تخطى إلى المحتوى

خطايا القلوب 2024.

  • بواسطة

قسم الله تعالى أعمال العباد إلى أعمال قلوب وأعمال أبدان ..
ورتب على هذه وهذه أجوراً .. أو أوزاراً .. فإن كانت خيرا فثوابا وإن كانت شر فعقابا
ولو تأملنا في كثير من النصوص .. لوجدنا أعمال القلوب أعظم من أعمال الأبدان ..
سبعة يظلهم الله في ظله ..
رجلان تحابا في الله ..
رجل قلبه معلق بالمساجد ..
رجل دعته امرأة ذات منصب ..
رجل ذكر الله خالياً ..
وكذلك خطايا القلوب ..
قد تهلك العبد .. وتخفضه أسفل سافلين ..
* * * * * *
وخطايا القلوب متنوعة ..
منها ما هو لازم للشخص لا يتعدى ضرره إلى الناس ..
ولا يفضي به لمعاصٍ أخر ..
كالإعجاب بالعمل مثلاً .. أو محبة ثناء الناس .. أو الرياء ..
ومنه ما يجر إلى معاص أخر .. كالحقد .. والضغينة .. والحسد ..
ولن أتكلم اليوم عن جميع خطايا القلوب ..
وإنما سأتكلم عن خطيئة ..
هي أول خطيئة وقعت في السماء ..
وسبب أول خطيئة وقعت على الأرض ..
وهي الخطيئة التي تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ..
وهي الخطيئة التي منعت أبا جهل من الإيمان ..
ومنعت عبد الله بن أبي بن سلول ..
وهي الخطيئة التي حالت بين اليهود وبين الإسلام ..
وهيجت المنافقين على المسلمين ..
وهي الخطيئة التي جعلت ابن آدم يقتل أخاه ..
وجعلت أبناء يعقوب .. يلقون يوسف في الجب ..
كم هذه الخطيئة التي فرقت بين الأبناء وآبائهم ..
والإخوان وإخوانهم ..
وزرعت الشقاق بين الزملاء والموظفين ..
إنها الحسد ..
أبرز صفات اليهود ( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم ) ..
قال ابن عباس : كانت اليهود قبل أن يبعث النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا قاتلوا قوما قالوا نسألك بالنبي الذي وعدتنا أن ترسله وبالكتاب الذي تنزله إلا ما نصرتنا ..

قوله تعالى ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به ) ..
وقالت صفية بنت حيي للنبي : ( كان حسد أكثر الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قالوا كيف يتقدم علينا غلام يتيم وكيف نطأطئ رءوسنا )
فوصف الله تعالى حالهم فقال : ( وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم * أهم يقسمون رحمة ربك .. ) ..
* * * * * *
وأبرز صفات المنافقين
( إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها ) ..
* * * * * *
نعم الحسد ..
لم يسلم منه حتى أبناء الأنبياء يعقوب عليه السلام ..
إخوة يوسف ( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم ) ..
ويلقى يوسف في الجب ..
ويفرق بينه وبين أبيه أربعين عاماً ..
بسبب الحسد
والحسد سبب أول خطيئة وقعت في السماء .. إبليس ..
* * * * * *
صفات الحاسد
………………….
فالحاسد لا يرضيه إلا أن تزول نعمك ..
فإذا زادت نعمتك .. عظمت حسرته ..
وإن كبر جاهك .. جلت مصيبته ..
وإن أحبك الناس .. ظهرت غيبته ..
فهو عدو في ثياب الصديق .
* * * * * *
قال – صلى الله عليه وسلم – في النهي عن الحسد وأسبابه وثمراته : ( لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ) متفق عليه
وقال – صلى الله عليه وسلم : ( دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء .. والبغضة هي الحالقة لا أقول حالقة الشعر ولكن حالقة الدين والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا
ألا أنبئكم بما يثبت ذلك لكم أفشوا السلام بينكم ) أخرجه الترمذي
وقال – صلى الله عليه وسلم : ( إذا فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم؟)
قال عبدالرحمن بن عوف: نقول كما أمرنا الله.
فقال – صلى الله عليه وسلم : [ أو غير ذلك. تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو ذلك، ثم تنطلقون في مساكن المهاجرين فتجعلون بعضهم على رقاب بعض] رواه مسلم
وأخبر عليه الصلاة والسلام أن الحسد هو داء الأمم ..
فقال ( إنه سيصيب أمتي داء الأمم !
قالوا : وما داء الأمم ؟
قال : الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباعد والتحاسد حتى يكون البغي ثم الهرج )أخرجه ابن أبي الدنيا والطبراني بإسناد جيد
وأخبر بانتفاء الإيمان عن الحاسد ..
فقال : ( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ) رواه النسائي ..
وأخبر أن الحسد باق إلى قيام الساعة ..
فقال : ( والله لينزلن ابن مريم حكماً عادلاً فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليضعن الجزية ولتُتركن القلاص فلا يُسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد ) رواه مسلم
* * * * * *
فالمؤمنون يسلمون من غائلة الحسد .. ويعلمون أن أفضال الله يقسمها الله كما يشاء ..
كان الأنصار هم سكان المدينة ..
المهاجرون والأنصار ..
( والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ..
* * * * * *
صفات المؤمن التقى النقى الصفى

من سلم قلبه للمؤمنين، طاب حديثه والحديث معه، وأنس به الجليس، تحبه النفوس، وتشتاق إليه الأرواح والقلوب، طيّب المعشر، لينٌ متواضع، بَرٌ رحيم، عطوف كريم.
إن تحدث لم يؤذ، وإن نزل بقوم نزل السرور بساحتهم، وإن ارتحل ارتحل من غير أذىً أو أذية، كالنحلة تلقُط خيرًا وتلقي شهدًا.
كيف لا يحظى بهذه المنزلة، ويفوز بتلك البشارة، كيف لا ينعم في الأولى بالراحة والسرور، وفي الأخرى بالجنة والخلود مع المقربين الشهود، والنداء الرباني لم يزل يتردد في كل حين: يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ إِلاَّ مَنْ أَتَى ?للَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الشعراء:88، 89].
أخرج ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أفضل؟ قال: ((كل مخموم القلب، صدوق اللسان))، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: ((هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) ..
……………………. ……..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ).

منقول


الجيريا
الجيريا
الجيريا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.