نار، كما كان في الدنيا له لسان عند كل طائفة.
و نقل عن الإمام الغزالي صاحب الإحياء أنه قال: اتفقوا على أن ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق وللنفاق علامات هذه منها نعم إن جامل كل واحد منهما وكان صادقا لم يكن ذا لسانين.
جاء في الحديث أنه ذا الوجهين لا يكون أمينا لفعلته الشنيعة التي هي تغير حاله بين الناس حيث يأتني قوم بوجه و آخرين بغير الوجه الذي جاء به الأولين و غالبا يكون لغرض الإفساد و هذا هو النفاق بعينه، بخلاف لو كان بغرض الإصلاح فلا يكون حينئذ معدودا من المنافقين.
و لأجل هذا لم يعتبر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصلح بين الناس و ينمي خيرا بالكذاب، ولا شك أن المنافق كذاب و لا يريد إلا الإفساد و الشر، فشتان بين هذا و ذاك.
كما في الحديث "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا". وقال صلى الله عليه و سلم "لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا".
قد تم بحمد الله

انهم. ا. عن. جد منافقون نسال. الله. السلامة. منهم. لي. ولكل. المؤمنين
أسأل الله أن يجيرنا من مصاحبتهم أو حتى لقاءهم
شكرا لك حبيبتي على الطرح